&قال وزير العدل اللبناني، إن تاريخ حزب الله الحافل يجرده من اي مصداقية، لا بل يعريه، امام الشعب اللبناني والعربي وامام العالم.

جواد الصايغ: توالت الردود والتصريحات المستنكرة، للكلام الذي اطلقه امين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، في موضوع تنفيذ حكم الإعدام بنمر النمر وآخرين، بالمملكة العربية السعودية.

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق، سعد الحريري، ان "حزب الله يتصرف كأنه المسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم "، معتبراً ان "الشيخ النمر مواطن سعودي يخضع لاحكام القوانين السعودية وليس مواطناً ايرانياً تطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري".
&
التلاعب على الغرائز المذهبية
&
ولفت الى ان "حصر ردة الفعل على أحكام الإعدام بالشيخ النمر هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية"، مشيرا "الى اننا على يقين تام بان المملكة تلتزم حدود المصلحة الاسلامية والعربية وان القرارات التي تتخذها لن تتعارض مع هذه المصلحة في شيء".
&
واعتبر ان " الإصرار على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة، والتطاول على كرامات الاشقاء وقياداتهم ورموزهم، مسألة مرفوضة وغير مقبولة للمرة الألف، لانها مسألة لا وظيفة لها سوى الاساءة للدول الشقيقة التي لم تتخل عن لبنان يوماً، وابقاء لبنان وشعبه فوق صفيح ساخن من التوترات المذهبية، وفتح النوافذ امام الخارج للتدخل في شؤوننا الداخلية".
&
رد ريفي الأعنف
&
الرد الأعنف على نصرالله، جاء من قبل وزير العدل اللبناني، أشرف ريفي، الذي أصدر بيانا قال فيه، "تابعنا كما تابع الرأي العام اللبناني أمين عام حزب الله المكلف شرعياً من ايران بتنفيذ اجندتها التوسعية في لبنان والعالم العربي، وهو يحاضر في مفهوم حقوق الانسان، وفي نبذ الفتنة المذهبية، ورفض العنف، ومواجهة نظم الاستبداد، في مشهد يوحي بالتعامي الكامل عن الواقع وأحداث التاريخ التي تشهد على نظام ولاية الفقيه، وحزبه اللبناني، وسائر فروعه في العالم العربي، بأنه الأعتى في الاستبداد والبطش والعنف والارهاب المنظم، الذي مورس منذ العام 1979، بحق الشعب الايراني وقياداته، ونخبه الفكرية والثقافية، التي سحقها ابان الثورة الخضراء بالحديد والنار والدم، لمجرد مطالبتها بالحرية، والذي استنسخ بالنموذج نفسه، في لبنان وسوريا والعراق واليمن، قمعاً واغتيالاً وسحقاً للشعوب الناشدة للحرية، وخصوصاً في سوريا التي نفذت فيها ايران وغطت أكبر مجزرة شهدها العالم المعاصر".
&
ممارسات حزب الله
&
واضاف: "اذا كانت الذاكرة المثقوبة لنصرالله قد تجاهلت هذه المآثر بحق لبنان واللبنانيين، كما بحق سوريا، وسائر مسارح النفوذ الايراني في العالم العربي، فمن الضروري تذكيره بما مارسه حزبه منذ النشأة، بحق النخب واهل الفكر، في مشهد جاهلي لا يمكن ان تمحوه الذاكرة.
&
ان هذا التمادي في التضليل وادعاء الطُهرانية، والتنكر لوقائع التاريخ الاسود لحزب نصرالله، القائم على العنف والخطف والارهاب والاغتيال، وتصفية الخصوم،وتخوينهم وتكفيرهم،وافتعال الفتن المذهبية، يحتم علينا التذكير بما قام به هذا الحزب، في لبنان بدءاً من قتل ضباط الجيش اللبناني بدم بارد،مروراً باستهداف قادة المقاومة الوطنية،وصولاً الى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز، دون ان ننسى السابع من ايار وما شهده من جرائم مروعة، وما اعقبه من استمرار تعطيل الدولة والمؤسسات بقوة سلاح الأمر الواقع.
&
نسأل اليوم من نصب نفسه ناطقاً باسم حقوق الانسان، عن الجرائم الكبرى التي يمارسها حزبه في سوريا دعماً للنظام المجرم، نسأله هل شاهد وهو الذي يتابع عن كثب، عشرات آلاف الصور الموثقة من الامم المتحدة، للضحايا السوريين الابرياء الذين قتلوا في أقبية حليفه بشار الاسد، جوعاً وتعذيباً وتنكيلاً، وتقطيعاً للأجساد؟"
&
اسئلة&
&
وتابع، نسأل اليوم "داعية السلام ونبذ العنف"، عن مشاركة حزبه في تهجير السوريين من مدنهم وقراهم، وقتلهم وابادتهم، نسأله عن اثارة الفتنة المذهبية في سوريا، التي يشارك فيها حزبه، والتي ادت الى تعميق الجروح والأحقاد"، معتبرا، "ان هذا التاريخ الحافل، يجرد صاحبه من اي مصداقية، لا بل يعريه، امام الشعب اللبناني والعربي وامام العالم، من أي حصانة اخلاقية وانسانية، وهو المدان بارتكاب الجرائم الكبرى، التي لن يمحوها التاريخ.
&
هذا التاريخ الحافل والاسود لا يعطي صاحبه الحق بالجلوس على قوس المحكمة، بل مكانه الطبيعي في قفص الاتهام، كما لا يسمح له بمصادرة قرار الشعب اللبناني، ولا يجيز له الاعتداء على سيادة دولة شقيقة كالمملكة العربية السعودية التي كانت على الدوام الداعمة الاولى للبنان ومؤسساته، وللوحدة الوطنية، وهي التي وقفت بكبر واخوة قل نظيرها، مع الشعب اللبناني، وساندته على كل الصعد".
&
وتوجه إلى نصرالله قائلا، "اذا كنت تأتمر بتوجيهات ايران ومصالحها، فنحن من موقع المسؤولية الوطنية، لن نسمح ان يكون لبنان الخاصرة الرخوة لتصفية الحسابات، وسنظل حريصين على العيش المشترك، وعلى الامن والاستقرار".