أطلق مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان صرخة سلام في أول أيام رأس السنة الجديدة مؤكدًا أن خلاص المشرقيين لن يكون إلا بنشر ثقافة السلام بديلًا من ثقافة الحرب والأسلحة، وتعميم روح التسامح والمحبة التي حجبها التعصب والعنف والكراهية.

إيلاف: أكد جميل دياربكرلي مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان أن يوم الأول من شهر يناير هو يوم للسلام العالمي يخصصه المسيحيون في كل أنحاء العالم للصلاة من أجل السلام في العالم، من أجل "هذا المصطلح الذي فقدناه منذ زمنٍ طويل في بلدان منطقة الشرق الأوسط"، وأسف لأنه "في يوم السلام العالمي يحتضر السلام في أرض السلام والحضارات منطقة الشرق الاوسط".

بكاء وحرمان
وأشار إلى أنه بينما كان العالم بأسره يحتفل بالإعياد الميلادية من خلال نصب الاشجار، وإطلاق المفرقعات النارية، وتشييد مغارات ميلادية، وإقامات احتفالات موسيقية كبيرة من وحي العيد "كان معظم سكان منطقة الشرق الأوسط يحتفلون بدورهم بالأعياد، لكن على طريقتهم الخاصة، فقد قطعوا الاشجار ليتدفئوا عليها، علها تقيهم برد الشتاء، ولم يستطيعوا تزيين منازلهم بالمغارات الميلادية، لأنهم يسكنون فيها، بعدما لفظتهم الأرض، ولم تغب المفرقعات النارية عنهم، ولكن المفارقة أن أجسادهم كانت هي من تتطاير هنا وهناك نتيجة هذه المفرقعات، وبما يخص الحفلة الموسيقية فبكاء الأمهات اللاتي فقدن أولادهن، ونواح الزوجات على موت رجالهن، وتنهيدات الأطفال الذين يشتاقون إلى آبائهم المفقودين، كلها شكلت سمفونية الشرق المعذب".

شدد ديار بكرلي على أننا "اليوم وأكثر من أي وقت مضى نحن بحاجة إلى نشر ثقافة السلام بين الناس، لأن السلام هو السلاح الفعال ضد التعصب وضد العنف وضد الحقد والكراهية وضد الطائفية وضد الإرهاب، إن السلام الحقيقي هو حب الخير للآخرين كما للنفس، بل إن السلام هو المحبة وقبول الآخر والتسامح معه، وصولًا إلى بناء أوطان آمنة تتسع للجميع".

الخلاص الوحيد
ودعا في هذا اليوم الذي نفتتح به سنة 2017 كل شخص "إلى المساهمة في نشر السلام في مجتمعاتنا المنقسمة والمشتتة والفاقدة للسلام"، وناشد كل المؤسسات الدولية التي تتبنى مفاهيم السلام والعدل شعارًا لها "العمل بجدية والتدخل الفوري لوضع حدّ لمأساة سكان منطقة الشرق الأوسط الذين أنهكتهم الحروب والنزاعات العرقية والطائفية والإثنية".

وقال "إن الأديان والمذاهب والتيارات، ومن خلال تعاليمها القائمة على &السلام، تدعو كل فرد منا في هذا اليوم إلى أن يكون داعية حقيقيًا وناشرًا للسلام، وأن يبدأ ببناء نظامٍ اجتماعي عادل وسلمي، يمكن التعبير فيه عن حقوق الإنسان الأساسية وتحقيقها بصورةٍ كاملة ، ليستحق الطوبى التي جاءت على لسان السيد المسيح كل من يسعى إلى فعل السلام وتعزيزه. "طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يدعون".

ومع بداية العام الجديد تمنّى ديار بكرلي "أن يحلّ السلام في منطقة الشرق الآوسط، وبالتحديد في سوريا والعراق، فيعزي القلوب المنكسرة، ويعيد الألفة بين المتخاصمين، ويعود المختطفين والمعتقلين إلى أهلهم، ويرجع النازحين والمهجرين إلى بيوتهم، وتعود أوطاننا إلى سالف عهدها منارةً للتنوع الحضاري والانساني".