نصر المجالي:&جددت موسكو وطهران ودمشق في ختام اجتماع ثلاثي لوزراء الخارجية عزمها على محاربة الإرهابيين حتى النهاية، كما تعهد الجانبان الروسي والإيراني تقديم مساعدات اقتصادية لدمشق. وقالت موسكو إن سوريا "بحاجة إلى خطة مارشال" على غرار الاتفاق الغربي لمساعدة أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية.
و"خطة مارشال" هي نسبة إلى وزير الخارجية الأميركي الأسبق جورج مارشال، برنامج مساعدات أميركي لأوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية طرحت عام 1947، بهدف إعادة بناء الاقتصاد الأوروبي.
وأضاف لافروف بعد محادثات مع نظيريه السوري والإيراني في موسكو، الجمعة، أن العملية التي تقودها الولايات المتحدة لتحرير الموصل من "داعش" قد تؤثر كثيرا في ميزان القوى في سوريا. واعتبر الوزير الروسي أن فرض عقوبات غير مشروعة على سوريا سيضر السكان المدنيين، مشيرا إلى أنه "لا بديل عن الحل السياسي للحرب" السورية.
وفي بعض تفاصيل المؤتمر الصحافي المشترك، التي نقلها موقع (روسيا اليوم) وبثتها القناة على الهواء مباشرة، قال وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحافي مشترك إثر جولة محادثات ثلاثية جمعته يوم الجمعة 28&أكتوبر مع نظيريه السوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف: "يجب تصفية الإرهابيين حتى النهاية. وفي الوقت الذي ينخرط فيه شركاؤنا الغربيون في محاربة الإرهاب بالأقوال فقط، فإننا عازمون على مواصلة العمل حتى النهاية".
ترحيب&
وأكد لافروف أن موسكو وطهران ترحبان باستعداد وفد الحكومة السورية للتوجه إلى مفاوضات جنيف "ولو غدا"، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تكثيف جهود محاربة الإرهاب.
ولفت الوزير الروسي إلى أن الدول الغربية التي سبق لها أن فرضت عقوبات ضد سوريا، تتحمل جزءا من المسؤولية عن تدهور الوضع الإنساني للسكان المسلحين.
واستدرك قائلا: "إننا أكدنا أن المسؤولية عن تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي، لا يتحملها الإرهابيون فحسب، بل والدول التي تفرض عقوبات اقتصادية غير شرعية ضد سوريا، تستهدف، بالدرجة الأولى السكان المدنيين في هذه البلاد".
دعم دمشق اقتصاديا
وأكد لافروف أن موسكو وطهران ستدعمان دمشق اقتصاديا للصمود أمام العقوبات الغربية. وتابع أن الجانبين الروسي والإيراني يرحبان أيضا بتأكيد دمشق استعدادها لتوسيع التعاون مع الأمم المتحدة في تسوية القضايا&الإنسانية بسوريا.
لكنه شدد على ضرورة أن يعمل ممثلو الأمم المتحدة دون انحياز، ودعاهم إلى عدم الانجرار وراء الاستفزازات، وبذل كل ما بوسعهم من أجل مواجهة الإرهابيين بسوريا.
محاربة الإرهاب
وبشأن نتائج المحادثات الثلاثية، قال لافروف إن موسكو وطهران ودمشق اتفقت على تكثيف محاربة الإرهاب بلا هوادة، بموازاة حل المسائل المتعلقة بتحسين الوضع الإنساني، واستعادة نظام وقف إطلاق النار، وإطلاق مفاوضات السلام بلا تباطؤ ودون أي شروط مسبقة.
واستدرك قائلا: "إننا نرحب بتأكيدات وزير الخارجية السوري وليد المعلم على استعداد وفد الحكومة السورية للتوجه إلى جنيف ولو غدا للمشاركة في مفاوضات تجري برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة جميع أطياف المعارضة، وفق مقتضيات قرارات مجلس الأمن الدولي".
وشدد قائلا: "إننا متفقون حول عدم وجود أي بديل لتسوية الصراع في سوريا بالوسائل السياسية الدبلوماسية. إننا ندعم عزم القيادة السورية على مواصلة العملية السياسية".
المعارضة المعتدلة&
وفي الوقت نفسه، أعاد الوزير إلى الأذهان دعوة سبق لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أن وجهها إلى المعارضة "المعتدلة" في سوريا، عندما دعاهم إلى الانسحاب من مواقع الإرهابيين في سوريا، وحذرهم من أنهم، في حال عدم الإقدام على هذه الخطوة، سيتحولون إلى أهداف مشروعة.
وأوضح قائلا: "نظرا لعدم وجود أي دلائل على نية المعارضة المعتدلة في حلب الشرقية، التنصل من "جبهة النصرة"، فقد حان الوقت لتطبيق هذا المنطق الذي اقترحه جون كيري عمليا".
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن الفصل بين الإرهابيين والمعتدلين في حلب، كان حجر الأساس للاتفاقات التي أقرها مع كيري في جنيف يوم 9 سبتمبر الماضي، إذ أخذ الأميركيون، وفق تلك الاتفاقات، على عاتقهم الالتزام بتنظيم تنصل المعارضة من "جبهة النصرة" في غضون أسبوع، شريطة وقف القصف على مواقع المسلحين في حلب.&
وتابع وزير الخارجية الروسي أن الأميركيين لم يفعلوا شيئا للوفاء بهذا التعهد، وكانت واشنطن هي من خرقت وقف إطلاق النار بشن غارات على مواقع الجيش السوري في دير الزور يوم 17&سبتمبر الماضي.
لا ضربات لحلب&
وذكّر لافروف بأن الطيران الروسي والسوري لم يوجه أي ضربات إلى حلب منذ 10 أيام، لكن عملية الفصل لم تبدأ كما لم تجر حتى الآن عملية إجلاء المرضى والمصابين من أحياء حلب الشرقية، بل قام المسلحون بإغلاق كافة المخارج من تلك الأحياء، لمنع المدنيين من الخروج.
لا اتصالات مع التحالف
بدوره، أكد وزير الخارجية السوري أن معركة تحرير الموصل موازية لتحرير حلب. ونفى المعلم وجود أي اتصالات بين دمشق والتحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة الإرهابيين، وشكك في ما أعلنته واشنطن عن نيتها إطلاق معركة تحرير الرقة السورية في غضون أسابيع.
واستدرك قائلا خلال المؤتمر الصحافي: "لا أحد في سوريا يصدق في ما يقال عن تحرير الرقة في غضون عدة أسابيع".
واعتبر الوزير السوري أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن خلال عمله في المنطقة منذ عامين، لم يقم بمكافحة إرهاب "داعش"، بل كان يستهدف البنية التحتية للاقتصاد السوري ومؤخرا دمر عددا من الجسور الهامة على نهر الفرات. واعتبر أن الأميركيين يريدون سحب "داعش" من الموصل إلى الرقة.
لكن المعلم أكد أن هناك تنسيقا حقيقيا بين العسكريين الروس والسوريين لمعالجة قضية تسرب الإرهابيين من الموصل إلى الأراضي السورية.
حملات إعلامية&
وشدد المعلم على أن الحملات الإعلامية ضد دمشق وموسكو لن تثني العسكريين الروس والسوريين عن "مواصلة ومضاعفة الجهود من أجل مكافحة الإرهاب، وتحرير حلب من الإرهابيين، وإعادة توحيد المدينة، مع الأخذ في الاعتبار أهمية مراعاة الجانب الإنساني".
وأشار إلى الهدنة التي سبق لموسكو ودمشق أن أعلنتها في حلب، وشدد على أنه كان واضحا للجميع كيف جرى خرق الهدنة ومنع المدنيين والجرحى الخروج من شرق حلب.
وفي الوقت نفسه أكد المعلم استعداد دمشق لإعلان هدنة جديدة في حلب، شريطة تلقي ضمانات على تنفيذ عمليات إجلاء المرضى والمصابين وتنظيم خروج المدنيين من المدينة.
تسوية الأزمة
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الأطراف الثلاثة أكدت تمسكها بتسوية الأزمة السورية بالوسائل السلمية، وأن الشعب السوري هو من يجب أن يقرر مصيره بنفسه.
وأضاف أن طهران ترحب باستعداد الحكومة السورية لاستئناف المفاوضات السلمية مع المعارضة على أساس القرار الدولي الرقم 2254.
ودعا ظريف في المؤتمر الصحافي المشترك، إلى تضافر جهود المجتمع الدولي في محاربة لإرهاب، وذكر بأن طهران كانت تؤكد دائما أن الإرهاب لن يكتفي بسوريا، بل سينشر جرائمه في العالم أجمع.
وفي الختام، لفت ظريف إلى أن عملية تحرير الموصل من إرهابيي "داعش" يجب أن تضمن عدم انتقال الإرهابيين إلى سوريا، مؤكدا أن "الإرهاب لا يخدم مصالح أحد وعلى المدى البعيد ستعض هذه الجماعات الإرهابية اليد التي دعمتها".
التعليقات