أشرف أبوجلالة: تشهد مدينة نمرود التاريخية (شمال العراق) التي توصف بكونها درة الحضارة الآشورية حالة من الخراب والدمار لكثير من أهم قطعها الأثرية نتيجة لأعمال التدمير والتخريب التي مارستها عناصر تنظيم داعش المتطرف بهدف محو التاريخ.

ورصدت بهذا الخصوص صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريراً مطولاً أبرزت فيه ذلك الحال الذي وصلت إليه المدينة التاريخية من تشويه وتدمير، منوهةً إلى عظمة تلك المدينة، التي كانت تحكم الشرق الأوسط بأكمله قبل ما يقرب من 3 آلاف عام.

وتابعت الصحيفة بقولها إن المدينة وقعت ضحية لمقاتلي داعش، الذين تعاملوا بقسوة ووحشية مع آثارها التاريخية، التي من بينها قصور، معابد وتماثيل.

ورغم طرد عناصر داعش من هناك قبل أكثر من شهر، إلا أن المدينة ما تزال تعيش حالة من الدمار، وآثارها ما تزال مخفية، وهو ما يهدد فرص ترميمها ثانيةً في نهاية المطاف.

وبينما تواصل القوات الحكومية العراقية عملياتها الرامية للقضاء على داعش بالقرب من مدينة الموصل، ما يزال حطام عاصمة الإمبراطورية الآشورية القديمة عرضة للسلب والنهب.

وعلَّقت على ذلك هبة حازم حمد، أستاذ علم الآثار في الموصل التي كثيراً ما تصطحب طلابها إلى هناك، بقولها "حين سمعت ما جرى لمدينة نمرود، بكي قلبي قبل عيني"، في إشارة منها لحجم الدمار الذي تعرضت له المدينة.

وتبين من الزيارات التي قام بها طاقم صحافي تابع لوكالة "الأسوشيتد برس" الأميركية لمدينة "نمرود" أنها غير محمية على الإطلاق، وأن بقايا الآثار الموجودة بها عرضة لعمليات السرقة التي يمكن أن تتم في أي وقت من دون رقيب أو حسيب.

ومع هذا، ما تزال تشعر عالمة الآثار العراقية، ليلي صالح، بحالة من التفاؤل تجاه ما يمكن فعله بغية ترميم ذلك الحطام الأثري التاريخي، خاصة وأنها تداوم على زيارة المدينة وتصور الحطام لتوثيقه.

ونقلت عنها الصحيفة قولها "الشيء الجيد هو أن الحطام ما يزال موجوداً في مكانه، وهو ما يزيد من فرص نجاح عمليات الترميم. لكني أري أن نسبة تقدر بحوالي 60 % من الآثار المتحطمة سيتعذر إصلاحها".

ومن الجدير ذكره أن مدينة نمرود كانت عاصمة الآشوريين في الفترة ما بين عامي 709 و879 قبل الميلاد، وآلت عمليات التنقيب التي تمت بها خلال الآونة الأخيرة إلى الكشف عن الكثير من الأعمال الفنية التي تخص بلاد ما بين النهرين، وتم العثور على كنوز من الذهب والمجوهرات في مقابر الملكات بالإضافة لاكتشاف المئات من الألواح المكتوبة التي ساهمت في كشف المزيد عن الشرق الأوسط القديم.

وختمت الصحيفة بنقلها عن لويز هاكستهاوزن، ممثل اليونسكو في العراق، قوله "المدينة في حالة دمار تام، والشيء الأهم الآن هو ضمان وجود بعض الحماية الأساسية".

أعدت "إيلاف" المادة بتصر نقلا عن "واشنطن بوست". الرابط الأصل أدناه:&

https://www.washingtonpost.com/world/middle_east/3000-years-ago-it-ruled-the-mideast-now-blown-to-pieces/2016/12/31/3daa9aea-cf49-11e6-85cd-e66532e35a44_story.html?utm_term=.307746c33918&wpisrc=nl_most-draw14&wpmm=1