«إيلاف» من لندن:& إندلعت المعارك بين حركة أحرار الشام الإسلامية وجند الأقصى الذي انضم لجبهة الشام (وهي ما كانت تعرف بجبهة النصرة ) وذلك إثر اختطاف أحرار الشام عددا ممن يتم تسميتهم "المهاجرين"، واقتحام جند الأقصى أحد مقرات الحركة في ريف منطقة إدلب في سوريا وتحرير المهاجرين المحتجزين، واعتقال عدد من عناصر الحركة وقياداتها ولكن لم تتم معرفة كامل الأسماء مع محاولات التوسط بين الطرفين من قبل مؤسسات شرعية عادة ما تقوم بتصفية الخلافات بين الفصائل المتحاربة والتي تسيطر على مساحات من الداخل.

‎وعقب انتهاء صلاة الجمعة أمس تحدثت مصادر متطابقة عن مداهمة جند الأقصى المنضم إلى فتح الشام مقرات لأحرار الشام في بلدة كنصفرة في ريف إدلب، وأطلقوا سراح المحتجزين الـ 13 من الحزب الإسلامي التركستاني، والذين كانوا في طريقهم لمناطق سيطرة تنظيم “داعش”، بغية ما قيل عن إخضاعهم لدورات شرعية.

‎وأقام الطرفان حواجز على الطرقات واعتقلوا عددًا من الأشخاص، وقال ناشطون على الفيسبوك إن "جند الأقصى اعتقلوا عددًا&من الأشخاص من بينهم القيادي في أحرار الشام أبو بكر والقائد العسكري اللواء صقور الجبل خالد العادل”.

‎وأصدرت الفرقة الثانية الساحلية بياناً ايضا أعلنت فيه عن فقدان ثلاثة من عناصرها أثناء عودتهم من&ريف اللاذقية، حيث تم فقدهم في ريف ادلب .

وأكد ‎أكثر من مصدر أن الاشتباكات بين فتح الشام وأحرار الشام بقيت مستمرة لفترة طويلة قرب قرية قميناس القريبة من إدلب.

الخلاف إنتهى

‎في غضون ذلك أعادت جبهة فتح الشام المعبر الحدودي وجميع المقرات والحواجز في قرية خربة الجوز، بريف إدلب الغربي، الى أحرار الشام الإسلامية الخميس الماضي بعد ان قامت بالسيطرة عليها وقال أبو يوسف المهاجر وهو الناطق العسكري باسم حركة أحرار الشام الإسلامية في تصريحات إعلامية& أن فتح الشام أعادت جميع المقرات والحواجز، لافتاً إلى أن الخلاف انتهى، من خلال محكمة المعبر.

‎وأكد المهاجر أن “الصلح والاتفاق تم عبر محكمة معبر الخربة ومنطقة دركوش وما حولها”، مؤكدا أن “الشخص المسيء سلّم إلى المحكمة ”.

‎وتردد أن سبب الخلاف بين الطرفين كان اعتقال عناصر من أحرار الشام قياديًا عراقيا في فتح الشام يدعى أبو مجاهد ما دعا فتح الشام للمطالبة به، إلا أن الحركة لم تستجب، الأمر الذي دعا الجبهة لشن الهجوم واعتقال عناصر من الحركة رداً على عملية الاعتقال دون ورود مزيد من التفاصيل .

‎وكانت جبهة فتح الشام سيطرت على معبر خربة الجوز الحدودي مع تركيا عقب خلافات مع حركة أحرار الشام المسيطرة على هذا المعبر المخصص للإغاثة والحالات الإنسانية.

‎وتباينت الأخبار والنتائج والأسباب على وسائل الاعلام، ففي حين قال مراسلون إن عملية مداهمة المقار من قبل فتح الشام في المنطقة الحدودية لم ينتج منها سقوط قتلى أو جرحى من الطرفين قال ناشطون إن هناك عمليات اعتقالٍ نفذتها فتح الشام لعناصر من الحركة تواجدوا في المقار العسكرية.

وسيطرت جبهة فتح الشام (أي النصرة سابقاً) على معبر خربة الجوز الحدودي مع تركيا قبل تسليمه الى الحركة وفي غضون ذلك تبنت فتح الشام تفجيراً في وسط دمشق حدث الأسبوع الماضي حيث أعلنت مسؤوليتها عنه.

التهريب

وحول جذور وأسباب الخلاف ايضا بين أحرار الشام والأقصى التابعة&لفتح الشام& تحدث ناشطون أن عناصر من الذين& ينتمون إلى فتح الشام& و الحزب الإسلامي التركستاني سيطروا فجأة على المعبر وعلى قريتي الزعينة والزور القريبتين. وقالوا ان الأمور ربما تكون مرتبطة " بعمليات التهريب التي تحصل في المنطقة، سواء للبضائع أو البشر الذين يحاولون العبور إلى تركيا بطريقة غير شرعية، مقابل دفع مبالغ مالية للمهربين المرتبطين بالفصائل العسكرية المسيطرة بشكل أو بآخر".&

كما يتزامن هذا الحراك العسكري على الأرض مع رفض حركة أحرار الشام الإسلامية عدم مشاركتها في اجتماع أستانة المزمع عقده الاثنين القادم، مؤكدة في الوقت ذاته دعمها الفصائل التي ستحضره.

وقالت حركة أحرار الشام إن من أهم أسباب رفضها المشاركة هو عدم تحقق وقف إطلاق النار خصوصاً في منطقة وادي بردى .

وكانت قد اتفقت حركة أحرار الشام الإسلامية، وجبهة فتح الشام، على تشكيل هيئة الأوقاف المركزية في مناطق الحدود والساحل، واعتبار المساجد والمعاهد الشرعية والوقوف التابعة لها في تلك المناطق تابعة لهيئة الأوقاف المركزية، وتتكفل بكافة احتياجاتها.

تشكيل هيئة الأوقاف المركزية

‎وقال بيان مشترك بين أحرار الشام وفتح الشام أواخر العام الماضي ونشره أبو الفتح الفرغلي مسؤول مكتب الدراسات في هيئة الدعوة والإرشاد في حركة أحرار الشام الإسلامية، على حسابه في تويتر أنه تم اتفاق الفصيلين في مناطق الحدود والساحل على تشكيل هيئة الأوقاف المركزية، وتعيين مصطفى معراوي الملقب بـأبو محمد النعماني ممثلاً عن أحرار الشام وعبد العزيز التركماني الملقب بأبي عبد الله التركماني ممثلاً عن فتح الشام ".

‎وأكد البيان عدم صدور أي قرار من الهيئة المركزية للأوقاف إلا بموافقة ممثلي الفصيلين، واعتبار المساجد والمعاهد الشرعية والوقوف التابعة لها في منطقة الحدود والساحل تابعة لهيئة الأوقاف المركزية، وتتكفل بكافة احتياجات المساجد والمعاهد المذكورة، كما تعتبر جميع المكاتب واللجان الفرعية في المناطق المذكورة تابعة لهيئة الأوقاف المركزية.

‎وأشار إلى أن هيئة الأوقاف المركزية "تعتمد المرجعية الفقهية لها الكتاب والسنة بفهم الصحافة ثم بفهم أئمة المذاهب الأربعة المشهورة”.