كينشاسا: قتلت قوات الامن الكونغولية الاحد رجلا واصابت آخرين بجروح بعد ان اطلقت النار خلال حملة ضد كاثوليكيين تجمعوا في كنائس البلاد لمطالبة الرئيس جوزف كابيلا بالتنحي.

وشهد مراسلو فرانس برس آخر جولات العنف الدموي في جمهورية الكونغو الديموقراطية التي يسودها التوتر جراء تأجيل الانتخابات.

وشاهد مراسل لفرانس برس في مدينة كانانغا وسط البلاد اطلاق جنود الرصاص على متظاهر اصابوه في الصدر بعد ان فتحوا النار على كاثوليكيين تجمعوا تلبية لدعوات وجهها القيمون على الكنائس من اجل التظاهر سلميا.

وفي مناطق اخرى أطلقت قوات الأمن الكونغولية الرصاص في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق تجمعات وقداديس في العاصمة كينشاسا، كما اوقفت 12 طفلا من جوقة كاثوليكية كانوا يتقدمون احدى التظاهرات.

- حظر التظاهر -
وخرقت الكنيسة وجماعات معارضة حظرا كانت السلطات فرضته لمنع التظاهر ضد الرئيس.

وطالب المتظاهرون الرئيس كابيلا بالتعهد بعدم الترشح لولاية جديدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية، المستعمرة البلجيكية السابقة ذات الغالبية الكاثوليكية.

ويتولى كابيلا الحكم في البلاد منذ 2001. وقد تم تأجيل الانتخابات لاختيار خلف له والمقرر اجراؤها في كانون الاول/ديسمبر 2018.

وتقول الامم المتحدة ان عشرات الاشخاص قتلوا في تظاهرات معارضة للحكومة الكونغولية هذا العام.

وكان ارتفع منسوب التوتر الاحد بعد ان لبت الاطياف الرئيسية في المعارضة والمجتمع المدني نداءات للمشاركة في تظاهرات سلمية.

- اصابة كاهن وامراة -
واحصت فرانس برس اصابة نحو 10 اشخاص في كينشاسا بينهم كاهن اصيب في وجهه وامرأة ستينية اصيبت في الراس بعد ان اقتحمت الشرطة تجمعا من المصلين.

وهدد ضابط في الجيش فريقا من مراسلي فرانس برس كانوا يتولون تغطية اعمال القمع في كنيسة القديس ميخائيل في كينشاسا.

وقال الضابط "اذا لم ترحلوا من هنا سآمر باطلاق النار عليكم".

واضاف الضابط "سواء صحافة ام لا، لا يسمح لاحد بالوجود في الداخل. علاوة على ذلك، معكم رجل ابيض، وهذا عرق يسبب لنا المشاكل".

وافاد مراسلو فرانس برس ان صحافيا من الاذاعة الفرنسية "ار اف اي" تم توقيفه لفترة وجيزة.

- جنود يقتحمون الكنيسة -
وروى مشارك في احد القداديس طالبا عدم كشف هويته لفرانس برس كيف قامت قوات الامن صباح الاحد بتفريق المشاركين في القداس.

وقال الشاهد "فيما كنا نصلّي، دخل العسكريون وعناصر الشرطة الى حرم الكنيسة وأطلقوا الغاز المسيل للدموع".

وقالت شاهدة اخرى واسمها شانتال "بعض الأشخاص سقطوا أرضا وعمل المسعفون على انعاش المسنات اللواتي اغمي عليهن. واكمل الكاهن القداس".

ثم اوقفت الشرطة 12 طفلا من جوقة كاثوليكية يرتدون الاثواب الليتورجية امام احدى الكنائس فيما كانوا يتقدمون احدى المسيرات.

وعاد متظاهرون آخرون الى داخل حرم الكنيسة وبدأوا بالصلاة من اجل "رحيل كابيلا".

- تأجيل الانتخابات -
وفي كينشاسا، دعا الكاثوليك في "لجنة التنسيق العلمانية" الى مسيرة صباح الأحد بعد القداس يرفع المشاركون فيها الأناجيل والمسابح والصلبان.

وهم يطالبون الرئيس كابيلا (46 عاما) بتصريح علني يؤكد فيه أنه لن يترشح لولاية جديدة.

ولم تشهد جمهورية الكونغو الديموقراطية انتقالا سلميا للسلطة منذ استقلالها عن بلجيكا في 1960.

وخلف كابيلا في 2001 والده لوران كابيلا الذي تم اغتياله.

ورفض جوزف كابيلا التنحي بعد انتهاء ولايته الثانية والاخيرة التي يسمح بها الدستور في كانون الاول/ديمسبر 2016. وادى ذلك الى تظاهرات وحملات قمع دموية.

وكان من المقرر ان تجري الانتخابات نهاية هذا العام بموجب اتفاق تم توقيعه بوساطة كنسية.

ومن المقرر ان تجرى الانتخابات المؤجلة في 23 كانون الاول/ديسمبر من العام المقبل.

وقال المتحدث باسم الحكومة لامربت ميندي في تصريح تلفزيوني ان "اسلحة الحرب تم توزيعها" من جانب معارضي الحكومة.

واضاف المتحدث نقلا عن تقرير حكومي إن "هذه الاعمال المزعزعة للاستقرار تهدف الى اشاعة اجواء من التمرد لتمكينهم من الاستيلاء على الحكم في بلادنا بوسائل غير ديموقراطية".

ولم يدل كابيلا باي موقف علني يتناول فيه التظاهرات الاخيرة.

وطالب المجتمع الدولي ولا سيما الامم المتحدة السلطات الكونغولية بالسماح بالتظاهرات السلمية.