أعلن القضاء الإيراني &عن إخلاء سبيل المعارض أحمد منتظري بعفو مشروط، بعد حكم بالسجن لـ6 سنوات صدر بحقه الشهر الماضي، وأنه أعيد النظر بالحكم القضائي الذي أدانه.

وقالت مصادر إيرانية، وفق ما افادت وكالة (ميزان) التابعة للقضاء، إن احمد منتظري وهو أيضا من رجال الدين، استفاد من "عفو" مشروط بتدخل من مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي الذي قبل وساطة مرجع ديني كبير، بعد ان "تعهد" منتظري خطيًا بعدم "القيام بأي عمل ضد النظام" الايراني، أو أي ممارسات تهدد الأمن القومي للبلاد".

وسبق لمحكمة الثورة الإسلامية في مدينة قم الإيرانية أن قضت في الـ22 من فبراير الماضي بحبس منتظري 21 عامًا مع النفاذ وخلع رداء رجال الدين عنه بعد إدانته بنشر مقطع صوتي لاجتماع حضره والده، حسين علي منتظري مع أعضاء ما سمي بـ"لجنة الموت" في الجمهورية الإيرانية العام 1988، واعترض خلاله بشدة على إعدام الآلاف من السجناء المتهمين بالانتماء إلى منظمة (مجاهدي خلق) والأحزاب اليسارية، في أعقاب ثورة 1979 الإسلامية في إيران.

وعادت المحكمة في وقت لاحق لتخفف الحكم الصادر بحق منتظري لـ6 سنوات مع النفاذ، رغم التهم التي أدين بها كذلك، وبينها "التآمر على الأمن القومي، والتحريض ضد النظام ونشر الوثائق السرية".

وأدى انتشار الشريط إلى تحرك غربي يطالب بمحاسبة أعضاء "لجنة الموت"، فقد طالب 60 نائبًا في البرلمان الأوروبي في بيان مشترك عنهم في الـ7 من أكتوبر 2016، بـ"محاكمة المسؤولين عن هذه الإعدامات في إيران".

وقال النواب إن مذبحة السجناء السياسيين "جريمة ضد الإنسانية"، وعليه " يجب تقديم الجناة إلى العدالة".

منظمة (مجاهدي خلق)

وتأسست منظمة "مجاهدي خلق" العام 1965 بهدف الإطاحة بنظام الشاه ثم النظام الإسلامي، وفي ثمانينيات القرن الماضي طردت المنظمة من إيران حيث اعتبرت طهران "مجاهدي خلق" من "الخونة" لتنفيذ المنظمة عدة هجمات بعد الثورة الإسلامية عام 1979 ودعمها لنظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، أثناء الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.

وكان أحمد منتظري، قال في تصريحات سابقة، إنه مازال لديه الكثير من الوثائق سيتم نشرها في المستقبل لتنوير الرأي العام، وسط تحذيرات من المتشددين بمواجهته ومحاسبته.

وما زال نشر الشريط يثير جدلاً واسعًا في الأوساط الإيرانية، رغم أن وزارة الاستخبارات ضغطت على مكتب منتظري ونجله، حتى قام بحذف الشريط الذي اعتبرته منظمات حقوقية وثيقة دامغة لمحاكمة قادة النظام الإيراني.

كلام حسين منتظري

وتطرق آية الله الراحل حسين منتظري حسب ما جاء في الملف الصوتي خلال لقائه بأعضاء "لجنة الموت"، المسؤولين عن إعدامات 1988، إلى قضية المحاكمات غير العادلة والفعل الانتقامي من خلال الإعدامات الجماعية، وقال مخاطباً إياهم: "إنكم ارتكبتم أكبر جريمة في تاريخ الجمهورية الإسلامية"، محذرا من أن "التاريخ سيعتبر الخميني رجلاً مجرماً ودموياً"، وهذا هو الموقف الذي أدى إلى إقالته من منصبه من قبل الخميني.

وكان العديد من الأشخاص الذين أعدموا قد صدرت أحكام عليهم بالحبس في وقت سابق، وكانوا إما يقضون مدة أحكامهم أو حتى كانت مدة محكوميتهم قد انتهت. وكان الضحايا الآخرون هم من السجناء الذين أفرج عنهم، لكن أعيد اعتقالهم في أعقاب قرار الخميني، أو كانوا من الأفراد الذين لهم روابط عائلية لمنتمين لمنظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة.