الرباط: يبدو أن مسلسل تعثر مشاورات تشكيل الحكومة سيطول، إذ عاد إدريس لشكر، الكاتب الأول ( الامين العام) لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى مهاجمة عبد الاله بن كيران،&رئيس الحكومة المكلف، خلال مؤتمر صحافي نظم مساء اليوم الأربعاء، في المقر المركزي للحزب بالرباط.&

وقال لشكر إن الملك محمد السادس، لم يعيّن "العدالة والتنمية" وإنما عيّن عبد الإله بن كيران، رئيساً للحكومة، وهذه من الأخطاء القاتلة التي تم الوقوع فيها، وهي الخلط بين المؤسسة الحزبية ومؤسسة رئاسة الحكومة، مشيراً إلى غياب التكامل بين منهجيين في العمل الديمقراطي، وإدراك الملك للمنهجية الديمقراطية وعدم إدراك رئيس الحكومة للمنهجية التي عليه أن يتبعها.&

وأضاف لشكر "لقد عيّن الملك رئيس الحكومة بعد ثلاثة أيام من صدور نتائج الانتخابات"، مؤكداً أن "السرعة التي طبعت تفاعل الملك مع مقتضيات الدستور، قوبلت ببطء شديد من لدن رئيس الحكومة في تكوين الأغلبية"، قبل أن يشير إلى أن "المنهجية الديمقراطية في اختيار رئيس الحكومة والبحث عن الأغلبية، وإن كانت أساس الممارسة السياسية لا يمكنها أن تفرز مناخاً سياسياً سليماً".

وزاد لشكر قائلاً: "إن حزبه يعتبر عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، شريكاً في المرحلة حول تحليل وتفسير أوضاعها، مشيراً إلى انه " ولحدود الساعة، كلانا نمد يدنا لرئيس الحكومة.. ونحن الاثنين أكدنا رغبتنا في الدخول إلى الحكومة".

وشدد لشكر على انه سيعمل على الدفاع على قرار اللجنة الإدارية المتمثل في مشاركة الحزب في الحكومة، التي يجب أن تكون قوية ومنسجمة"، مضيفاً: "نحن غير مستعدين للدخول إلى حكومة هشة، ولن نقبل بالاستفزازات المستمرة لرئيس الحكومة باستعماله لقاموسه الذي يسيء للديمقراطية الناشئة ولسمعة البلاد على المستوى الخارجي".

وأوضح لشكر أنه "وقع إخلال على المسؤولية الملقاة على رئيس الحكومة، لأن منطق الصدارة الذي وقع فيه ابن كيران، ظل حبيس رقم أدى وظيفته الدستورية بالتعيين الملكي، وأدى في المقابل إلى تعثر المشاورات وإيجاد الحلول للمشاكل، وعوض ذلك تم اللجوء إلى استعمال قاموس من قبيل الشياطين والانقلاب".

وأضاف لشكر أن "رئيس الحكومة لم يستثمر العامل الزمني، وهدر أربعة أمور أساسية كادت أن تضيع الأمانة التي في عنقه والمتمثلة في تشكيل الأغلبية، كما نسجل عدم التعامل الإيجابي مع الفرصة السانحة لتشكيل الأغلبية، مؤكدًا أن "مسار تشكيل الحكومة بلغ حدًا لا يطاق".

وبخصوص القضية الوطنية، قال زعيم "الاتحاديين" إن العمل الذي قام به الحزب جعل المؤتمر العالمي الخامس والعشرين يسجل سابقة أولى في تاريخ هذه المنظمة، من حيث أنه استجاب لمقترح الاتحاد المتعلق بسحب النزاع المفتعل في الصحراء من جدول الأعمال.

ولفت لشكر إلى أن "هناك من يزايد علينا في القضية الوطنية، على إثر انتهاء مؤتمر الأممية الاشتراكية، وأنا أقول :كل محاولات الانفصاليين باءت بالفشل، إذ كانوا يسعون إلى إقحام ثلاث نقاط ضمن جدول أعمال المؤتمر تخص إعادة محاكمة المتورطين في اكديم إزيك، وبوادر أزمة الشراكة الأوروبية، ثم التوتر في الكركرات من خلال إعطاء الأمر طابع الاحتلال".

وخلص لشكر الى أن حزبه يبقى دائماً رهن إشارة المصلحة العليا للبلاد وخدمة المواطنين.