لندن: تعرضت آثار لا تُقدر بثمن في سوريا والعراق من نهب على أيدي الارهابيين والعصابات الإجرامية الى عملية سطو لا سابق لها. &

وأخذت قطع أثرية تظهر في اوروبا والولايات المتحدة حيث عُرضت على مقتنين أفراد، وتقدر منظمة اليونسكو ان حجم التجارة الممنوعة بهذه الآثار يبلغ ملايين الدولارات.

لكن ما ابتُكر الآن يمكن ان يتيح للآثاريين تعقب القطع الأثرية المسروقة. حيث إن آثاريين سوريين يعملون سراً في المناطق التي لا يسيطر عليها النظام السوري بدأوا يطلون بعض الآثار المهمة في البلاد بسائل رائق يمكن اقتفاؤه. وهذا السائل محلول لا يُرى بالعين المجردة ولكن من الممكن كشفه تحت الأشعة فوق البنفسجية. &

وقامت بتطوير التكنولوجيا الجديدة شركة "سمارتووتر" البريطانية المختصة بمكافحة الجريمة واختبرها علماء في جامعة ريدينغ البريطانية وجامعة شوني الاميركية.

وتُعامَل آثار رومانية وبيزنطية وتماثيل قديمة بهذا المحلول في سباق محموم لحماية تراث سوريا من نهب الارهابيين والعصابات الاجرامية. &ويأمل الآثاريون في أن يثني المحلول غير المرئي مقتني الآثار ومهربيها من خلال تهديدهم بالوقوع تحت طائلة القانون لأن كل قطعة أثرية تحمل شفرة فريدة يمكن التعرف عليها. &

وتولى الاشراف على المشروع الآثاري السوري المعروف البروفيسور عمرو العظم الذي صرح لـ"بي بي سي" ان المحلول الذي صُنع بحيث لا يتلف السيراميك وغيره من المواد القديمة نُقل الى تركيا في يناير الماضي ثم شُحن عبر الحدود السورية بعد شهر. &

واشار العظم الى ان المحلول لم يُستخدم حتى الآن إلا على آثار موجودة في مناطق لا يسيطر عليها النظام السوري وقال "ان تراث سوريا الثقافي مهدد أينما يكن" مضيفاً "ان هذا شيء يوحدنا". &

ولكن البعض يتساءل إن كان هذا الحل جاء متأخراً. &فبعد ست سنوات من النزاع نهب تنظيم&داعش&الكثير من آثار سوريا بالتعاون مع مهربين وعصابات اجرامية.

وتقول اليونسكو ان تهريب الآثار الثمينة من الشرق الأوسط تجارة عالمية كبيرة تضاهي تجارة السلاح والمخدرات والاتجار بالبشر. &

وظهرت كمية كبيرة من القطع الأثرية لا يُعرف حجمها على وجه الدقة في اوروبا والولايات المتحدة حيث يحاول وسطاء بيعها الى مقتنين.&

وينتظر العراق الذي واجه مشكلة مماثلة بنهب آثاره توسيع هذا المشروع عبر حدوده. &فإن نهب داعش لمواقع ايقونية في محافظة نينوى قرب مدينة الموصل مركز المحافظة عمل موثق بدقة حيث نقل الجهاديون كل ما يستطيعون بيعه ودمروا كل ما لا يستطيعون نقله من مكانه. &

ويأمل البروفيسور العظم رغم ذلك بأن ينتشر الخبر قريباً بين المهربين والمقتنين ويعرفوا ان التعامل بالآثار المهربة يعرضهم للملاحقة القانونية الجنائية.&

&

اعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن «بي بي سي». &الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-39331342

&