تبادلت الصحف العربية الاتهامات حول السبب في انهيار هدنة سوريا، حيث ألقى بعض المعلقين اللوم على الحكومة السورية بينما ألقى آخرون اللوم على الولايات المتحدة الأمريكية.

يقول مازن حماد في جريدة الوطن القطرية: "نظام بشار الأسد ربما يكون الأتفه في التاريخ، فكيف يعقل أن يعلن الجيش السوري دون سابق إنذار موت الهدنة؟"

ويضيف: "ما حذرنا منه حدث، فالنصرة الأقوى بين جميع الجبهات والمجموعات المقاتلة في سوريا، منصهرة الآن مع الجيش الحر، والسبب في ذلك كله غباء دمشق ومعها موسكو، في اعتبار كل من قاوم النظام بالسلاح إرهابيا، وهذا أمر لا يجوز إطلاقا لأن كل الشعب السوري حمل السلاح ضد النظام، ولأن كل إرهابيي العالم جاءوا هم أيضا للقضاء على بشار".

في ذات السياق، يقول مهند مبيضين في جريدة اليوم السعودية: "ينتهي الأمر بخروج هدنة للوجود لا التزام فيها، والنظام يستمر بقصف المدنيين، ويتجدد الصراع بصيغته الدبلوماسية، بين رغبة روسية بكشف بنود الاتفاق الروسي الأمريكي وبين رؤية أمريكية تريد بقاءه سرياً".

من ناحية أخري، تلوم جريدة البعث السورية في افتتاحيتها الولايات المتحدة الأمريكية على انهيار الهدنة، قائلة إن "الاتفاق الروسي الأمريكي الأخير في جنيف حول وقف الأعمال القتالية أحيا الأمل في نفوس الناس جميعاً، واعتبره الرأي العام العالمي فرصة تاريخية لم تتكرر بعد الحرب العالمية الثانية، فبادرت سوريا إلى الالتزام به".

وأضافت: "للأسف تحقق المحذور، فقوّضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاتفاق وتم نسف التهدئة بعوامل أساسية ثلاثة، أولها: إصرار الولايات المتحدة على المراوغة بشأن إعلان بنود الاتفاق، وثانيها: تهرّبها من الفصل بين 'المعارضة المعتدلة' والإرهابيين، وثالثها: العدوان الجوي المجرم على جنودنا في مطار دير الزور".

ويدافع علاء حلبي في جريدة السفير اللبنانية عن الحكومة السورية والقوات الروسية ضد ادعاءات استهداف قافلة المساعدات، قائلاً: " تتابع فيه قوى المعارضة السورية استثمارها السياسي للحادثة متهمة دمشق وموسكو بالوقوف وراء الاستهداف كما تأتي الحادثة بعد ثلاثة أيام من اندلاع مواجهات بين الفصائل المسلحة وعلى رأسها 'حركة نور الدين الزنكي' و 'جبهة النصرة' إثر خلاف على مصير المساعدات و 'الأحقية في تسلّمها'".

أما موناليزا فريحة فتقول في جريدة النهار اللبنانية: "قلب النزاع السوري كل المعايير. لم يعد جديداً القول إن هذه المأساة لا تشبه إلا نفسها. بمقاييس القانون الدولي، ليس استهداف قافلة تنقل مواد غذائية لمدنيين محاصرين أقل من جريمة حرب يتعين إنزال أقصى العقوبات بالمسؤولين عنها. أما السكوت عنها أو التهاون في الرد عليها فلن يكون أقل من ضوء أخضر للمتحاربين لتكرار جريمتهم مرات ومرات وتمزيق ما تبقى من هيبة القانون الدولي والمؤسسات الدولية".

وتضيف جريدة الشرق الأوسط اللندنية: "ينتظر اتفاق الهدنة الأمريكي-الروسي في سوريا إعلان وفاته رسمياً، مع تصاعد وتيرة العنف مجدداً بعد استهداف قافلة مساعدات تابعة للهلال الأحمر السوري في ريف حلب الغربي".