بيروت: أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف من المقاتلين العرب والاكراد يحظى بدعم الولايات المتحدة، الاحد انها دخلت مطار الطبقة العسكري الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا.

وبدخولها الى هذا المطار تغلق قوات سوريا الديموقراطية طريق قوات تنظيم الدولة الاسلامية نحو الغرب، وتواصل هجماتها لفرض حصار على الرقة الواقعة في شمال سوريا ويعيش فيها نحو 300 الف نسمة.

من جهة ثانية وفي المنطقة نفسها، خرج سد الفرات الواقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية قرب مدينة الرقة الاحد عن الخدمة، نتيجة المعارك الدائرة قربه ما يهدد بارتفاع منسوب المياه فيه، وفق ما افاد مصدر فني من داخله وكالة فرانس برس.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديموقراطية العميد طلال سلو لفرانس برس ان "قوات سوريا الديموقراطية سيطرت على اكثر من خمسين في المئة من مطار الطبقة العسكري"، لافتا الى ان "المعارك مستمرة داخل المطار ومحيطه" ومتوقعا "ان تتم السيطرة على المطار بشكل كامل خلال الساعات القليلة القادمة".

من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي التنظيم المتطرف انسحبوا من المطار بسبب قصف مدفعي كثيف وغارات تشنها مقاتلات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

أسابيع عدة

وفي بداية 2014، طرد تنظيم الدولة الاسلامية الفصائل المعارضة التي كانت منتشرة في الرقة وسيطر عليها تماما.

وفي حزيران/يونيو من العام نفسه، اعلن "الخلافة" في المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور. وفي آب/اغسطس سيطر التنظيم المتطرف على محافظة الرقة بكاملها بعد انتزاعه مطار الطبقة من قوات النظام السوري، والذي يبعد 55 كلم غرب الرقة.

وقتل يومها اكثر من 200 عسكري سوري وذبح بعضهم ونشرت صور لهم لدى استيلاء التنظيم الجهادي على المطار.

وحاولت قوات النظام في حزيران/يونيو 2016 استعادة مطار الطبقة بدون ان تنجح في ذلك.

واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الجمعة ان الرقة باتت محاصرة وان معركة استعادتها ستنطلق "خلال الايام القليلة المقبلة".

الا ان طلال سلو كان اكثر حذرا. وقال في هذا الصدد "ان محاصرة الرقة تحتاج لاسابيع عدة لتنطلق بعدها رسميا عملية تحرير المدينة".

خطر على سد الطبقة ؟

والمعارك جارية ايضا لاخراج الجهاديين من سد الطبقة، الا ان مصدرا فنيا في المكان قال لفرانس برس "خرج سد الفرات عن الخدمة نتيجة المعارك العنيفة بالقرب منه".

واوضح ان "قصفا طال ساحة التوزيع المسؤولة عن تزويد السد بالطاقة الكهربائية ما ادى لخروجها عن الخدمة فنيا" من دون ان يتمكن من تحديد ما اذا كان القصف عبارة عن غارات جوية او جزءا من الاشتباكات القريبة.

ويشكل خروج السد عن الخدمة، بحسب المصدر الفني، "خطورة في حال لم يتم تدارك الاعطال الفنية سريعا".

واشار المصدر الى ان "عدد الفنيين الموجودين في السد محدود حاليا وبالتالي لا يمكنهم السيطرة على الاعطال الفنية"، كما انه لا يمكن لفنيين آخرين دخوله "فحركة الدخول والخروج متوقفة منذ ثلاثة ايام نتيجة الغارات المكثفة في محيطه".

الا ان طلال سلو اكد لفرانس برس ان لا خطورة على السد، مشددا على انه "ليس هناك غارات تستهدف السد".

وكانت الولايات المتحدة استخدمت الاسبوع الماضي مروحيات قتالية وسلاح المدفعية لدعم هجوم قوات سوريا الديموقراطية على هذا السد الاستراتيجي. ووصل مقاتلون من هذه القوات الجمعة الى احد مداخل السد.

من جهته حذر تنظيم الدولة الاسلامية عبر وكالة اعماق التابعة له من ان "السد مهدد بالانهيار في اي وقت بسبب الغارات الاميركية والمستوى المرتفع للمياه".