نصر المجالي: يعقد مجلس العموم البريطاني غدا الأربعاء لنحو 90 دقيقة يصوت بعدها على إلغاء جدول زمني كان معداً في الأساس لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في موعدها المحدد في مايو 2020.&

وأعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، اليوم الثلاثاء، مفاجأة مدوية بإعلانها عن انتخابات مبكرة يوم 8 يونيو المقبل، ويتعين على القرار أن يفوز بغالبية ثلثي مجلس العموم، وهي نسبة ممكنة بعد إعلان زعيم حزب العمال جيرمي كوربن أنه سيصوت لصالح الانتخابات المبكرة.&

وقالت تقارير إن رئيسة الحكومة التي يبدو أنها اتخذت قرارها بهدوء خلال اجازة عيد الفصح في مقاطعة ويلز، ناقشت خططها لإجراء انتخابات مبكرة مع الملكة اليزابيث الثانية عبر الهاتف يوم أمس.&

وأشارت التقارير إلى أنه من المتوقع ان تصدر الملكة قرارا بحلّ البرلمان قبل الانتخابات في 3 مايو المقبل.

&

زعيم حزب العمال جيرمي كوربن&

&

وعلى صعيد متصل، قال تقرير لصحيفة (ديلي ميل) إن زعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي ستعهد للخبير السياسي السير لنتون كروسبي، الذي كان العقل المدبر لصدمة ديفيد كاميرون في عام 2015، لإدارة الحملة الانتخابية لصالح المحافظين.

وقالت رئيسة الوزراء إنها تريد إجراء انتخابات لضمان "قيادة قوية" في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأنها تهدف إلى ضمان أغلبية للعمل بقوة لتشكيل مستقبل المملكة المتحدة.&

&

رئيسة حكومة سكوتلندا نيكولا&ستورجين&

&

تلاعب سياسي&

وبينما تشير أحدث استطلاعات الرأي العام إلى تقدم شعبية حزب المحافظين الحاكم، على حزب العمال، فإن رئيسة الحكومة تتهم ماي الأحزاب السياسية الأخرى بـ"ممارسة التلاعب"، مضيفة أن في هذا مخاطرة "بقدرتنا على نجاح الخروج من الاتحاد الأوروبي، والإضرار بالبلاد بالبلبلة وعدم الاستقرار".

وقالت "نحن بحاجة إلى انتخابات عامة، وبحاجة إليها الآن. ولدينا فرصة متاحة الآن لإجرائها". وقالت ماي إن حزب العمال هدد بالتصويت ضد اتفاق الخروج النهائي من الاتحاد الأوروبي.&

واضافت: أما حزب الديمقراطيين الأحرار فعبّر عن رغبته - بحسب ما قالته ماي - في "سد الطريق أمام عمل الحكومة". مشيرة إلى أن الحزب القومي الاسكتلندي هدد بالتصويت ضد المفاوضات، كما تعهد أعضاء مجلس اللوردات "غير المنتخبين" بـ"محاربتنا في كل خطوة نخطوها".

&

زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار تيم فارون

&

تحذير

وأضافت "إن لم نعقد الانتخابات العامة الآن، فسوف يستمر تلاعبهم السياسي، وسوف تبلغ المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي أصعب مراحلها قبيل موعد إجراء الانتخابات العامة المقبلة".

وتحدت رئيسة الوزراء أحزاب المعارضة قائلة "هذه هي اللحظة المناسبة لتظهروا أنكم تعنون ما تقولون، لتظهروا أنكم لا تعارضون الحكومة من أجل المعارضة فقط، ولتظهروا أنكم لا تتعاملون مع السياسة كلعبة. دعونا نصوت غدا على إجراء انتخابات، ونضع خططنا قدما من أجل الخروج من أوروبا، وبرامجنا البديلة للحكومة، وعلى الشعب أن يقرر".

موقف كوربن

وعبر زعيم حزب العمال، جيرمي كوربن، عن ترحيبه بقرار رئيسة الوزراء، قائلا إنه "يعطي الشعب البريطاني الفرصة للتصويت على حكومة تضع مصالح الأغلبية أولا".

وأضاف "حزب العمال سيقدم للبلاد بديلا فعالا للحكومة التي لم تنجح في إعادة بناء الاقتصاد، وانخفضت في عهدها مستويات المعيشة، وأضر تقليصها الميزانية بالمدارس ونظام التأمين الصحي".

وأشار كوربن إلى أن حزب العمال "وضع خلال الأسبوعين الماضيين سياسات تقدم فرصة واضحة وذات مصداقية للبلاد. ونحن نتطلع إلى إظهار وقوف حزب العمال إلى جانب الشعب في بريطانيا".

مسار البلاد

أما زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار تيم فارون، فقال في حسابه على موقع تويتر "هذه فرصتكم لتغيير مسار بلادكم. وإذا كنتم تريدون تجنب خروج فادح من أوروبا. وإذ كنتم تريدون بقاء بريطانيا في سوق موحدة. وإذا كنتم تريدون بريطانيا منفتحة، متسامحة، متحدة، فهذه هي فرصتكم".

وأضاف أن "الديمقراطيين الأحرار هم فقط من يستطيعون منع أغلبية من المحافظين".

ومن جهتها، قالت الوزيرة الأولى في اسكوتلندا، نيكولا استرجين، إنها ستقاتل في الانتخابات "لتفوز". وأضافت "أعتقد أن دعوة رئيسة الوزراء إلى إجراء الانتخابات دافعها مصالح حزبية سياسية، وأنانية ضيقة، لكنها دعت إليها، ولذلك فسأنتهز الفرصة للوقوف إلى جانب مصالح اسكوتلندا وقيمها، والعمل على سماع صوتها، والوقوف في مواجهة قدرات الجناح اليميني في حزب المحافظين على فرض السياسات التي يسعى إليها في اسكوتلندا".