الرباط:&بعد موجة من الانتقادات التي طالت قيادة حزب العدالة والتنمية بسبب عدم نشر كلمة أمينه العام، عبد الإله ابن كيران، أمام أعضاء فريقي الحزب في غرفتي البرلمان، أفرج الموقع الإلكتروني الرسمي للحزب عن الكلمة "القوية" لرئيس الحكومة السابق بعد أزيد من أسبوع على تسجيلها.

وقال ابن كيران، إن ما تعرض له حزب العدالة والتنمية "زلزال كبير ربما لم يحن الوقت بعد لاستيعاب كيف وقع وكيف مهد له؟"، وذلك في إشارة إلى الأحداث التي عاشها حزبه بعد إبعاده من مهمة تشكيل الحكومة الجديدة ، وتعيين سعد الدين العثماني خلفا له.

وأضاف ابن كيران، أن "الحزب قبل إبعاد الأمين العام لكن المواطنين لم يقبلوا"، مؤكدا أن &ما يقوم به حزب العدالة والتنمية "في صالح الدولة والمجتمع والنظام والحزب"، وقال "ساهمنا في الاصلاح بطريقة معتبرة لا ينكرها أحد"، واعتبر أن الإصلاح "سيرورة لم نصل بعد إلى ما نتمنى لبلادنا&ويجب أن نستمر في العمل".

&وفي رسالة مشفرة وجّهها للعثماني، قال ابن كيران "لا يوجد من يتحمل المسؤولية ولم يكن عنده من الوضوح والصراحة ما يكفي ليشرح للناس ولو اقتضى الأمر أن تشرح التنازلات"، كما دعا إلى التزام "صدق الخطاب والوفاء بالعهود"، وتساءل مع نواب حزب "من يعطيك المشروعية هو الشعب، وصلت إلى هنا بصوت المواطن العادي ولا يمكن أن تنوبوا عن ناس آخرين".

وزاد رئيس الحكومة السابق موضحا أن الحياة "امتحان صعب"، والظروف التي يعيشها الحزب ستبين "هل العدالة والتنمية مشروع حقيقي مازال فيه أمل أم انتهى؟"، معتبرا أن الاستمرار &يقتضي التشبث ب"المبادئ والقيم أولا والمصالح ثانيا"، مشددا على أن الدولة "تحتاج للقوة وأن يكون كل عناصرها يشتغلون في الاتجاه الصحيح".

وسجل ابن كيران أن المشكل المطروح على حزبه حاليا هو أن "الأمين العام للحزب كان هو رئيس الحكومة، وهو الأمر الذي لم يعد الآن"، وأضاف "نتجه لمؤتمر بعد بضعة أشهر، 5 أو 6 أشهر، وواحد من المرشحين الأساسيين فيه هو الدكتور سعد الدين العثماني، لكن جاءت ظروف فرضت تحولا أدخل معطى جديدا، خاصة في كيفية تشكيل الحكومة وكيف ننظر إليها وكيف ينظر المجتمع إليها"، معتبرا أن السؤال المطروح على البرلمانيين هو "ما دوركم في هذه المرحلة، وهل ستقومون بدور المعارضة لأنكم تتعاطفون مع ابن كيران أو أنكم غير متفقين مع دخول حزب معين للحكومة؟"، وذلك في إشارة إلى الغضب الذي تملك قواعد الحزب بعد إبعاده وقبول العثماني مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة الجديدة.

واعتبر ابن كيران أن "العدالة والتنمية "حزب سياسي مسؤول، وأن كل أعضاء الحزب مسؤولون عما وقع، بغض النظر عن الذي ارتكب الخطأ"، مبرزا أن أي خطأ تم "يبقى باسم الحزب فيجب أن يلتزم الجميع مع قيادة الحزب"، كما طالب نواب ومستشاري الحزب ب"الاحتياط لأن الحكومة التي نترأسها في الظروف الصعبة، يجب أن نجنبها على الأقل العثرات الكبيرة، وينبغي أن تبقى فينا اليقظة اللازمة".

وشن ابن كيران، في كلمته ، هجوما عنيفا على وزير التربية الوطنية، محمد حصاد، على خلفية تقديمه وعودا لأساتذة الفلسفة بمراجعة مقررات التربية الإسلامية، مذكرا إياه بأنه لم يعد وزيرا للداخلية، واستغرب السرعة التي جرى بها "اتخاذ قرار حسم قضية مراجعة كتب التربية الإسلامية لصالح فئة صغيرة من أساتذة الفلسفة، ضد كل أساتذة التربية الإسلامية"، مطالبا برلمانيي حزبه بالتصدي له و"عدم السكوت على مثل هذه الأمور".

وقال ابن كيران "يجب أن يكون حصاد على علم بأن ما تم القيام به بخصوص كتب التربية الإسلامية ليست حكومة العدالة والتنمية من قامت به، بمعنى ليس ابن كيران، ومن قام به هو وزير الأوقاف والمجلس الأعلى للتعليم تحت إشراف جلالة الملك"، وزاد مخاطبا وزير الداخلية في حكومته السابقة "لماذا هذا الاستعجال؟ وهل تظن نفسك ما زلت في وزارة الداخلية؟"، قبل أن يضيف مذكرا إياه بأنه أصبح وزيرا للتعليم و"مسؤولا عن 300 ألف موظف و7 ملايين تلميذ وأسرة ، وعليك أن تتريث في الموضوع".