بثت أم بي سي بانوراما شخصية - مهنية لناشر "إيلاف" رئيس التحرير عثمان العمير، فسردت سيرته محتارة في هذا الذي أسس لأبناء شعبه وجودًا في الغرب، وتنبأ بالصحافة الإلكترونية غير عابئ باستهجان الآخرين.


إيلاف من دبي: الصحافي الذي أسس لأبناء شعبه وجودًا في صحافة بلادهم في الغرب، يعتبر الصحافة مهنة واسعة ومتنوعة، ليست مجرد كتابة. إنه عثمان العمير الذي حرك هدوء إعلام بلاده. بهذه الكلمات عرف مقدم برنامج "أم بي سي في أسبوع" مقدمًا ناشر "إيلاف" ورئيس تحريرها ضمن فقرة "رموز"، مستهلًا تقريرًا شبه بانورامي لحياة العمير، شخصيًا قليلًا ومهنيًا قليلًا... وسرديً بنفس استفهامي قليلًا.

لا سهلة. نعم صعبة.

ليست المعلومات الواردة في هذا التقرير جديدة عن العمير، فهذا كتاب مفتوح، لا يختبئ وراء إصبعه كما معظم العرب، بل يجاهر برأيه وبليبراليته وبفلسفته في الصحافة والحياة والحب والزواج وغير ذلك.&

يقول العمير في مقتطف: «كلمة لا سهلة، كلمة نعم هي الصعبة»، يتبعها قارئ التقرير واصفًا ناشر "إيلاف" بـ "طليق الشعر الذي لا يلتفت إلا لقلمه، ولد في الزلفي، المحافظة النجدية في الخمسينات. فالصحافي الذي خرج من الصحراء لم يعد إليها بعد ذلك. عبر على قدميه مراسلًا رياضيًا في المدينة ثم الندوة، فاليمامة والرياض، حتى استقر في الجزيرة التي أصبح رئيسًا لتحرير القسم الرياضي فيها».&

بعدها جاءت محطات نحو العالمية، بانتقاله الى لندن حيث تولى رئاسة تحرير المجلة ثم الشرق الأوسط. يضيف التقرير: «شاع في القصور الملكية في الرياض والرباط، وحاور رؤساء بلدان عربية».

النبوءة الإلكترونية

حسنًا، هذه سيرة مقتضبة لهذا الرجل، لكن التقرير الذي أعده الزميل مالك الروقي وهو مدير أخبار MBC في السعودية، على حق حين قال إن العمير أطلق ظاهرة الصحافي الذي يؤثر في أصحاب القرار، ويتهمه البعض بأنه قائد لصفقات سياسية بين المتخاصمين. وهو نفسه من يقول إنه يتقن مصالحة المتناقضات.

بحسب التقرير، مع سقوط النظام العراقي، اتهمه بعضهم بتلقي الأموال من صدام حسين لنشر ما كان يأمر به. يرد العمير: «المصاريف التي دفعتها لي الحكومة العراقية من دخولي فندق الرشيد حتى الطائرة الخاصة، أنا مستعد أن أدفعها للبرلمان العراقي في أي وقت يطلبها مني، وأرجو من زملائي الآخرين الذين تقاضوا من صدام حسين أن يدفعوا ما عليهم».

وصدق تقرير أم بي سي بقوله إن العمير حمل معه نبوءة مستقبل الصحافة الإلكترونية، وأطلقها عام 2001 في لندن، عبر صحيفة "إيلاف".

يقول العمير في مقطع مصور: "من هنا انطلقت فكرة إيلاف، وكانت مثار سخرية الكثير من الأصدقاء، وبعضهم من كبار المسؤولين، وكانوا يعتقدون أنني أقود مغامرة مجهولة، وما زال بعضهم يرون كذلك، لكن الذي قطعته خلال 10 سنوات يؤكد أن الإنترنت على حق، ليس عثمان العمير على حق، لكن التطور على حق، والعالم على حق، ومن هنا كانت إيلاف".

الخُبز موجود.. الخَبر موجود

يرى العمير أن الخبر لا بد من أن يقدم بالصورة المستقلة، التي لا تمثل توجهًا سياسيًا واضحًا، بحسب قارئ التقرير.

يضيف العمير: "أنا دائمًا أقول إن الخبز موجود، وفرنسا استطاعت أن تنشئ منه 300 نوع، نفس الشيء، الخبر موجود، هل بالإمكان أن نخلق جيلًا صحافيًا يتمكن من أن يعيد تخليق الخبر ونشره بشكل جيد، بحيث يغذى ويعتبر أمام القارئ شيئا مفيدًا، ويجعله يتابع الجريدة أو يتابع المطبوعة أو يتابع الموقع، أو يتابع محطة التلفزيون؟ هنا الرهان الذي تحاول الصحافة الغربية المتطورة الوصول إليه. نحن للأسف نحتاج إلى وقت طويل لأن يكون عندنا صحافيون داخل المبنى وليس خارج المبنى فقط".

هي حياة فوق الحياة

في الخاص، وصفه قارئ التقرير بتعبير "عميد عزاب العرب"، وقال إنه يرى أن القطار الذي كان يحمل تذكرته ذات مساء فات وأغلقت أبوابه، على الرغم من تغزله في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي بالمرأة، التي يعتبرها "حياة فوق الحياة".

وبصوت العمير: "الذي يعيش في دول الغرب يعرف كيف يفلس المتزوج، عندما يفكر بتغيير شريكة حياته"، راويًا قصة صديق خسر ماله في زيجات ثلاث&وهو مستمر في الزواج. مسألة الزواج بالنسبة إلى العمير، كما أوضح، مسألة شخصية أكثر مما تتعلق بفلسفة: "ذهبت إلى بريطانيا وحاولت ان أعمل وأتعلم، فكان العمل بالنسبة إلي قبل الزواج، وعندما شارفت على هذه الكهولة التي أمامكم، أتصور أنني أصبحت غير مقبول في هذه المرحلة".

في الختام، وصف التقرير عثمان العمير بالشخصية المثيرة، قائلًا إن أعداءه يصفونه "بالعمالة" وفي أحيان بالماسونية أو البحث عن المال. يتابع: "إنه فعلًا القريب من صانع القرار، لكن صانع القرار حاجب لصحيفته الإلكترونية... وهو مجموعة من التناقضات المتحركة".