لا شك أن لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن السعودية ستكون أول دولة يقوم بزيارتها دلالات تعكس مكانة المملكة كحليف استراتيجي للولايات المتحدة. ويظهر جليًا التوافق الكبير بين واشنطن والرياض في تحقيق الأمن السلام.

إيلاف - متابعة: يؤكد الإعلامي السعودي سلمان الدوسري "طبيعي أن يختار أي رئيس دولة في العالم زيارته الافتتاحية وفق مصالح بلاده، أما إذا فعلها رئيس الولايات المتحدة الأميركية فلا شك أن الدولة التي اختارها سيكون لها قصب السبق من هذه المصالح، وهكذا فعل الرئيس دونالد ترامب عندما اختار السعودية لتكون المحطة الأولى له خارجياً ليزورها، وإذا كانت السعودية الدولة التي اختارها ترامب ليطلق من خلالها استراتيجيته الجديدة بالمنطقة والعالم الإسلامي، فإن الزيارة بالتأكيد لن تكون بروتوكولية كما غيرها من الزيارات الرسمية".

ثلاث قمم

وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في وقت سابق، أن زيارة ترامب للمملكة ستشمل قمة ثنائية وقمة مع مجلس التعاون ولقاء مع زعماء عرب ومسلمين. وقال الجبير إن زيارة ترامب ستجلب نهجًا جديدًا لعملية السلام في الشرق الأوسط ربما تكون احتمالات نجاحه مرتفعة.

ورأى الجبير ان الزيارة المرتقبة "تاريخية بكل المقاييس"، معتبرا انها تعكس "احترام الولايات المتحدة (...) للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية" وتؤكد انه "لا يمكن هزيمة الإرهاب والتطرف من دون المملكة. فنحن أقرب الشركاء في الحرب ضد الإرهاب والتطرف".

رغبة «ترامبية»

وفي هذا الصدد يقول الدوسري "فثلاث قمم سيعقدها الرئيس الأميركي في جدة تشرح بوضوح الرغبة «الترامبية» في إعادة تموضع الولايات المتحدة في المنطقة، ومحاصرة التمدد الإيراني، وكذلك نبذ التطرف والإرهاب، والتفريق جيداً ما بين المسلمين والمتطرفين. الزيارة وإن كانت مفاجأة سارة، على الأقل للغالبية لأن البعض لا يزال مصدوماً من اختيار المملكة تحديداً، فإن ساكن البيت الأبيض وجه رسائل إيجابية لحلفائه التاريخيين وشركائه بالمنطقة وللعالم الإسلامي أيضاً، كما وجّه رسائل تحذيرية لا تقل أهمية لإيران أولا وللجماعات المتطرفة والدول التي تدعمها ثانياً، وكذلك لكل أولئك الذين طاروا فرحاً ورقصوا بوصول ترامب معتبرينه بأنه خصم للسعودية وللإسلام، معتقدين أنه سيحقق مرادهم في إشعال المنطقة بالتوترات والأزمات، فخيّب ظنهم سريعاً، وفاجأهم بأنه أعاد سريعاً العلاقات بين واشنطن والرياض إلى مسارها الطبيعي كما لم يتوقعها أشد المتفائلين".

وأكد الرئيس الأميركي أنّه سيبدأ زيارته للسعودية "باجتماع تاريخي حقيقي في السعودية مع قادة من جميع انحاء العالم الاسلامي. فالسعودية تضم اكثر الاماكن قدسية لدى المسلمين". أضاف: "من هناك سنبدأ بناء قاعدة جديدة للتعاون والدعم مع حلفائنا المسلمين لمكافحة التطرف والارهاب والعنف وتحقيق مستقبل اكثر عدلاً واملاً للشباب المسلمين في بلادهم".

ويقول الدوسري عن ترامب "ها هو يمدّ يده للعالم الإسلامي، انطلاقاً من السعودية، بزيارة تاريخية يحقق منها هدفاً بإظهار أنه لا يعادي الإسلام، وإنما يعادي المتطرفين والإرهابيين، فاختيار السعودية كأول محطة هي محاولة لمواجهة الادعاءات الواسعة الانتشار بأن الرئيس الأميركي معادٍ للإسلام، خاصة عقبَ وعوده خلال حملته الانتخابية بحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة، إلى جانب قراراته المتعلقة بقيود السفر، كما أنه ينفي، فعلا وقولا، المزاعم التي أنعشتها وساهمت في ترويجها جهات مقربة من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بأن السعودية قد تكون من الدول التي تغضّ الطرف عن الإرهاب، وهو حديث دار بقوة في وقت سابق من قبل وسائل إعلام أميركية، في الوقت الذي ستعكس زيارة ترامب المعادلة بالسعي لضمان مساعدة الرياض في مكافحة الإرهاب والتطرف".

جهد ولي ولي العهد

وأكد الجبير خلال تغريدة له على تويتر "أن الجهد الجبار لولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بتوليه ملف العلاقات أثمر عن أول زيارة بالتاريخ لرئيس أميركي لدولة إسلامية".

ويؤكد الدوسري أنه "الواضح أن زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن والتقاءه بترامب والنتائج التي تمخضت من تلك الزيارة، وضعت العلاقات السعودية الأميركية في مسار أقوى بكثير مما هي في العلن، وبدا أن نقاط الاتفاق بين البلدين أكثر من نقاط الاختلاف، كما كانت في مرحلة إدارة أوباما، ولعل في الرحلة المرتقبة للرئيس ترامب حرص أميركي على وضع بصمات للإدارة الجديدة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن هذه الزيارة ستكون مؤشراً قوياً لمحاولة أكبر لعزل إيران، التي تصفها الإدارة الأميركية الجديدة بأنها أقوى داعم للإرهاب في العالم، والتي حذرها ولي ولي العهد السعودي بأن بلاده ستنقل المعركة إلى أراضيها في حال واصلت سياساتها التوسعية".

وكان الرئيس الأميركي أعلن، الخميس، أنه سيقوم بأول زيارة خارجية له يبدأها بزيارة السعودية في الـ23 من مايو الجاري.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى تاريخيا لرئيس أميركي إلى دولة عربية أو إسلامية في أول زيارة خارجية له.

وقال ترامب من البيت الأبيض: "أفتخر بأن أنقل لكم هذا الإعلان التاريخي والعظيم، وهو أن زيارتي الخارجية الأولى كرئيس للولايات المتحدة الأميركية ستكون للسعودية".