إيلاف من دبي: وجد قرار الرئيس الأميركي زيارة السعودية في أول جولة خارجية له بعد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة أصداء واسعة، خصوصًا في الخليج العربي، خصوصًا بعدما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إن ترامب سيناقش في السعودية مسألة التدخل الإيراني في المنقطة العربية، بما فيها اليمن وسورية، مع تجديد الاتهام الأميركي لإيران بتهريب الأسلحة لليمن لدعم ميليشيا الحوثي ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا.&

بكل فخر

في خطاب وجهه ترامب إلى الشعب الأميركي، قال إن أولى وجهاته الخارجية ستكون للسعودية، واصفًا الزيارة بالتاريخية والمهمة.

وقال ترامب في خطابٍ ألقاه من أمام البيت الأبيض: "يسرني اليوم وبكل فخر أن أشارككم هذا الإعلان التاريخي، إن أولى رحلاتي الخارجية منذ توليت رئاسة الولايات المتحدة ستكون إلى المملكة العربية السعودية".

أضاف: "رحلتي إلى المملكة العربية السعودية ستتضمن اجتماعًا تاريخيًا بقادة من مختلف دول العالم الإسلامي، حيث إن المملكة هي الراعية لأقدس بقعتين لدى المسلمين، ومن المملكة سنؤسس لعهد جديد من التعاون مع حلفائنا في الدول الإسلامية".

فترامب سيشارك في قمتين: الأولى مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، والثانية مع زعماء دول عربية ودول أخرى ذات غالبية مسلمة، بحسب عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، ما يعيد تأكيد استراتيجية العلاقات بين الرياض وواشنطن، والتشديد على أن الرياض هي مفتاح السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. وهذه أولى الخلاصات من الزيارة التي وصفها الجبير بالتاريخية.

الحيوية عادت

يعلق المراقبون الكثير من الآمال على نتائج هذه الزيارة، خصوصاً بعد عودة العلاقات الأميركية – السعودية إلى حيويتها السابقة، إثر البرودة التي خيمت عليها في أواخر عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. فالموقف الأميركي الحالي المتشدد من التدخل الإيراني في دول المنطقة هو أحد أهم روافد هذه الزيارة. فالتصدي لهذا التدخل يتطلب إقامة حوار مباشر على أعلى مستوى بين الرياض وواشنطن.

ويتوقع مراقبون خليجيون أن يتضمن هذا الحوار المباشر أفكارًا "تنفيذية عملية" لإطلاق تحالف أقليمي لمواجهة إيران يضم السعودية، وبحثًا تفصيليًا لتمويل هذا التحالف، خصوصًا أن ترامب أثار مسألة هذا التحالف وتمويله قائلًا لرويترز إنّ الولايات المتحدة تخسر مبالغ مالية طائلة ثمنًا لدفاعها عن السعودية.

كما القصف الأميركي لقاعدة الشعيرات السورية أخيرًا عزز الأمل الخليجي في تحرك أميركي فعلي، تنفيذًا لوعود قطعتها الإدارة الأميركية لدول مجلس التعاون الخليجي بحمايتها من الخطر الإيراني. فهذا القصف كان بادرة تبدّل في السياسة الأميركية التي سادها تردد أوباما، وسعيه الحثيث إلى عقد الاتفاق النووي مع إيران، ولو لم يصب في صالح حلفاء واشنطن التاريخيين في المنطقة. كما شكل هذا القصف رسالة مباشرة بحرية الحركة الأميركية في الشرق الأوسط ضد محور إيران وحلفائها، أي النظام السوري وحزب الله والحوثيين.

طمأن السعوديين والخليجيين

تعليقًا على اختيار ترامب السعودية محطة في أولى جولاته الخارجية رئيسًا، قال مراقبون مختصون بالشؤون الأميركية إن هذا القرار طمأن السعوديين والخليجيين إلى أن إدارة ترامب قررت أن تعود إلى عادتها القديمة في دعم حلفائها الشرق أوسطيين التقليديين وحمايتهم، والعمل جديًا على حل قضيتهم المزمنة، قضية الصراع العربي الإسرائيلي.&

وفي هذا الإطار، لا بد من الاشارة إلى أهمية التعاون الدفاعي بين السعودية والولايات المتّحدة، خصوصًا أن واشنطن أعلنت مرارًا اعتمادها على الرياض في الحرب على الإرهاب.

&