يعتمد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل كبير على مشورة ورأي ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان في غالبية ما يتعلق بأوضاع المنطقة، وهو سيلتقيه لهذه الغاية قبيل زيارته التاريخية إلى الرياض. 

خاص بـ«إيلاف» من واشنطن: حين يجتمع رسمياً يوم غد الاثنين الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، فإن الاجتماع سيكون مع وجه مألوف اعتاد الرئيس الأميركي استشارته في القضايا المهمة ذات الصلة بالمنطقة. 

وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أن الاجتماع بين ترمب ومحمد بن زايد «سيساعد في تعميق التعاون بين واشنطن وأبو ظبي، أحد الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط». 

يأتي لقاء الطرفين قبل أيام قليلة من الزيارة التاريخية التي يقوم بها ترمب إلى السعودية، وهي أول زيارة خارجية للرئيس الأميركي، وستشمل سلسلة من الفعاليات السياسية على مستوى القمة في الرياض بحضور قيادات خليجية وعربية وإسلامية، وهنا تماماً تكمن أهمية اللقاء بين الرجلين، بحسب بعض المصادر التي قالت لـ«إيلاف» إن ترمب يرى في محمد بن زايد مرجعاً أساسياً يعتمد عليه في الحصول على قراءة معمقة وشاملة لأوضاع المنطقة، لا سيما على أبواب استعداداته لزيارته المرتقبة.

 

ترمب وقادة الخليج يقلبون التوقعات

 

يتقاطع ذلك مع ما يؤكده مصدر مقرب من مجلس الأمن القومي الأميركي، يؤكد لـ«إيلاف» أن محمد بن زايد بات المرجع الأول للرئيس ترمب في الشرق الأوسط، وهو ضمن دائرة ضيقة تعتمد الإدارة الأميركية رأيها في ما يخص أوضاع المنطقة، مشيراً إلى أن ولي عهد أبو ظبي يحظى باحترام كبير في أوساط البيت الأبيض، الذي يطلب مشورته من أجل فهم المتغيرات إقليمياً بشكل أفضل.

أول من يستشعر الأهمية الاستثنائية لهذه الزيارة هو الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يزور واشنطن في اليوم التالي، بعد أيام معدودة من زيارة قادته إلى الصين، حيث اجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

اللقاء بين إردوغان وترمب يأتي بعد فترة طويلة من التوتر حول جملة من الملفات المشتعلة، أهمها الملفين السوري والعراقي، فضلاً عن الملفين الإيراني واليمني، لا سيما أن ترمب سيزور الرياض، ولن تغيب هذه الملفات عن مباحثاته فيها.

نفوذٌ واسع

وكان ولي عهد أبو ظبي قد عقد اجتماعات عدة مع الرئيس الأميركي وكبار مساعديه في برج ترمب، قبيل تولي الأخير منصبه، فيما تشير المصادر إلى أنه لا يزال على اتصال منتظم ودائم بترمب منذ توليه سدة المسؤولية الأولى أميركياً، مشيرين إلى أن زيارته إلى البيت الأبيض تعد جزءاً من حوار مستمر ومتكرر بين رئيس الولايات المتحدة وزعيم عربي بات يمتلك نفوذاً واسعاً في الإدارة التي لا تزال في طور تشكيل استراتيجيتها الشرق أوسطية.

ويستند هذا الدور أيضاً إلى الأهمية المتعاظمة لدولة الإمارات، سياسياً واقتصادياً، حيث تشير بعض الأوساط السياسية والدبلوماسية إلى أهمية الدور الذي تلعبه الإمارات على المستوى الإقليمي والدولي، مؤكدة بأن هذا الدور، مضافًا إلى تحالفها القائم مع السعودية ومصر، يشكل رافعة كبرى للعلاقة مع واشنطن، خصوصاً في ظل سعي الأخيرة إلى كبح جماح التوسع الإيراني وإلى محاربة الإرهاب، ما يجعل من الإمارات حليفاً استراتيجياً طبيعياً لتنفيذ هذه الأهداف، وتجنيب المنطقة مخاطر الانهيار واتساع رقعة الدول الفاشلة.

يذكر أن سفارة الإمارات في واشنطن شاركت بنشاط ملحوظ في فرض قوتها الناعمة داخل المجتمع الأميركي، وذلك عبر دعم مستشفيات الأطفال، وتمويل أنشطة رياضية شتى في مناطق محرومة، وتوفير الإغاثة لضحايا الأعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية، فيما يمثل ولي عهد أبو ظبي أحد أكثر السفراء فعالية في واشنطن، وهو يوسف العتيبة، الذي يحظى بتقدير واسع في دوائر الفكر والسياسة والإعلام. ​