برلين: تنتصب وراء عمارات سكنية ذات عشرة طوابق وسط برلين بوابة معدنية كبيرة كُتب عليها "منطقة حدود، ممنوع الدخول"، يحرسها ضابط ذو سحنة متجهمة من جهاز الشتازي. 

يُطلب من الزوار أن يبرزوا بطاقات المرور ثم يُسمع صرير البوابة وهي تنفتح على مخفر حدودي حيث يطلب حارس آخر بطاقات الهوية من الزوار كل هذا مشهد حي يستوحي فيلم "وداعاً لينين!" الذي تدور احداثه في المانيا الشرقية السابقة وحقق نجاحاً كبيراً حين عُرض في عام 2003. 

 

اعاد منظمو المشهد إحياء الدولة السابقة وجهازها الأمني المخيف "الشتازي" في دائرة بريد قديمة ولسبع امسيات كان بمقدور الزوار مقابل تذكرة سعرها 30 يورو ان يذوقوا طعم الحياة في الدولة البوليسية البائدة قبل عرض فيلم "وداعاً لينين!". 

 

 

وعلى امتداد الدهاليز المزينة بألواح تذكارية معدنية لمؤتمرات الحزب الشيوعي وصور زعيم المانيا الشرقية السابق اريك هونيكر يتهامس حراس الشتازي بطريقة تآمرية. 

وفي غرفة بلا نوافذ تنهمك سكرتيرة في طباعة وثائق على الآلة الكاتبة فيما تبيع بقالية تحاكي متاجر ألمانية شرقية منتجات من إنتاجها مثل الخردل أو لعب الأطفال. 

 

 
وهناك مطعم تديره مؤسسة ميتروا الالمانية الشرقية ولا تضم القائمة إلا ثلاثة خيارات هي الخيار المخلل وحساء سوليانكا الروسي ووجبة غولاش المجرية. والمشروب المتاح هو كلوب كولا، النسخة الالمانية الشرقية لمشروب كوكا كولا، أو كوكتيل أخضر براق أو كحول مطعَّم بنكهة النعناع. 

 

 

هناك قواعد ايضاً يجب الالتزام بها في الدولة البوليسية السابقة التي أُعيد احياؤها على رقعة ارض مساحتها 2000 متر مربع. إذ يتعين على رواد الفيلم ان يرتدوا ملابس من الطراز الالماني الشرقي وان يمتنعوا عن التصوير. 

خبرة سينمائية

وقال منظم الفعالية كريستفور تسفيكلر إن مشاهدي الفيلم في هذه الأجواء يشعرون وكأنهم نُقلوا الى عالم آخر. وأوضح لوكالة فرانس برس أن الهدف من كل هذا هو ان يعيش المشاهد خبرة سينمائية حية حيث يصبح ممثلا يقوم بدور رئيس في تلك الأمسية. 

تروي كوميديا "وداعاً لينين!" الشعبية قصة شاب يعيد تصوير الحياة في جمهورية المانيا الديمقراطية الشرقية لوالدته المؤمنة بالقضية الشيوعية ايماناً لا يتزعزع بعد ان فاقت من غيبوبة فات عليها خلالها سقوط جدار برلين وانتهاء الحكم الشيوعي. 

وقال مخرج الفيلم فولفغانغ بيكر الذي كان من الضيوف المدعوين للأمسية ان الخبرة التي عاشها كانت اشبه بزيارة مدينة ديزني للملاهي ولكن على طريقة المانيا الشرقية. 

 

 

ولاحظ فلوريان بالكة المولود في المانيا الشرقية تأثر الجمهور الذي حضر لمعايشة الحياة في المانيا الشرقية. ولكنه استبعد ان يكون الحنين الى النظام السابق ظاهرة جدية. وقال بالكة البالغ من العمر 30 عاماً انه سعيد بزوال جدار برلين ولا يريد ان يعيش كما في السابق. واضاف "أنا مسرور برؤية هذا كله ولكني أكثر أكثر سعادة بتمكني من الاستمتاع به في بلد حر".

وأوضح منظم الفعالية تسفيكلر انها وسيلة للارتقاء بخبرة المشاهد وطريقة أخرى لجذب الجمهور الى السينما. واضاف انها قد تكون رؤية للمستقبل بعد الانجازات التكنولوجية التي تتحقق والتطور الذي يحدث في التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد وتقنيات الصوت والصورة. ولكن هناك اتجاهاً آخر هدفه ان يستغرق المشاهد استغراقاً أعمق في الفيلم، بحسب تسفيكلر الذي تعتزم شركته تنظيم فعاليات مشابهة مرتين في السنة. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "لوكال". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.thelocal.de/20170503/berlin-good-bye-lenin-showing-brings-gdr-back-to-life