اكتشف مؤرخ بريطاني أن أول سيرة لحياة ادولف هتلر تصوره "منقذ المانيا" وتشبهه بالمسيح من تأليف هتلر نفسه قبل ان يصبح دكتاتوراً. 

ايلاف من لندن: كان كتاب "ادولف هتلر ـ حياته وخطاباته" أول عمل كبير لسيرة حياة هتلر نُشر في عام 1923 باسم فكتور فون كوربر، الا ان المؤرخ توماس ويبر من جامعة ابردين الاسكتلندية عثر على وثائق ارشيفية في جنوب افريقيا تؤكد بشكل تقريبي ان هتلر نفسه مؤلف الكتاب واصفاً إياه بأنه "تسويق وقح لكنه ذكي لنفسه". 

وقال ويبر "ان الكتاب الذي يضم مجموعة من خطابات هتلر يطلق ادعاءات غريبة منها انه يجب ان يصبح "انجيل اليوم الجديد" ويستخدم مفردات مثل "المقدس" و"الخلاص" مقارناً هتلر بالمسيح ورابطاً لحظة دخوله معترك السياسة بقيامة المسيح".

واضاف ويبر "ان الاكتشاف بأن هتلر نفسه كاتب سيرة حياته يبين انه كان سياسياً خبيثاً أتقن فهم العمليات والسرديات السياسية قبل ان يكتب ما يُعتبر سيرة حياته الأولى أي كتاب "كفاحي". 

واوضح البروفيسور ويبر استاذ التاريخ والشؤون الدولية والباحث الزائر في جامعة هارفرد انه توصل الى هذه الأدلة اثناء دراسته اوراق فكتور فون كوربر في جامعة فيفاترزراند في جوهانسبرغ في جنوب افريقيا في اطار مشروعه الجديد لتأليف كتاب موضوعه كيف أصبح هتلر نازياً.

بطل حرب

ويعتقد المؤرخ البريطاني ان الاختيار وقع على فون كوربر لنسب الكتاب اليه بسبب اصوله الارستوقراطية وسمعته كبطل حرب، وقال ويبر انه وجد "شهادة موقعة ادلت بها تحت القَسَم زوجة ناشر الكتاب تقول فيها ان فكتور فون كوربر لم يؤلف الكتاب وان هتلر سأل الجنرال لودندورف الذي تحالف معه في محاولته الانقلابية عام 1923، إن كان بمقدوره ان يجد كاتباً لا تربطه أي علاقة بالحزب النازي لوضع اسمه على الكتاب". 

واضاف ويبر انه عثر ايضاً على "افادة من فون كوربر ورسالة كتبها الى رجل كان مسجوناً معه في معسكر اعتقال تتضمن تفاصيل عن كون هتلر هو مؤلف الكتاب”، وتابع ويبر "في وقت لاحق ، في المانيا ، وقعتُ على وثيقة من عام 1938 يلمح فيها فون كوربر الى ان هتلر هو مؤلف الكتاب بالقول انه كُتب "بمبادرة من أدولف هتلر ومشاركته مشاركة فاعلة".

كما يتضمن الكتاب أول اشارة الى "صحوة هتلر السياسية" في مستشفى عسكري ، ويتكرر هذا الكلام بلغة مطابقة تقريباً في كتاب "كفاحي”، وقال ويبر "ان الأدلة المتاحة لنا الآن إذا أُخذت في مجملها تبني صورة مقنعة بأن هذه كانت حقاً سيرة حياة هتلر بقلمه لتسويق نفسه بوصفه "منقذ المانيا" ، وانه حتى في هذه المرحلة المبكرة من حياته كان داهية سياسية". 

أعدت إيلاف المادة عن موقع لوكال

المادة الأصل هنا