نصر المجالي: في الوقت الذي تواصل فيه دول العالم التنديد بممارسات النظام الإيراني ضد الاحتجاجات، حيث بدأت سلطاتها القضائية محاكمات فورية للمتظاهرين وقادتهم، لوحظ خروج أصوات "عربية" تعتبر أن ما يجري في إيران ليس أكثر من أعمال "شغب"، وهي تدعم رؤية النظام بأن ما يجري هو فتنة سيتم إحباطها. 

ودشن النظام الحاكم في إيران وأنصاره ومؤيديه في عدد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن، حملات دعاية مضادة للاحتجاجت التي هي أقرب إلى ثورة شعبية متكاملة نظرا للمطالب التي يرفعها المتظاهرون ويدافعون عنها. 

ويحتج المتظاهرون ف كل المدن الإيرانية على ارتفاع الأسعار ويطالبون بإصلاحات جذرية في إدارة البلاد، والسياسة الخارجية.

أعداء إيران

وحمًل المرشد الإيراني علي خامنئي من وصفهم بـ "أعداء إيران" مسؤولية ما تشهده البلاد من احتجاجات، قائلا إن "العدو استثمر جميع إمكاناته من مال وسلاح وسياسة وأجهزة أمنية لإثارة المشاكل ضد إيران التي لن تحميها سوى دماء شهدائها".

وقال: "كرامة وأمن وتقدم الشعب الإيراني هي من ثمار إيثار وتضحيات الشهداء. وما يمنع العدو من ارتكاب اعتدائه على الشعب الإيراني هو التحلي بروح الشجاعة والتضحية والإيمان.

وسيّرت سلطات النظام اليوم الأربعاء عشرات آلاف من الإيرانيين في مناطق مختلفة من البلاد تأييدا للحكومة، بعد أيام من تظاهرات اندلعت ضد النظام الحاكم. وبثّ التلفزيون الرسمي صورا حية للمتظاهرين وهم يرددون شعارات داعمة للمرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

اليوم السابع

ودخلت الاحتجاجات الشعبية ضد النظام يومها السابع، كما ارتفع سقف المطالب، وتزايدت حصيلة القتلى الذين بلغ عددهم 22 قتيلاً بحسب أرقام رسمية.

لكن مصادر تقول مصادر في المعارضة الإيرانية إن عدد القتلى أكبر من ذلك بكثير ، حيث تقول تقارير أن المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن والحرس الثوري اسفرت خلال الأيام الستة الماضية عن مقتل 24 شخصا، من بينهم ثلاثة أفراد من رجال الأمن،، كما اعتقلت السلطات أكثر من 400 شخص.

محاكمات

وأمر رئيس السلطة القضائية في إيران، صادق لاريجاني، المسؤولين في كافة أنحاء البلاد بإجراء محاكمات فورية لمن اعتبرهم مسؤولين عن تخريب الممتلكات العامة خلال الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ قرابة أسبوع.

وقال لاريجاني خلال اجتماع لكبار المسؤولين في السلك القضائي في العاصمة طهران الثلاثاء إنه يجب التصدي بقوة وحزم للضالعين بأعمال التخريب والفوضى والشغب، على حد تعبيره.

وأضاف أن من دعا للاحتجاجات ولم يثبت تورطهم في أعمال شغب وعنف فيجب "نصحهم وإرشادهم لإعادتهم إلى جادة الصواب".

وقال لاريجاني: "لقد أمرت المدعين العامين في كافة أنحاء البلاد باتخاذ ما يلزم ضد الضالعين بأعمال التخريب والعنف، آخذين بالاعتبار حساسية الوضع.لا بد من بسط سلطة القانون في البلاد.

فتنة 2017

وإلى ذلك، وفي إطار حملات التشويش الرسمية على التحرك الشعبي، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، هزيمة خطة فتنة 2017، في إشارة إلى الاحتجاجات، التي اندلعت في المدن الإيرانية وخلفت عشرات القتلى والجرحى.

وقال جعفري، إن "الأعداء لا يمكنهم تهديد إيران عسكريا، لذلك يعملون على تهديدها من الناحية الثقافية، والاقتصادية".

وأضاف الجعفري أن "استعداد إيران الأمني هزم الأعداء مرة أخرى لأننا لو كنا نعيش ظروف مصر، و تونس، وليبيا، لكانت الخسائر لا تعوض"، مشيرا إلى "أن الحرس الثوري تدخل لفض الاحتجاجات في محافظات أصفهان، ولورستان، و همدان".

وأشار قائد الحرس الثوري إلى أن "عدد المتظاهرين كان قليلا، ولم يتجاوز في كل إيران وفي ذروة الاحتجاجات 15 ألف متظاهر". وادعى جعفري بأن "الكثير من مثيري الشغب تدربوا على أيدي منظمة خلق، حيث تم اعتقالهم وسنتعامل معهم بحزم".