غرّد الناشط الإيراني محمد مجيد 15 تغريدة متتالية رسم فيها صورة توضيحية للوضع الاحتجاجي المستجد في إيران.

إيلاف من دبي: يتساءل كثيرون: ماذا يحصل في إيران؟، بما أن أهل إيران أدرى بشعابها، ليس أبلغ من تغريدات الناشطين الإيرانيين في تصوير الحالة الراهنة. هنا، وفي سلسلة من 15 تغريدة متسلسلة، يحاول الناشط الإيراني محمد مجيد شرح ما يحدث في إيران كي نفهم طبيعة التظاهرات التي تشهدها بلاده، وإلى أين تتجه.

1. خسرت 160 ألف عائلة في مدينة مشهد أموالها في مشروع شانديز السكني، وكان هذا المشروع عبارة عن أكبر عملية نصب واحتيال. المتورطون في هذه السرقة مسؤولون في النظام لم تتم محاسبتهم. خسر أهالي مشهد أموالهم وحلمهم بالحصول على السكن.

2. أكثر البنوك الإيرانية التي أعلنت إفلاسها هي في مدينة مشهد الإيرانية، وفقد الناس أموالهم بسبب إعلان هذه البنوك عن إفلاسها، وتجاهلت الحكومة الإيرانية مطالب الشعب الإيراني في قضية إفلاس هذه البنوك، وركزت على الإتفاق النووي الإيراني.

3. ‏بعد إيقاف الرحلات السياحية الدينية بين دول الخليج وإيران، خسر أهالي مدينة مشهد الآلاف من فرص عملهم واستثماراتهم، وأغلق العديد من المصانع الصغيرة والمحال التجارية، لأنها كانت تعتمد على الزوار الشيعة الخليجيين. وبعد حرق السفارة السعودية انتهى ذلك كله.

4. ‏أكبر جالية أفغانية توجد في مدينة مشهد، تنافس أهالي المدينة على فرص العمل. بعد أزمة الإسكان وأزمة إفلاس البنوك وفقدان المدينة المداخيل السياحية وارتفاع الأسعار وازدياد نسبة البطالة، أصبح الفقر والإدمان والبطالة تنهش في جسد هذه المدينة وسكانها وتعدادهم أكثر من ثلاث ملايين نسمة.

5. ‏من هنا، كل الأسباب الموضوعية توفر بيئة جاهزة لانطلاق أي حراك شعبي ضد الفقر والبطالة وما يعانيه أهالي مشهد. المطالب نفسها التي خرج لأجلها أهالي مشهد تتوافر أيضًا في المدن الإيرانية كلها، لهذا نرى أن مدن الأطراف انجذبت إلى الاحتجاجات والتظاهرات أكثر من المركز، خلافًا لثورة عام 2009.

6. ‏ما يميز هذه الحركة المجتمعية عن الثورة الخضراء التي شهدتها إيران في عام 2009 هي أنها لا تعتمد على المركز في حراكها الثوري خلافًا لثورة عام 2009، حيث كان الثقل الثوري في طهران وشيراز والمدن الفارسية الأخرى، وهمشت الأطراف لأسباب قومية ومذهبية.

7. كانت الثورة الخضراء في عام 2009 تمتلك قيادات واضحة، مثل مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وكان مطلبهم يدور حول الانتخابات فحسب، لكن هذه الحركة الاحتجاجية الشعبية التي تشهدها إيران الآن لا تمتلك قيادات سياسية ولا مذهبية، وتجاوزت شعاراتها الإصلاحيين، وبدأت تنادي بتنحي المرشد على خامنئي عن السلطة.

8. صحيح أن الدافع الرئيس وراء هذه الحركة الاحتجاجية للخروج إلى الشارع هو عامل الإقتصاد، لكن لا ننسى أن في الثورات الإيرانية السابقة كلها لعب عامل الإقتصاد دورًا محوريًا في إطاحة النظام الملكي الشاهنشاهي.

9. كان الخميني يستخدم العامل الاقتصادي لتحريك الشعب الإيراني ضد شاه إيران، وهذه صحيفة "كيهان" يقول فيها الخميني إن الماء والكهرباء مجانًا، ولا تحذف الضرائب وكل إيراني يحصل على سكن مجانًا، إذن العامل الإقتصادي هو الأهم والأساس في إنجاح الثورات وإسقاط الأنظمة داخل إيران.

10. ما يميّز هذه الاحتجاجات الآن هي أنها ليست مسيّسة مع أي تيار أو حزب سياسي في إيران، واستطاعت أيضًا أن تنتشر خلال هذين اليومين، وتتوسع إلى جنوب البلاد وشمالها وغربها وشرقها، خلافًا للثورة الخضراء التي فشلت في الانتقال من طهران إلى الأطراف، واستطاع الحرس الثوري قمعها بسهولة.

11. ‏الطبقة التي شاركت في الثورة الخضراء في عام 2009 كانت من الطبقة المرفهة والطبقة الوسطى وأيضًا الطلبة في الجامعات الإيرانية؛ لكن اليوم، الطبقة المسحوقة والفقيرة والتي تعيش تحت خط الفقر هي من تحرك هذه التظاهرات والاحتجاجات في إيران وتقودها.

12. في عام 2009، كان المتظاهرون غاضبين من تيار المحافظين وتزوير الانتخابات، وكان الصراع منحصرًا بين الإصلاحيين والمحافظين. أما الآن فالمتظاهرون غاضبون من سياسة الحكومة الإقتصادية وغاضبون من النظام السياسي الذي يقوده المرشد خامنئي، لهذا كانت الشعارات توجّه ضد روحاني والمرشد وتمزق صورهم.

13. أهم إنجاز لهذه الاحتجاجات حتى الآن هي أنها حذفت دور الإصلاحيين في هذا الحراك الشعبي. ولهذا، ستؤدي في حال استمرارها إلى تغيير النظام لا الحكومة.

14. ‏لا يستطيع أحد أن يتكهن ماذا يحدث اليوم أو غدًا، لكن ما يمكن أن نشاهده ونلمسه هو أن النظام الحالي غير مستعد لتقديم أي تنازلات لهذه الحركة الاحتجاجية، والحرس الثوري أيضًا جاهز لقمع هذه الاحتجاجات بالقوة المفرطة.

15. لكن الأهم في هذا كله هو أن هذه الفئة المسحوقة التي تقود هذه الاحتجاجات في إيران ليست لديها أية قيادة سياسية مركزية حتى يستطيع الحرس اعتقالها، وأيضًا ليس لديها ما تخسره، وجاهزة كي تصعّد وتدخل في مواجهات دامية مع الحرس والشرطة والأمن الإيراني من أجل تحقيق مطالبها العادلة.


من هنا بدأ كل شيء.