إيلاف من نيويورك: لم تكن تغريدات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب عادية يوم أمس الأحد، بعدما شن هجوما عنيفا على روسيا وإيران والنظام السوري اثر إتهام الأخير بشن هجوم كيماوي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.

الأمر اللافت في تغريدات ترمب كان في تسميته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاسم في معرض تحميل حلفاء النظام السوري مسؤولية الهجوم، حيث قال الرئيس الأميركي، " مات الكثيرون، من ضمنهم نساء وأطفال، بهجوم كيماوي طائش في سوريا، الرئيس بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان،" لافتا إلى أن "ثمنا كبيرا سيدفع."

ترمب الذي طالب بفتح الغوطة الشرقية فورا لايصال المساعدات الطبية والتأكد مما حصل، إعتبر "أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لو أنه حافظ على الخطوط الحمراء التي رسمها لانتهت الكارثة السورية منذ وقت طويل، ولكان الحيوان الأسد من الماضي".

خطوات ترمب المستقبلية

حديث ترمب عن الثمن الباهظ، وذكره لبوتين بالاسم للمرة الأولى، طرح تساؤلات حول الخطوات المستقبلية التي سيقدم عليها الرئيس الاميركي، وفي هذا الاطار، أشار د.وليد فارس، مستشار ترمب خلال الانتخابات، "إلى ان التغريدات وحدها لا تشكل ردعا لروسيا والنظام السوري او ايران وحزب الله، ولكن في نفس الوقت هي مؤشر لتغير في الموقف الأميركي، وتساهم في تعبئة عشرات الملايين من الاميركيين الذين يحتاجهم الرئيس ترمب اذا ما ذهب باتجاه تغيير سياسته في سوريا خصوصا ان هذا الموضوع يتعلق بالامن القومي والخارجية، وهذه القاعدة الشعبية من شأنها وضع ضغط على الكونغرس وهذا ما يريده الرئيس بحال أراد اتخاذ موقف في سوريا".

 سيناريوهات متعددة

كيف يجب ان تتصرف إدارة ترمب بحال وجود نوايا جدية حيال الملف السوري، سؤال رد عليه فارس قائلا، "في المرة الماضية اكتفى ترمب بضربة صاروخية على المطار الذي انطلقت منه الطائرات لشن هجمات كيماوية اما الان فهناك سيناريوهات متعددة تُقدم من قبل لجان مجلس الامن القومي الى الرئيس ونائبه ثم يختار ما هو الأنسب بعد التنسيق مع الكونغرس والحلفاء العرب والغربيين" مضيفا" الالية اكثر تعقيدا واكبر هذه المرة، وتوجيه ضربة صاروخية قد يكون احد السيناريوهات ولكن ربما قد يكون هناك عوامل أخرى إضافة الى الضربات تتعلق بتحركات ميدانية على الأرض ليس في دمشق وانما في شرق سوريا".

الطريق الى سوريا

وتابع، " الآلية الأمثل يجب ان تبدأ بالطلب من الاستخبارات الأميركية التأكد من استعمال السلاح الكيماوي في دوما، وبعد إجراءات التقييمات من الضروري ان تتوجه سفيرة اميركا في الأمم المتحدة نيكي هايلي الى مجلس الامن وعرض التقارير امام الرأي العام ومواجهة النظام السوري بهذه المعلومات، ثم يتشاور الرئيس مع كبار قادة الكونغرس لان الوضع السياسي في واشنطن منقسم وبالتالي يجب انتاج توافق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري للشروع باي عمل في سوريا، ومن الضروري ايضا ان يتواصل الرئيس ترمب مع قادة الدول الاوروبية الكبيرة وقادة التحالف في الرياض وابوظبي والقاهرة لمناقشة ما يجب فعله، فحتى لو كان العمل أميركي في البدء غير انه يجب ان يكون محط اتفاق عربي وغربي."

تسمية بوتين

وعن ذكر بوتين للمرة الأولى، رأى فارس، "ان تسمية الرئيس الروسي جديدة وقد يكون هناك ردة فعل من الاعلام الروسي في هذا الاتجاه، في خانة التعبئة في اميركا ولها علاقة بالسياسة الداخلية لان الرئيس كان يُتهم بانه مقرب من بوتين، واررد من خلال هذه التغريدة اسقاط كل الاقاويل التي تتناوله".

تاثير بولتون

وعن إمكانية تغير السياسة الأميركية بمجرد تسلم جون بولتون مهامه كمستشار للأمن القومي، إعتبر مستشار ترمب ابان الانتخابات، "ان وصول بولتون الى الامن القومي سوف يكون له تأثير لان تاريخ الرجل حيال ايران والأسد وحزب الله معروف منذ شغله لمنصب سفير اميركا في مجلس الامن او حتى اثناء عمله كخبير لدى شبكة فوكس نيوز"، متابعا" كل شيء سيظهر من خلال تأليف فريق العمل الجديد لبولتون، ووضع الخطط التي ستختلف بالتأكيد عن خطط سلفه الجنرال هبربرت ماكماستر، وسوف يكون هناك تغيير ولكن في نهاية المطاف الأمر الذي سيتحكم في قرار الرئيس هو في معرفة قوة اميركا الحقيقية في سوريا وقراءة الخرائط الميدانية".