إيلاف من لندن: فيما تستكمل مفوضية الانتخابات العراقية منتصل ليل الاثنين إعلان نتائج الانتخابات العامة فان قادة سياسيون باشروا اتصالات لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في وقد باشر مبعوث الرئيس الاميركي ترمب مباحثات ماراثونية مع القادة حول أجراءات وشكل هذه الحكومة.

وأظهرت نتائج 10 محافظات فوز ائتلاف "سائرون" الذي يضم التيار الصدري المتحالف مع الحزب الشيوعي وقوى مدنية أخرى متقدما على تحالف "فتح" الذي يمثل فصائل الحشد الشعبي بقيادة زعيم منظمة بدر رجل إيران في العراق هادي العامري في العاصمة فيما جاء تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيرد العبادي ثالثا خلفهما. 

والنصرين الوحيدين اللذين حققهما السنة هما في محافظة ديإلى شمال شرق العراق المتاخمة حدودها لإيران حيث فاز تحالف "القرار العراقي" بقيادة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي وتضم رئيس البرلمان سليم الجبوري فيما فازت قائمة "الأنبار هويتنا" في محافظة الأنبار وبعدها جاء إئتلاف الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي.

وبحسب الدستور العراقي فأنه فور إعلان المفوضية العليا لنتائج الانتخابات ومصادقة محكمة التمييز العليا عليها بعد البت في الطعون المقدمة على النتائج وهذه تستغرق مدة 10 ايام فأن الرئيس العراقي فؤاد معصوم وفق المادة 55 من الدستور سيدعو البرلمان الجديد للانعقاد خلال 15 يوما من إعلان النتائجالنهائية وذلك لانتخاب رئيس للبرلمان ونائبين له بالأغلبية المطلقة في الجلسة الأولى أو بأغلبية ثلثي النواب خلال 30 يوما من انعقاد الجلسة الأولى.

ثم يكلف رئيس الجمهورية وفقا للمادة 76 من الدستور مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة حيث سيكون امام رئيس الوزراء المكلف 30 يوما لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان للموافقة عليها بعد موافته على بنامجها الحكومي وعلى كل وزير على حدة في تصويت منفصل بالأغلبية المطلقة.

وإذا فشل رئيس الوزراء المكلف في تشكيل حكومة ائتلافية خلال 30 يوما أو إذا رفض البرلمان الحكومة التي اقترحها فأنه يتعين على رئيس الجمهورية تكليف مرشح آخر بتشكيل الحكومة خلال 15 يوما.
وأشار رئيس المحكمة الاتحادية العراقية مدحت المحمود اليوم إلى أن قوائم الفائزين في الانتخابات ستعرض على المحكمة من أجل المصادقة عليها قبل تدقيقها.

مباحثات حول الكتلة البرلمانية الاكبر التي تشكل الحكومة

وعلمت "إيلاف" أن قادة التحالفات الانتخابية الفائزة بدأوا اتصالات استباقية لتشكيل تحالفات ما بعد نتائج الانتخابات للاتفاق على الكتلة الاكبر التي ستشكل الحكومة حيث يحب ان يكون عددها 169 نائبا. 

ومن خلال ملامح هذه النتائج فأنه يمكن أن تبرز كتلتان شيعيتان تشكل احداهما الكتلة الأكبر تضم الاولى القوى الحليفة لإيران وفي مقدمتها تحالف الفتح الممثل للحشد الشعبي بقيادة هادي العامري وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي رجلي طهران في العراق ومعهما بعض الكتل الصغيرة الاخرى. 

أما الثانية القريبة من الغرب والدول العربية فيمكن ان تضم تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر والنصر بزعامة رئيس الوزراء حيد العبادي وقد تتحالف معهما بعض القوى السنية مثل ائتلافي القرار والوطنية بزعامة نائبي رئيس الجمهورية اسامة النجيفي واياد علاوي مع احتمال انضمام القيادي الكردي برهم صالح رئيس تحالف الديمقراطية والعدالة وهو احد المرشحين لتولي رئاسة الجمهورية.

وعن موقف التيار الصدري من تكليف العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة فقد أشار صلاح العبيدي المتحدث باسم زعيم التيار الصدري مقتدى إلى أنّ التيار الداعم لتحالف سائرون الذي فاز باعلى الاصوات لا يصر على تسمية مرشح معين لرئاسة الوزراء موحا وجود شرط وحيد مقابل دعم ترشيح العبادي لرئاسة الحكومة المقبلة.

وقال العبيدي في تصريح متلفز "لا مشكلة امام ترشيح العبادي لرئاسة الحكومة المقبلة فيما اذا قدم تعهدات وفق جداول محددة مقابل دعمه لولاية ثانية".. مبينًا أن "سائرون يدعم مرشحاً غير حزبي لرئاسة الحكومة المقبلة ويريد تسمية وزراء من التكنوقراط لا ينتمون لأحزاب ويقودون مواقعهم بعيداً عن ضغوط كتلهم".

واضاف نه "لا توجد قائمة كبرى تخوض غمار الامور لوحدها لتشكيل الحكومة المقبلة".. منوها إلى أنّ "القوائم التي لها منهجية في محاربة الفساد هي قوائم كبيرة وليست صغيرة". وقال ان "التصويت في الانتخابات العراقية لعام 2018 قد رفض الشخصيات السابقة وما اتت به الانتخابات السابقة".

مبعوث ترمب على خط مباحثات التشكيلة الوزارية الجديدة

وبالتزامن مع هذه التطورات فقد دخل بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأميريكي دونالد ترامي في مباحثات مع القادة العراقيين حول مرحلة مابعد الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة.

فقد ناقش ماكغورك مع رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الاوضاع الامنية والسياسية في العراق والمنطقة وسبل استمرار التعاون بين العراق والولايات المتحدة في مكافحة الارهاب وملاحقة زمر داعش المجرمة وتحقيق السلم والاستقرار في عموم المنطقة.

كما جرى بحث متطلبات المرحلة المقبلة خصوصا بعد اجراء الانتخابات البرلمانية وضرورة التعاون والتنسيق بين الاحزاب والكتل السياسية من اجل انبثاق حكومة قادرة على تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب وتوفير الخدمات وتحسين الواقع المعيشي للمواطنين، ومعالجة الاخطاء السابقة والعمل الجاد على توفير عوامل التنمية الاقتصادية كما قال المكتب الاعلامي للبرلمان في بيان تسلمت "إيلاف" نسخة منه.

من جانبه أكد ماكورك ان الولايات المتحدة حريصة على استمرار تعاونها مع العراق في مكافحة الارهاب والعمل المشترك من اجل تهيأة ظروف الاستقرار وتحقيق المصالح الثنائية بين البلدين.

وخلال اجتماع مع ماكغورك أكد رئيس تيار الحكمة الوطني رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم على اهمية تشكيل حكومة اغلبية وطنية وفق التوقيتات الدستورية.

وبحث الجانبان العلاقات بين العراق والولايات المتحدة حيث أشار الحكيم إلى أنّ "تيار الحكمة الوطني سيمارس دوره الايجابي الفاعل في سرعة تشكيل الحكومة وفق الاطر الدستورية وما تمليه مصلحة العراق وتطلعات الشعب. وأشار إلى أنّ "اجراء الانتخابات في موعدها المحدد تعبير عن اصرار العراقيين على ترسيخ نظامهم الديمقراطي ورغبتهم ببناء وطنهم ومستقبلهم".

وفي اجتماع في أربيل فقد بحث ماكغورك مع رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية في العراق.

 وأكد المبعوث الاميركي على ضرورة توحيد الأطراف الكردستانية كلمتها ويكون لها دور فاعل مع القوى السياسية الأخرى الفائزة في الانتخابات لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. 

من جانبه أشار بارزاني إلى "نسبة مشاركة مواطني إقليم كردستان التي كانت أكبر بكثير من نسب المشاركة في المناطق الأخرى من العراق". وأضاف أن "على الأطراف العراقية الفائزة والأطراف الكردستانية أن تبدأ بمحادثات تشكيل حكومة جديدة ذات مشاريع سياسية وإعمارية ورؤى لحاضر ومستقبل العراق وأن يكون للأطراف الكردية فيها دور مؤثرمع التأكيد على الحقوق الدستورية لإقليم كردستان.

وأوضح البيان أنه "جرى خلال جانب آخر من اللقاء التباحث حول نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي والخطوات المستقبلية".

وفي وقت سابق اليوم أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استعداده للتعاون والتعاون لبناء وتشكيل أقوى حكومة ممكنة للعراق خالية من الفساد والمحاصصة المقيتة وغير خاضعة إلى أجندات أجنبية وتمنع عودة الارهاب وتبعد البلاد عن الانجرار للصراعات الجانبية ودعا والكتل السياسية إلى احترام نتائج الانتخابات.

وامس دعا الامين العام للامم المحدة أنطونيو غوتيريس القوى السياسية العراقية إلى حلّ أيّة نزاعاتٍ انتخابيةٍ من خلال القنوات القانونية القائمة وإكمال العملية الانتخابية من خلال تشكيل حكومةٍ شاملةٍ في أقربِ وقتٍ مُمكن.