أعلن في بغداد اليوم عن تكليف العبادي لوزير النفط بالتوجه إلى السعودية لتوقيع مذكرة تعاون في مجال الطاقة الكهربائية بعد أن أوقفت إيران تزويد العراق بالكهرباء والماء.. فيما دخلت الاحتجاجات أسبوعها الثاني وانضمت اليها محافظة اخرى لدى تجددها الاثنين.

إيلاف من لندن: كلف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاثنين وزير الكهرباء قاسم الفهداوي بالتوجه إلى السعودية لتوقيع مذكرة تعاون بمجال الطاقة الكهربائية. 

وأشار المكتب الاعلامي لوزير الكهرباء في بيان صحافي أن العبادي كلف الفهداوي والكادر المتقدم بالتوجه إلى السعودية هذا الأسبوع لتوقيع مذكرة تعاون بمجال الطاقة من دون تفصيلات أخرى حول ما اذا كانت الرياض ستزود العراق بما يحتاجه من الطاقة الكهرائة التي تعاني البلاد من نقص حاد فيها خلال أيام الصيف الحالية حيث وصلت درجات الحرارة في محافظات جنوب البلاد إلى 52 درجة مئوية وكان هذا احد اسباب تفجر الاحتجات الدامية فيها والتي دخلت اسبوعها الثاني.

وكان وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان قال أمس إن بلاده أوقفت تصدير الكهرباء والمياه بالكامل عن العراق. وأشار في تصريح صحافي ان الاستمرار بتزويد العراق بالكهرباء والماء من شأنه أن يفاقم الوضع الراهن في إيران بشأن قطوعات الكهرباء.

وعقد وزير النفط الإيراني بيجن زنكنة السبت اجتماعاً في طهران مع وزير الكهرباء العراقي قاسم السعداوي الذي التقى أيضاً أردكانيان، في محاولة جديدة لحل أزمة الكهرباء بعد ان اوقفت السلطات الإيرانية أوقفت العراق بالكهرباء مطالبة بغداد بدفع أكثر من 1.5 مليار دولار ديوناً متراكمة من فواتير الكهرباء.

 

الاحتجاجات في شوارع البصرة

 

وتصر إيران على أن يجري الدفع بالدولار لكن الحكومة العراقية تتخوف من أن تلحق بها العقوبات الأميركية إذا تعاملت مع طهران بالعملة الصعبة وتطالب في المقابل بالمقايضة بأي شيء ما عدا الدولار. وشهدت إيران، في الأسابيع الاخيرة تظاهرات عنيفة في عدة محافظات بسبب شح المياه وانقطاع الكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وكانت وزارة الكهرباء العراقية أعلنت في السادس من الشهر الحالي ان الجانب الإيراني أوقف تزويد البلاد بألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية بسبب تراكم الديون ما فاقم أزمة نقص الطاقة في البلاد. وأوضح المتحدث باسم الوزارة، مصعب المدرس ان إيران قطعت الكهرباء عن العراق ما تسبب بزيادة ساعات قطع التيار الكهربائي في محافظات ذي قار وميسان والبصرة جنوبي البلاد.

وتزداد نقمة المواطنين على الحكومة في فصل الصيف، مع تكرارالانقطاعات في الشبكة بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة لتصل في بعض الأيام إلى اكثر من 50 درجة مئوية.

وفي رد فعل عراقي فقد اوقف الـعـراق قبل ايام إصدار تأشيرات الدخول للإیرانیین قبل أن يعاود إصدارها لكن بوتيرة منخفضة جداً ما أثار تساؤلات حول هذا الإجراء المفاجئ ومدى ارتباطه بضغوط أميركية على بغداد، أو بوقف طهران إمداد بغداد بالكهرباء. واوقفت السلطات العراقية الاسبوع الماضي إيرانيين يحملون جوازات سفر مزورة في مطار بغداد كانوا يرومون التوجه بها إلى المانيا وبعد هذا الحادث اتخذت إجراءات تدقيق إضافية على الجوازات الإيرانية وقررت وضع بعض القيود بانتظار التوصل إلى صيغة جديدة بينها استخدام ملصق بدلاً من الختم. 

 

دخان يتصاعد وسط البصرة مع توسع الاحتجاجات فيها

 

انضمام محافظة جديدة للاحتجاجات والعبادي يؤيد مطالب المحتجين

وأكد العبادي أن "من حق الشعب ان يطالب بحقوقه وتحسين الخدمات ومن واجبنا تلبيتها والاستجابة للمطالب التي تتم بطريقة سلمية وعزل المسيئين". 

وقال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي "اننا لم نقاتل عصابة داعش الارهابية التي احتلت مدننا وهددت كل العراق الا من اجل دفع الضرر عن شعبنا وتوفير حياة آمنة مستقرة وخدمات لائقة لجميع العراقيين". 

وأضاف خلال زيارته اليوم المقر العام لهيئة الحشد الشعبي " من حق شعبنا ان يطالب بحقوقه وتحسين الخدمات ومن واجبنا تلبيتها والاستجابة للمطالب التي تتم بطريقة سلمية وعزل المسيئين". 

ودعا العبادي القوات الامنية التي حققت النصر والامن بوحدتها إلى المساهمة في دعم حملة البناء والاعمار التي نتجه لتحقيقها وان تتواصل حالة الوحدة والتعاون بين المواطن والاجهزة الامنية.

وفيما دخلت احتجاجا مواطني الجنوبي اسبوعها الثاني فقد تجددت التظاهرات اليوم في محافظات البصرة وكربلاء وذي قار وانضمت اليها محافظة ديإلى شمال شرق بغداد المحاذية حدودها مع إيران.

وخرج المحتجون عصر اليوم وسط مدينة كربلاء واقدموا على قطع الشارع العام امام مقر الحكومة المحلية معبرين عن سخطهم بسبب سوء الخدمات والنقص في تجهيز الطاقة الكهربائية فيما تجددت الاحتجاجات في محافظات جنوبية اخرى وحاصرت في البصرة حقولا نفطية.

ومن جانبه أعلن مكتب وزير الداخلية قاسم الاعرجي عن إصابة 274 من عناصر القوات الامنية بين ضابط ومنتسب "بسبب اعمال عنف من مندسين وسط المتظاهرين" بحسب قوله. ولم يشر الوزير إلى خسائر المحتجين الذي قتل ستة منهم وجرح حوالي 150 اخرين منهم اثر صدامات مع قوات الامن التي تصدت لاحتجاجاتهم.

وبالنسبة للمحتجين الذين هاجموا مقار مختلف الأحزاب السياسية في جميع المحافظات الجنوبية حيث أحرقوا بعضها أو أنزلوا صورا علقها السياسيون أنفسهم فإن المشكلة الكبرى الأخرى هي الفساد وهم يؤكدون انه منذ سقوط النظام السابق عام 2003 فقد استولت الطبقة الحاكمة على الأموال العامة والموارد الطبيعية والمشاريع العامة وحرمت العراقيين من البنى التحتية الأساسية.

وتصاعد التوتر في التظاهرات التي خرجت في البصرة ضد البطالة وانعدام الخدمات العامة وخصوصا الكهرباء بعد مقتل متظاهر في الثامن من الشهر الحالي لدى إطلاق نار خلال تفريق التظاهرة وامتدت لتشمل محافظات جنوبية أخرى، بما فيها النجف وميسان وكربلاء وذي قار والمثنى واخيرا واسط وديإلى.