الأدلة العقلية والنقلية الأجدى في إقناع الجاليات باعتناق الإسلام ..القحطاني:


غربيون يعتنقون الإسلام بالمراسلة الإلكترونية


فيصل الأحمري ـ خميس مشيط

02/05/2009


آلاف الرسائل البريدية والالكترونية التي بثها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في خميس مشيط، لتعريف قاطني الدول الغربية والآسيوية بالدين الإسلامي، ودعوتهم لاعتناق الإسلام، ويوضح المشرف العام على المكتب الدكتور عبد الله بن هادي القحطاني أنه تم بث 15 ألف رسالة إلى دول أمريكا، بريطانيا، نيوزلندا، كندا، فرنسا، ألمانيا، وماليزيا، مشيرا إلى التفاعل الكبير من قبل برنامج laquo;الدعوة في الآفاقraquo;، الذي ينفذ من خلاله المشروع الذي يهدف إلى التعريف بالإسلام، من خلال تزويد المكتبات العالمية بكتب توضح حقيقة الدين الإسلامي ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.


ويضيف القحطاني أن آلاف الجاليات غير المسلمة المقيمة في المملكة تعتنق الدين الإسلامي عبر المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، ويعترف الدكتور القحطاني بضعف المكاتب في متابعة المسلمين الجدد، مما يسبب انتكاسة للبعض منهم بعد فترة وجيزة من اعتناقه الإسلام، لكن الدكتور القحطاني يرجع ذلك رغم محدوديته إلى سوء المعاملة للمسلم الجديد من قبل البعض، وإهمال المجتمع له، وعدم إشعاره بأنه قد أصبح جزءا منه، ويوضح في حديثه لـlaquo;عكاظraquo; أن أفضل وسيلة لجذب غير المسلمين إلى الإسلام معاملتهم بأخلاق الدين الإسلامي بالتي هي أحسن، بأساليب محببة إلى النفس، وعن طريق الأدلة العقلية والنقلية المقنعة.


سألت الدكتور القحطاني عن أبرز التحديات التي تواجه المكاتب التعاونية لتوعية الجاليات؟، فأجاب قائلا: ضعف الموارد الثابتة لدعم مشاريعها الدعوية، وعدم استمرارية البعض في دعمها ماليا، وقلة القدرة على احتواء المسلمين الجدد بالقدر المطلوب في ظل الحاجة لاهتمام أكبر من المجتمع، وخاصة أئمة المساجد والخيرين في سبيل رعاية المسلمين الجدد، فالمكاتب قد ترهق في متابعتهم ورعايتهم في ظل تناميهم وكثرتهم، لعدم وجود كادر بشري كاف يستطيع أن يشملهم جميعا بالرعاية والمتابعة والتعليم كما ينبغي.
بدأ مكتبكم في تنفيذ laquo;برنامج المؤاخاةraquo;، كأول مكتب لتوعية الجاليات يقوم بتنفيذه، وقد جذب إليه العديد من غير المسلمين لاعتناق الإسلام.. ماذا عن البرنامج؟
- جاءت فكرته من مؤاخاة الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار مع بداية قيام الدولة الإسلامية الأولى، فلم تعرف الإنسانية مثلا سابقا في التضامن والتكافل الاجتماعي كالمشروع الذي أقامه المصطفى صلى الله عليه وسلم، لترسيخ وتقوية قاعدة الأخوة الإسلامية وإذابة كافة الاعتبارات الأخرى، وتحقيق التكامل في المجتمع.


ويواكب برنامج المؤاخاة التنامي السريع لأعداد المسلمين الجدد الذين يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام والصحبة الصالحة، بتمكين بعض أفراد المجتمع المسلم في التعرف على المسلم الجديد لمصاحبته والأخذ بيده لتعليمه والعناية به، وتلمس حاجته إلى الرعاية والتوجيه، خاصة أن دعاة المكتب لا يتمكنون من رعاية جميع المسلمين الجدد بالقدر المطلوب، دون تعاون أفراد المجتمع.
* لكن، ما مدى تأثير الحملات الإعلامية لتشويه صورة الإسلام على اعتناق هؤلاء للدين الإسلامي؟
- الإقبال على الدين الإسلامي كبير جدا، خاصة بعد أحداث سبتمبر، فما كان من هذه الجهات، إلا أن تشوه صور الإسلام من خلال وسائل إعلامية مؤثرة.
أما الحل الصحيح في نظري لتصحيح الصور السلبية تجاه ديننا العظيم، هو المثابرة وبذل الفكر والجهد والمال لنصرة الإسلام، والدعوة إليه عبر منابر تتخذ من العمل المؤسسي المنظم منهجا له، وأن نكون قدوة في أنفسنا قبل أن نشرع في دعوة الآخرين.
- لماذا نجد أن أغلب من يعتنقون الإسلام في مكاتب دعوة الجاليات من الجنسية الفلبينية؟
- لعدة أسباب، أهما: كونهم نصارى وهم أكثر الناس اعتناقا للإسلام في العالم، وأن معظم الفلبينيين أجدادهم القدماء كانوا من المسلمين، وانفتاح الأسر الفلبينية وعدم تشددها في ممانعة من يرغب اعتناق الإسلام من أبنائهم وذويهم، وسرعة تأثرهم بالمعاملة الطيبة. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن هناك موقفا تأثرت به جدا وهو إسلام فلبيني عمره 12 عاما وأبواه مازالا غير مسلمين، فصام رمضان كله، ودعا والديه لاعتناق الإسلام.