عاد لؤي ناظر من جديد للمشهد الاتحادي واستلم مفتاح الاتحاد قبل جلوسه على كرسي رئاسة "العميد" متسلحاً بخبرة إدارية وتجارية ورياضية دفعت الاتحاديين لرفع مستوى التفاؤل إلى أقصى درجاته.

منذ اللحظات الأولى لترشحه، كان المهندس والخبير في مجال التأمين وإدارة المخاطر حاضراً في المشهد، وخاطب أنصار ناديه بشكل مباشر، وكان نشطاً على منصة "إكس" للتدوين القصير، ليظهر حماسة منقطعة النظير لإعادة الاتحاد لوضعه الطبيعي بعد موسم أبعد ما يكون عن النجاح ختم به أنمار الحائلي فترته الرئاسية التي تأرجحت ما بين نجاحات وإخفاقات متكررة.

يبدو التفاعل والحماس الكبير الذي كان عليه وما يزال الرئيس الاتحادي الجديد رائعاً بالنسبة لعشاق ناديه، لكن يمكن القول إن تلك الحماسة لا يمكن وحدها أن تعدل أوضاع الاتحاد، فالمشهد هنا يبدو مشابهاً لما كان عليه تنصيب ماجد النفيعي رئيساً للأهلي الذي يسكن جدة ولا يبعد كثيراً عن مقر الاتحاد، فالنفيعي يشبه ناظر من حيث قصر التجربة الأولى ونجاحها نسبياً، لكن النفيعي الذي استلم الكرسي مجدداً وسط زفة "خضراء" لا تختلف كثيراً عن الاحتفاء الاتحادي بناظر، أخفق أيما إخفاق وخرج بعد أن قاد الأهلي للهبوط للدرجة الأولى في موسم يعد الأسوأ في تاريخ الأهلي، ليتحول من الرئيس الذي راهن عليه الأهلاويون إلى الرئيس الذي لا يود أحد الحديث عنه واعتباره جزءاً من تاريخ "القلعة".

لست متشائماً لدرجة التنبؤ بهبوط الاتحاد مع ناظر ولست هنا لأذكر ناظر بالنفيعي، ولكن الدرس الذي يمكن لقائد الاتحاد الجديد تعلمه أن الاحتفاء الجماهيري به سيختفي بمجرد أن يخفق للمرة الأولى، فتلك هي الأندية وجماهيرها وطبيعتها، ولن يكون أوفر حظاً من فهد بن نافل الذي طالب الهلاليون بإقالته يوماً ما وهو الذي جمع المجد الهلالي من كل أطرافه.

في المقابل، فإن ما يقود للتفاؤل بنجاح لؤي ناظر هو اتكاؤه على معرفة بدهاليز الاتحاد وتسلحه بالخبرة الإدارية والمعرفة التي تتماشى مع متطلبات المرحلة، لذا فإن التوازن في القراءة والتوقعات يبدو مطلوباً في الحالة الاتحادية، خصوصاً وأن ابتعاد "المونديالي" عن حصد البطولات باستمرار أضر كثيراً بالمنافسة وبالكرة السعودية طيلة السنوات الماضية.

مؤكد أن عودة الاتحاد للمنافسة المستمرة على الألقاب ستصنع أجواءً مختلفة في كرة القدم السعودية، والمؤكد أكثر أن الإدارة الاتحادية الجديدة تستطيع تحقيق طموحات أنصار "العميد" إن استطاعت إعادة بناء الفريق بطريقة تمكنه من الذهاب بعيداً في المنافسات.