صنعاء، عدن، الكويت، الرياض - «الحياة»: اشتدت المواجهات أمس بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة وجماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة ثانية في محافظات تعز ومأرب والجوف ونهم والضالع، على رغم الجهود الدولية والإقليمية الضاغطة لإنجاح المفاوضات الدائرة في الكويت بين الطرفين والتفاؤل الأممي بإمكان التوصل إلى اتفاق سلام شامل يطوي صفحة الصراع قي البلد الفقير ويحول دون سقوطه كلياً في هاوية الانهيار الاقتصادي والتشظي الجغرافي والسياسي.

وتواصلت أمس في الكويت جلسات المشاورات غير المباشرة، في حين قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في مؤتمر صحافي، إن «اليمن يعيش حالياً في غرفة الإنعاش، وإن الجميع ينتظر بصيص نور من مشاورات الكويت».

وحذر المبعوث الأممي من أن عدم تدارك الوضع بشكل عاجل سيؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي، وكشف عن أنه اقترح على الأطراف اليمنية «تشكيل هيئة إنقاذ اقتصادي» في أسرع وقت ممكن، وقال إن المشاورات مستمرة ولن تتوقف وليس لها سقف زمني محدد، مؤكداً أن عمل اللجنة الخاصة بالأسرى والمعتقلين يشهد «خطوات إيجابية».
وكان ولد الشيخ أكد في بيان سابق أمس، عودة ممثلي الحوثيين وحزب صالح إلى لجنة التنسيق للتهدئة العسكرية المختصة بتثبيت وقف إطلاق النار، وذلك بعد يوم من إبلاغهم إياه بتعليق مشاركتهم في اللجنة احتجاجاً على» استمرار الأعمال القتالية»، كما أفاد بأنه أحاط، عبر الفيديو، من الكويت مجلس الأمن في اجتماعه المغلق أول من أمس بآخر تطورات المشاورات.

وكشفت مصادر الوفد الحكومي عن أنه عَقد أمس جلسة مشاورات مع ولد الشيخ ناقش خلالها «تفاصيل انسحاب الحوثيين من المدن وآلياته، بما فيها صنعاء وصعدة وتعز وغيرهما وتسليم الأسلحة للدولة، واستعادة المؤسسات»، طبقاً لما ورد في الرؤية المقدمة من الوفد بهذا الخصوص.

وأكد رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، أن الوفد «لن ينسحب من المشاورات»، وقال أثناء لقائه في الرياض كلاً من نائب السفير الأميركي ريتشارد ليري وممثل وزارة التنمية البريطانية سايمون جاكسون ومستشار وكالة التنمية الأميركية لويس لوك، إن «الحكومة حريصة على إنجاح المشاورات والتوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل».

على الصعيد الميداني، اشتدت وتيرة المواجهات بين قوات الجيش والمقاومة والحوثيين وقوات صالح في غالبية الجبهات، وقالت مصادر المقاومة والجيش إن قواتها المشتركة شنت هجوماً عكسياً على المتمردين في مناطق «صرواح وهيلان» غرب مأرب باستخدام المدفعية رداً على استمرار خرقهم الهدنة.

ودارت مواجهات عنيفة في مناطق «الغيل والمصلوب والمتون والعقبة وصبرين» في محافظة الجوف، أدت إلى مقتل عشرات المتمردين إلى جانب تقدم القوات الموالية للحكومة الشرعية وسيطرتها على مواقع جديدة.

وفي مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، أكدت المصادر ذاتها أن القوات الحكومية واصلت التقدم في ظل انهيار واسع في صفوف ميليشيا الحوثيين وصالح، وقالت إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا من جانب المتمردين الذين باتوا محاصرين في منطقة «نقيل بن غيلان» التي تبعد مسافة أقلّ من 50 كلم شرق العاصمة.

وفي الرياض جددت قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن تأكيد حرصها على التقيد بقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في جميع عملياتها العسكرية.

وقالت في بيان أمس: «أنها تحرص على التقيد بقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان كافة في جميع عملياتها العسكرية، التزاماً منها بواجب حماية المدنيين وتجنيبهم آثار الصراع، حيث عمدت على وضع محددات وقيود صارمة تمت بلورتها على شكل قواعد اشتباك، طبقاً لقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني».