هبة القدسي - عرفات مدابش


ظهرت بوادر إيجابية مع انتهاء اليوم الأول من مشاورات السلام اليمنية التي انطلقت في إحدى ضواحي جنيف برعاية الأمم المتحدة أمس. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الجلسة الأولى التي أدارها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد شهدت أجواء إيجابية، دون أن تقدم المصادر تفاصيل بسبب مطالبة الوفود بعدم التواصل مع الإعلام خلال المحادثات التي قد تستمر طوال الأسبوع الحالي.

وأصدرت الأمم المتحدة بيانًا تلاه المتحدث باسمها في جنيف، أحمد فوزي، حددت فيه ثلاث محطات لخريطة طريق المشاورات. وقال فوزي إن المنظمة الدولية «تسعى إلى التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار، ثم تحسين الوضع الإنساني، والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم».

وترأس وفد الشرعية في المشاورات نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، الذي ضم 7 آخرين، و4 مستشارين، في حين ترأس وفد المتمردين عبد السلام محمد، الناطق باسم الحوثيين، وبالعدد نفسه لوفد الشرعية، غير أن وفد الحوثيين يتكون نصف أعضائه من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وانطلقت المشاورات، أمس، مع بدء سريان وقف إطلاق النار، إلا أنه تم تسجيل خروقات للهدنة ارتكبها المتمردون. وأقر الحوثيون بخرق الهدنة من خلال عمليات قصف لمواقع في منطقة نجران داخل الأراضي السعودية، وذلك عند الساعة 2:45 بتوقيت صنعاء، أي بعد أقل من 3 ساعات على بدء سريان وقف إطلاق النار.

وقبل ساعات من بدء سريان الهدنة، أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية، العميد أحمد عسيري، أن قوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة الكاملة على جزيرة جبل زقر في البحر الأحمر، وذلك بعد أيام من سيطرتها الكاملة على جزيرة حنيش الكبرى.

&مبعوث الأمم المتحدة يطالب الحوثيين بالانسحاب من صنعاء&&

&
على العكس من الجولات السابقة افتتحت الجولة الحالية من محادثات السلم اليمنية بالموافقة على جدول الأعمال ولقاء كبار المبعوثين وجها لوجه. وستكون المهمة الرئيسية للمفاوضات الاتفاق بشأن كيفية تطبيق قرار أصدره مجلس الأمن الدولي في أبريل (نيسان)، ودعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد الحوثيين للانسحاب من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى التي احتلوها في أواخر عام 2014 وأوائل عام 2015.

وقال في البداية: «أؤكد أن المحادثات حول اليمن بدأت في سويسرا، مشاورات برئاسة الأمم المتحدة، تهدف إلى إرساء وقف إطلاق نار دائم.. لإنهاء أشهر من القتال الذي أسفر عن مقتل 6 آلاف شخص تقريبا».

وردًا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية عما إذا كان وقف إطلاق النار المقرر في اليمن دخل حيز التنفيذ في الوقت المحدد، قال المتحدث باسم التحالف العميد الركن أحمد عسيري: «نعم»، عبر رسالة نصية قصيرة.

وفي تصريحات أمام الوفود عند افتتاح المحادثات قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد في تصريحات أوردتها «رويترز»: «أنتم من سيقرر ما إذا كان السلام سيسود أم سيدفع اليمن أكثر إلى الظلام والمأساة والمعاناة». وأضاف قوله: «هل ستتخلون عن اليمن وشعبه وتقودون البلد إلى مزيد من العنف والقتل أم ستضعون مصلحة اليمن أولا».

كانت جولة سابقة من المحادثات غير المباشرة جرت برعاية الأمم المتحدة في جنيف في يونيو (حزيران) وانتهت دون التوصل إلى اتفاق مع تبادل الطرفين الاتهامات.

وقال رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح في قطر إن الهدف من المحادثات هو استعادة الدولة التي استولى عليها الحوثيون. وأضاف أن خيار استخدام القوة لتحقيق هذا لا يزال مطروحا.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن بحاح قوله: «رغم التفاؤل إلا أن المحادثات لن تكون سهلة حسب تجربتنا مع الميليشيات الحوثية.. ونسعى بقدر ما نستطيع للوصول إلى حلول سلمية ولكن ستظل العصا موجودة لتحقيق ما لم يتم تحقيقه في المحادثات».

ونقل التلفزيون السعودي عن المتحدث باسم التحالف أن قوات التحالف سيطرت على جزيرة زقر وهي جزء من أرخبيل حنيش الذي يتحكم في الممر البحري الرئيسي على مقربة من مضيق باب المندب. ويقع في الجزيرة أعلى جبل في المنطقة وهو ما يمنح التحالف سيطرة على الممر البحري.

وذكر سكان أن التحالف شن غارات على ذمار والحديدة كما جرت اشتباكات برية في مدينة تعز، وهي نقطة قتال رئيسية بين الحوثيين ومؤيدي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فضلا عن مأرب شرق العاصمة صنعاء. ويشن التحالف ضربات جوية على الحوثيين منذ مارس (آذار) بعد أن سيطروا على عدد من المدن خلال سلسلة عمليات بدأت في سبتمبر (أيلول) عام 2014.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 19 شاحنة مستعدة في مدينة عدن الساحلية الجنوبية الخاضعة لسيطرة الحكومة وفي العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين لتوزيع الإمدادات الطبية في أنحاء اليمن.

وقال أحمد شادول ممثل المنظمة في اليمن إنه يتوقع نقل نحو 150 طنا من الإمدادات من مخازن منظمة الصحة العالمية بجيبوتي إلى صنعاء يومي 21 و22 ديسمبر (كانون الأول) على أن تنقلها سفن من هناك إلى موانئ يمنية أخرى.

وقال قادة عسكريون وسكان إن الهدنة تبدو صامدة إلى حد بعيد رغم بعض الانتهاكات المحدودة التي أبلغ عنها الجانبان. وقالت الأمم المتحدة إنها تستعد لتسليم أدوية وأغذية إلى اليمن هذا الأسبوع، مستفيدة من وقف إطلاق النار الذي يستمر سبعة أيام للتصدي لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
&