&طرح «الدوحة» اللبنانية يستفز «المستقبل»: الاشتراكي لن يقف حجر عثرة أمام انتخاب عون

سعد الياس

&&أقفل المشهد السياسي في بيروت على جلستين لمجلس الوزراء وعلى 3 جلسات واحدة للحوار وثانية لانتخاب الرئيس وثالثة لقانون الانتخاب من دون تسجيل أي تقدم في انتظار الجلسات المفتوحة للحوار في 2 و3 و4 آب/اغسطس التي سيُطرح على جدول أعمالها سلّة متكاملة تتناول الملفات الشائكة من رئاسة الجمهورية إلى قانون الانتخاب فالحكومة.

في غضون ذلك، بدأت تتظهّر المواقف من هذه «الدوحة» الجديدة حيث برز تشدد من قبل تيار المستقبل حول موضوع «الدوحة» و«السلّة الكاملة» عبّر عنه النائب احمد فتفت الذي طرح علامات استفهام عما يريدون من هذه السلة المتكاملة، وبدا أن تسمية الدوحة وما أنتجه ذلك المؤتمر من ثلث معطّل في الحكومة ومن بحث في السلّة الكاملة تستفز تيار المستقبل في ظل اتهامات للرئيس فؤاد السنيورة بمحاولة تعطيل الجلسات المفتوحة خشية التوصل إلى اتفاق شامل تحت الضغط. وقال فتفت»إذا كان الموضوع موضوع دوحة لبنانية فهذا مرفوض رفضاً باتاً، وإذا كان مطروحاً ان نتطاول على النظام وان نسعى إلى تغييره فهذه أمور خطيرة. أما إذا كان لمناقشة امور البلد، فهذه السلة المتكاملة والكاملة يجب ان تشمل، قبل كل شيء، السلاح غير الشرعي لحزب الله. وكنا نبحثه في الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية، وان تشمل التزام اعلان بعبدا، أي الحياد في الحرب السورية، وفق ما تم الاتفاق عليه ووقعه حزب الله في حزيران/يونيو 2012 في القصر الجمهوري. هذه هي البنود التي يجب ان تبدأ بها السلة المتكاملة إذا كانوا يتحدثون عن سلة متكاملة. أما إبقاء السلاح كما هو وإبقاء التدخل في سوريا، والحديث عن سلة متكاملة فهذا الكلام لن يجد أي صدى له».

في المقابل، علّق عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في حديث لـ»القدس العربي» على موقف تيار المستقبل من رفض الدوحة وموضوع السلّة فقال «أعتقد أن كل الأطراف كانت على طاولة الحوار وتمّ الاتفاق على هذا التوقيت وعلى الأيام الثلاثة. ليس مهماً ما هي التسمية سواء أكانت دوحة لبنانية أو خلوة حوارية أو أيام حوار، ولكن المهم أن طاولة الحوار ستبحث في الأيام الثلاثة كل ما يسهّل الخروج من المأزق السياسي في لبنان. ونحن نسمع كلاماً سلبياً من هنا أو هناك وهذا أمر مؤسف في وقت نحتاج فيه إلى توسيع مساحة الهدوء بين كل الأطراف واللغة الهادئة، إنما نرى بعض الخطاب المتوتر في بعض الأحيان لكنه لا يغيّر في الأساس والمنطلق وهو استمرار الحوار بين الفرقاء للوصول إلى تفاهم حول كل القضايا الخلافية، ان رفع السقف لن يأتي بنتيجة وهو ليس من مصلحة اللبنانيين».

وعن معادلة القوات اللبنانية حول العماد عون رئيساً أو الذهاب إلى مبادرة الرئيس بري بإجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية قال هاشم «ان مبادرة الرئيس بري تحاكي كل الملفات وقد تكون المخرج الأساسي والوحيد في ظل هذا المأزق. نسمع اليوم هذه الطروحات ونعلم أن القوات اللبنانية هي حليفة وصديقة لطرفين، للعماد عون ولتــيار المستقبل، فكان الأولى أن يقومـــوا بمبادرة ما إذا رأوا في الأفق ما يسهّل الوصول إلى توافق».

وفي موقف متناغم مع «المستقبل» أكد رئيس حزب القوات اللبنانية ســمير جعجع انه ضـــدّ أي اتجاه لـ «دوحة لبنانية» لأنه «ينطوي على قفز فوق الدستور والمؤسسات وكأننا نعلن موتهم وندعو إلى بدائل عنهم»، مضيفاً «أساساً لم أكن مع مؤتمر الدوحة الأول لأكون مع أي دوحة آخر، وتفكير من هذا النوع مدمّر».

واعتبر «ان خيار العماد ميشال عون هو الطريق الوحيد لكسْر المأزق الرئاسي» كاشفاً «ان الحوار مع تيار المستقبل يدور حول هذه النقطة»، ولافتاً إلى انه «حتى الساعة تيار المستقبل متخوف من هذا الخيار ويعتبره قفزة في المجهول، ولكن رأيي، أي مجهول أكثر من الذي نعيشه اليوم؟».

في المقابل، قال أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر لـ «القدس العربي» إن «المنطق يقول لننجز الاستحقاق الرئاسي أولاً ولكن إذا كان انتخاب الرئيس متعذراً والمسألة ليست بيدنا ومرتبطة بتسويات المنطقة وبعض القوى السياسية المتأثرة بظروف المنطقة ماذا نفعل؟ هل نبقى معطلين كل شيء ومنها تشريع الضرورة لوضع حلول للحياة اليومية للمواطنين والملفات الاقتصادية والاجتماعية في انتظار انتهاء الأزمة السورية والأزمة اليمنية.

وأذكّر بأن رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط دعا في مرحلة من المراحل للاستفادة ولو لمرة من الموقف الدولي الذي يشكّل مظلة حماية للاستقرار في لبنان من أجل ترجمة الاستحقاق الرئاسي بإرادة داخلية».

وعن تعليقه على قول النائب جنبلاط «إذا رأت الأقطاب المسيحية خلاص لبنان بالجنرال عون لا مشكلة» قال ناصر «لطالما تحدث الرئيس وليد جنبلاط وقال لن نكون حجرة عثرة أمام أي حل في حال اتفقت القوى السياسية على الجنرال عون رئيساً للجمهورية لن يكون اللقاء الديمقراطي حجر عثرة».

وهل يعني هذا الأمر إمكانية التصويت للعماد عون؟ أجاب «بمعزل عن مسألة التصويت ولكن لن نكون حجر عثرة، وهذا الموقف عبّر عنه رئيس الحزب في سياق مقاربة الحلول وليس مقاربة المكاسب السياسية ولا النكد السياسي أو خلق المشاكل لتحقيق مكسب من هنا أو هناك في السياسة لأن البلد لا يحتمل وهناك مقاربة واحدة يعمل عليها رئيس الحزب منذ زمن نتيجة الحرب في سوريا وانعكاساتها علينا حيث حاول تخفيف التوترات علينا بتواصل سياسي وحوار دائم وانفتاح وتنظيم الاختلاف مع الآخر وفتح النوافذ وإعلانه عدم الوقوف حجر عثرة أمام أي حل وخصوصاً في رئاسة الجمهورية إذا تفاهمت القوى السياسية».

وإذا كان النائب جنبلاط تخلّى عن ترشيح النائب سليمان فرنجية ولاسيما بعد الحديث عن ساحة صراع ساخنة لاسقاط ترشيحه قال «علينا أن نقتنع أن مسألة الرئاسة هي مسألة تفاهم وتوافق بين القوى السياسية اللبنانية، وبذلك لا تعود المسألة خاضعة لترشيح فلان أو سحب فلان ودائرة المرشحين باتت معروفة وفي الأساس عندما تم التأييد لترشيح سليمان فرنجية لم يكن غائباً عن ذهننا أن هناك أطرافاً أخرى يجب ان توافق حتى يعبر الترشيح إلى بعبدا. وكان هناك كلام واضح لرئيس الحزب بعد فترة من أن حزب الله إذا لم ينزل إلى مجلس النواب فستكون هناك مكونات في البلد لا يمكن تجاهلها ويفترض التفاهم معها على الترشيح سواء أكان سليمان فرنجية أو غيره».