&خالد أحمد الطراح
&

السجين هو عبدالسلام ضعيف (زائييف) الوزير السابق لـ«طالبان» وسفيرها لدى باكستان، سجّل نشاطه الديني والسياسي في كتاب بعنوان «حياتي مع طالبان».

الكتاب من تحرير كاتبين هما اليكس ستريك فان لينشوتن وفيلكس كويهن اختارا الحياة في أفغانستان منذ 2006 وكانت نقطة الانطلاق من مدينة قندهار.

الكتاب يسلط الضوء على مشاهدات ترويها ذاكرة ضعيف، الذي حمل في ما بعد لقب «الملا»، علاوة على مصادر أخرى منذ بدايات نشاطه «الديني السلمي» الى دخوله ميدان جماعة الملا محمد عمر (زعيم «طالبان»)، ودائرة القرار وصناعته حتى أصبح احد الموثوق فيهم من قبل زعيم «طالبان».

بعد أربع سنوات أمضاها الملا ضعيف في معتقل غوانتانامو، فتح قلبه وعقله ليسجل مشاهداته من -وجهة نظره طبعاً- خصوصاً ظروف اعتقاله واستجوابه قبل وبعد الانتقال الى غوانتانامو إلى أن تم الإفراج عنه.

فكرة الكتاب تركز على «التقلبات السياسية المعقدة في أفغانستان والقبائل والديانة والإيديولوجيات» ومعتقل غوانتانامو.

الحرب الأهلية التي مزقت أفغانستان منذ مطلع الثمانينات وقبلها شاهدتها شخصيا حين زرت كابول ضمن فريق صحافي أجنبي رتبته وزارة الخارجية السوفيتية آنذاك، وقد شاهدت كيف يبدأ القتال وتشتعل سماء أفغانستان بنيران القذائف من قبل قبائل وجماعات مسلحة تعيش بين الجبال معظمهم يدعون الدفاع عن أفغانستان بينما الضحايا الفعليون هم من المدنيين الأفغان!
الكتاب تضمن مثله مثل العديد من التقارير والكتب عن وحشية أساليب التعذيب وخرق مبادئ حقوق الإنسان، وربما ما يميز الكتاب عن غيره في سرد واقع حال أفغانستان حتى مجيء الرئيس كرزاي في ديسمبر 2001.

المثير للانتباه بعض الملاحظات التي وردت عن بعض الجنود الأميركيين كالجنود «الافارقة» ومن جاء من «بلدان فقيرة»، وتميز «الأميركان الحمر» وتفوق الأميركان اللاتينيين عن الآخرين علاوة على «تألق الأميركان الهنود، سكان أميركا الأصليين»! حلل الملا ضعيف شعور بعض الجنود بالاضطهاد والتمييز العنصري في الوقت الذي يروي فيه صنوف التعذيب والتجويع ووحشية المعاملة!

ما توصل إليه الكاتب من ملاحظات واستنتاج، بتقديري، من الصعب ان تختزنها ذاكرة معتقل يئن من حدة العذاب علاوة على عدم علاقتها بفكرة الكتاب الأساسية!
من المهم الانتباه الى ان السياسة الاميركية ازاء العديد من المجريات التي تعيشها الساحة الدولية وما يصاحبها من تناقض لن تكون عاملاً مساعداً في تهيئة الظروف لمعتقلي غوانتانامو لتجاوز سنوات اعتقال وعزلة عن المجتمع الخارجي، لذا لا بد من الاخذ بالاعتبار كل العوامل والتطورات السياسية الراهنة من اجل مساعدة من افرج عنهم بغرس الاعتدال الفكري والديني في عقولهم ونفوسهم حتى يتمكنوا من الاندماج في المجتمع بشكل تدريجي وطبيعي.

اننا امام تحد خطر من التطرف الفكري والغلو الذي يهدد المنطقة والعالم ككل مما يستدعي عدم التهاون مع العوامل والابعاد السياسية والدينية ايضا حتى تتهيأ بيئة مناسبة للاعتدال والوسطية.

&