&عبدالعزيز السويد&

&موسم الحج كل عام يمثل مخزوناً إعلامياً ثرياً لا يتكرر في أي دولة في العالم، وهو لا يحتاج إلا إلى عيون كفاءات مبدعة لاكتشافه. وترجمة هذه الذخيرة إلى أعمال إعلامية مفيدة وجذابة ليست بالأمر الصعب، إذا ما توافرت الاستعدادات والخطط والطواقم المناسبة للتنفيذ. وفي كل عام نرى أن القالب الإعلامي للنقل والتغطية لمختلف محطات الحجاج، منذ الوصول إلى المغادرة، هو ذاته، وإذا ما تغير فهو استثناء بسيط يضيع وسط تسيد الكاميرا المتخشبة، وهو أمر لا يليق بمناسبة تهفو إليها الأفئدة في العالم الإسلامي وتركز عليها وسائل الإعلام العالمية.

تجد أن المذيع يحتل أكبر مساحة من الوقت والشاشة ليغطيها بكلام معلب، وإذا توافر له ضيف قد لا يستطيع استخراج ما لديه مما ينتظره المشاهد، مع أن لكل حاج قصة ومواقف، والميزة في الانتقاء وأسلوب الطرح وتقصّي المكنون.

في الجانب الآخر، فإن الجهود الضخمة التي تقدمها فرق خدمة الحجاج، بمختلف القطاعات، من الصحية والبلدية إلى الأمنية، هي أيضاً ذخيرة إعلامية يفترض أن تتخلص من قالب مستهلك عند طرحها وإبرازها عبر الشاشات.

والمشكلة تكمن في أن الإعلام ليس وظيفة، والتعامل معه على أنه وظيفة يحصره في قالب ضيق لا يتغير، ليواكب المتغيرات المتسارعة.

ومع صنوف الإعلام الجديد، بوسائله المختلفة والسريعة التأثير، أصبحت للمادة الإعلامية المختصرة والمكثفة حاجة ضرورية، فمثل هذه الكبسولات، إذا ما أنتجت في شكل صحيح ومميز تبقى للمشاهدة وإعادة البث وقتاً طويلاً. ومع أن الحج كل عام، فإن إعلامه لا يدرس مثل إدارته، التي أشرت إليها أمس، مع أنه أفضل ساحة للتطبيق لطلاب الإعلام وهواته.

&