منار عبد الفتاح

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت دعوة الكنيسة الأرثوذكسية لحشد أقباط المهجر في الولايات المتحدة الأمريكية دعمًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته لنيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الكثير من الجدل في الوسط القبطي، نظير توصيفات متباينة لدعوة الحشد، أبرزها جاء في كونها «طائفية» وتعزز الانقسام. 

وكانت الكنيسة الأرثوذكسية أصدرت بيانًا منسوبًا لإيبراشيات الولايات المتحدة الأمريكية، يدعو أقباط أمريكا للتوافد إلى نيويورك صباح الثلاثاء المقبل، معرجًا على توفر وسائل انتقال من كنائس المهجر ذهابًا وإيابًا.

وأوضح البيان «أن الكنيسة أرسلت الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، والأنبا يؤانس أسقف أسيوط، لترتيب أوضاع ما قبل الزيارة، وتعزيز الحشد القبطي، دعمًا للسيسي».

وأضافت الكنيسة في بيانها للكنائس « يجب على جميع المصريين المخلصين لبلادهم المصرية الترحيب بالرئيس وتدعيمه في كل عمل يعمله من أجل خير مصر، وأن البابا مهتم اهتماما كبيرا بنجاح هذه الزيارة، وأنه أرسل رسالة يحثنا فيها على عمل كل شيئ ممكن لإنجاح هذه الزيارة، ما يعود بالخير على مصر وكل المصريين الذين هم أخوتنا».

وتابع: «نحن إكليروسا وشعبا نرجو أن تأتي هذه الزيارة بالثمار المرجوة منها لصالح مصرنا الحبيبة وتأييد فخامة الرئيس الذي يعمل بلا كلل من من أجل مصلحة مصر.. وتواجدنا في هذا اليوم تأييدا للرئيس يمثل رسالة قوية أمام كل العالم وأمام جميع من لا يريد الخير لبلادنا المحبوبة مصر».

وناشد البيان الكهنة التنبيه على هذا الحدث بتدقيق شديد وتشجيع الشعب على التواجد أمام مبنى الأمم المتحدة من الساعة التاسعة صباحا يوم الثلاثاء 20 أيلول/ سبتمبر.

وأعلنت الكنيسة الإنجيلية في مصر «أنه بالتنسيق مع الكنائس الإنجيلية بأمريكا غادر وفد مصري إنجيلي القاهرة للمشاركة في استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي حين وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك مطلع الأسبوع المقبل؛ للمشاركة في فعاليات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة وهذا تأكيد منهم على دعم الدولة المصرية».

وأشار البيان إلى «أن القيادات المصرية للكنائس الإنجيلية في أمريكا طالبت أبناءها بدعم مصر والالتفاف حول الرئيس السيسي ودعمهم له وللاقتصاد المصري ودعوة العالم كله لزيارة مصر والاستمتاع بآثارها الفرعونية والدينية ومزاراتها السياحية».
كما طالبت أيضًا بتخصيص الأحد المقبل للصلاة من أجل نجاح الزيارة، ودعم مصر في شتى المجالات.

وقال فادي يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، في بيان له: «إن استقبال المصريين للسيسي أمر يخضع لحرية الإرادة دون توجيهات وضغوط من أحد».

وأضاف: «أن دعوة الحشد قبيل زيارة السيسي لـ«نيويورك» تجاوزت حد الانقسام في الوسط القبطي وتسببت في ظهور فريقين أحدهما يزايد والآخر يمارس التخوين»، مشيرًا إلى أن كليهما لا يمثل إلا نفسه وفقط».

وأوضح «أن الأشخاص الرافضين لاستقبال السيسي خلال زيارة الأمم المتحدة لن ينتقصوا من مهمته كما أن مستقبليه لن يضيفوا شيئًا».

وقال الكاتب الصحافي جرجس إبراهيم، المتخصص بالشأن القبطي، «إن دعوة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأقباط المهجر الخاصة باستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته للولايات المتحدة وإلقاء كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هو عمل وطني، فالكنيسة المصرية رمز للاستقلال القومي والحفاظ على الشخصية المصرية».

وأضاف في تصريحات صحافية «أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الكنيسة الأم هي كنيسة وطنية خالصة ودائما ما تلعب دورا مشرفا في دعم الوطن علي مر العصور»، مشددًا على أن دعوة الكنيسة أقباط المهجر لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس دورا سياسيا للكنيسة ولكنه يأتي في إطار الدور الوطني الذي تلعبه الكنيسة على مر عصورها، فالكنيسة في دعمها للسيسي لا تنحاز إلى حزب أو فصيل سياسي على حساب الآخر ولكنها تنحاز إلى وطن، فالكنيسة المصرية دائما لها دور رائد وفعال في تأييد رأي الشارع المصري إيمانًا منها بالدور الوطني».

وأكد «أن دعم مصر ورئيسها هو دور وطني في ظل الظروف التي يمر بها الوطن واستهدافه من قبل قوى الشر»، مشيرًا إلى أن التاريخ سيقف كثيرًا أمام المواقف الوطنية لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.