العلاقات السعودية الأميركية متينة ولا تخلو من الاتفاق والاختلاف

السفير الأميركي لدى المملكة يخص «الرياض» بحواره الأخير

خادم الحرمين يستقبل السفير الأميركي

أجرى الحوار - هاني وفا

أكد سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى المملكة «جوزيف ويستفال» متانة العلاقات القائمة بين البلدين.

مشبها العلاقة بين واشنطن والرياض بعلاقة الأخ بأخيه، مبيناً أنها لا تخلو من الخلاف والاتفاق لكنها لا تعني التوتر فهي راسخة وتقوم على مبدأ الدعم والمساندة.

علاقات أخوية

وأشار السفير «ويستفال» في آخر حوار صحافي له قبيل مغادرته المملكة بعد انتهاء فترة عمله خص به «الرياض» إلى أن هذه العلاقة شهدت أوقاتاً صعبة خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما صاحبها من أعمال إرهابية وتراجع في التعاملات التجارية والنشاطات الاقتصادية في عام 2008 لكن البلدين استطاعا تجاوزها والمضي قدماً في سبيل تحقيق مصالحهما المشتركة.

وأوضح السفير بأن الخلافات بين الدول أمر طبيعي وعبر عن أمله بأن تسود الحكمة والاتزان فيما يتعلق بالقرارات التي تمس العلاقة بين البلدين.

العلاقة شهدت أوقاتاً صعبة تم تجاوزها وصولاً إلى تحقيق المصالح المشتركة

رؤية 2030 إنجاز

متطرقاً لرؤية المملكة 2030 ثمن «ويستفال» الخطة التي حملت عناصر نجاحها قبل أن تشرع في تحقيق أهدافها، وأشار إلى إجماع المملكة قيادة وشعبا على الرؤية وما تحمله من أهداف وما تصبو إليه من تطلعات.

وفي هذا الصدد أضاف «ويستفال» بأن الدولة تدرك حجم التحديات التي تنتظرها لكن إرادة التغيير والتحول ستبقى القوة الدافعة وراء الفكرة وهذا ما يعتبر إنجازاً رئيساً في حد ذاته.

«رؤية 2030 تهدف إلى جعل المواطنين يقبَلون التحديات والتغييرات وإلى حملهم إلى الارتقاء لمستوى المسؤولية مع علمهم أن هذه التغيرات يمكن أن تؤثر على معيشتهم وعلى مداخيلهم وعلى تكوينهم الأسري وحتى على ثقافتهم وعلى أسلوب حياتهم».

رؤية 2030 حملت عناصر نجاحها قبل أن تشرع في تحقيق أهدافها

«رؤية 2030 في حد ذاتها إنجاز، تكاد تكون كل الدول قد مرت بهذه التجربة في مرة أو عدة مرات. وسبق للولايات المتحدة أن مرت بهذه التجربة. هي فترة لا تخلو من المصاعب والتحديات». ووصف «ويستفال» أهداف رؤية 2030 بالواقعية؛ وقال: إنها ممكنة التحقيق في ظل قيادة واعية من أعلى إلى أدنى مستوياتها، مشيرا إلى القيادة السعودية تدرك أنها ستكون هناك حاجة في بعض الأوقات لإجراء مراجعات وتعديلات في رؤية هنا وهناك حتى تنجح في تحقيق أهدافها وفي نهاية المطاف سيتم التغيير لضمان انطلاقة المملكة (أى الأجيال القادمة من رجال ونساء) إلى الأمام.

تمنيت تعلم العربية ورؤية المزيد من مناطق المملكة وتجربتي ممتعة آمل أن أكون سفيراً للسعودية في الولايات المتحدة مستفيداً من حصيلة المعرفة التي كونتها

كسب الثقة

وعبر «ويستفال» عن اعتزازه وافتخاره بالإنجازات التي حققها خلال فترة عمله في المملكة وقال إن الإنجاز الأول والمهم بالنسبة له كدبلوماسي هو أنه استطاع كسب ثقة ورضا الدولة المضيفة. «لقد عملت بجد وإخلاص على كافة الصعد الرسمية والشخصية لنيل ثقة الدولة المضيفة وآمل في أن أكون قد حققت ذلك». وأضاف «ويستفال» بأنه يشعر بالفخر لتمكنه من تشكيل وإدارة فريق عمل خلال فترة عمله التي امتدت لثلاث سنوات، ونوه إلى أن سفارة بلاده تعد من السفارات الكبيرة؛ حيث ضمت عاملين من مختلف الاتجاهات لكنه استطاع أن يحافظ عليهم كفريق عمل موحد دونما اعتبار لميولهم أو الجهات التي يمثلونها بل كان ولاؤهم وجهدهم ينصب على خدمة مصالح الولايات المتحدة.

تمنيت تعلم العربية

وعن فترة وجوده بالمملكة قال «ويستفال» إنه كان يتمنى لو أتيحت له الفرصة لزيارة ورؤية المزيد من مناطق المملكة المختلفة والوقت الكافي لتعلم المزيد من اللغة العربية.

وقال «ويستفال» إنه الأمر الذي سيفتقده وهو يغادر المملكة هو تمثيل الولايات المتحدة لدى الرياض.» أنا فخور بخدمة بلدي، وفخور بوطني وتراثي وبأسلوب حياتنا وبحكومتنا وفخور برئيسي الذي قام بعمل رائع خلال فترة رئاسته. لهذا سأفتقد أنني كنت ممثله الشخصي في المملكة». وأشار السفير إلى إقامته لعلاقات طيبة وصداقات مع الأشخاص الذين التقاهم في المملكة من كافة مناحي الحياة وعلى المستوى الرسمي والخاص. وقال إن علاقاته لم تهدف إلى تحقيق مكاسب مادية بل تركزت على الصداقة وعلى إقامة جسور من التواصل بين البلدين.

تجربة ممتعة

وعن تجربته في المملكة، قال «ويستفال» إنه قبل قدومه إلى المملكة قبل ثلاث سنوات لم تكن له خبرة بالشرق الأوسط أو العالم العربي، وأنه تعلم الكثير من هذه التجربة فيما يتعلق بالحضارة والتاريخ، وكيف يعمل الناس، وكيف يفكرون.

«لقد تمكنت من تكوين فكرة عن المنطقة وشعوبها وتكيفت معها بسرعة. كما لا أخفي أنني استمتعت بالتجربة واستفدت منها الكثير من نواحٍ مختلفة».

آمل أن أكون سفيرا للمملكة

وقال «ويستفال» إنه يأمل أن يصبح سفيراً للمملكة في الولايات المتحدة مستفيداً من حصيلة المعرفة التي كونها من خلال وجوده في المملكة. وعن مستقبل حياته قال السفير إنه سيتقاعد بعد 40 سنة من العمل الأكاديمي والعام ويأمل أن يتفرغ لعائلته التي تضم سبعة من الأحفاد والانخراط في العمل العام من خلال المشاركة في اللجان الاستشارية.

الاستثمار في الأجيال الشابة

وفي نهاية اللقاء وجه السفير رسالة وداع للمملكة قيادة وشعباً ودعاهم إلى الاستثمار في الأجيال الشابة والاهتمام بتحقيق تطلعاتها وضمان رفاهيتها. وقال إن المملكة غنية بأجيالها الشابة التي لابد من التركيز على تعليمها ورفاهيتها.

image 0

ولي العهد مع السفير الأميركي

image 0

ولي ولي العهد مع السفير الأميركي

image 0

السفير الأميركي يطالع العدد الأول من «الرياض»

image 0

ويستفال: العلاقات السعودية الأميركية علاقة أخوة

image 0

السفير الأميركي في حواره مع الرياض

image 0

مصالح مشتركة تجمع البلدين

image 0

ويستفال يتسلم (درع الرياض) من الزميل هاني وفا