إبراهيم السليمان

سؤال تساءله العالم وهو يشاهد إطلاق مشروع «نيوم» السعودي العالمي ويستمع لكلمات سمو ولي العهد -حفظه الله وبارك خطاه- وهو يطلق أحلام السعوديين لتعانق عنان السماء ويبشرنا كسعوديين قبل غيرنا بأنه لا مزيد من المجاملات على حساب مسيرتنا وتقدمنا نحو مستقبلنا والذي لا نريده مواكبًا لما في العالم الأول فقط بل متفوقًا ومتقدمًا عليه، ولعلي سأتجاوز المرور على ما ستحققه من عوائد اقتصادية كبيرة على بلادنا فأهل الاختصاص أحق مني بتناوله، وسأذهب إلى الحديث عن آثار هذه المشروعات العملاقة على المجتمع وعلى شبابنا السعودي على وجه الخصوص، فبلادنا زاخرة بشباب طموح يافع يمتلك الإبداع والإمكانات والشهادات العلمية وينتظر الانطلاقة نحو مستقبل يراه في تلك المشروعات التي ستخلق له فرص العمل ليندمج مع هذه المشروعات العملاقة ليكون جزئًا مهمًا منها، فبمثل هذه المشروعات وجودة فرصها المتاحة لشبابنا ستتفتح أمامهم آفاق الحياة لينطلقوا نحو العالم بفكر سعودي موهوب ومبتكر، لذلك رحب وفرح السعوديون بالمشروع وما سبقه من مشروعات أخرى لأنهم يشاركون أميرهم حلمه وأمانيه، كما أنهم يشاركونه بشدة في توجهاته نحو اقتلاع التطرف أينما وجد فلا مكان للمتطرفين بيننا اليوم فإما الاعتدال والوسطية السمحة التي أمرنا بها الله ورسوله الكريم أو التدمير الفوري لهذا النهج التكفيري، فبلادنا لم تعد تحتمل هذا التشويه والذي عانت منه لسنوات، فهؤلاء المتطرفون استغلوا حلم القيادة وصبرها ومنحها الفرصة تلو الأخرى لعلهم يعودون لرشدهم ويهتدون إلا أنهم طغوا في الأرض فسادًا وإرهابًا وتطرفًا وتحريضًا، نعم سنواجه هذا التطرف بالانخراط في الحياة الطبيعية التي كنا عليها قبل الثمانينيات الميلادية ونعود لما كان عليه آباؤنا وأجدادنا لكن برؤية معاصرة حديثه تزامن متغيرات العالم مع حفاظنا على قيمنا الإسلامية المعتدلة، وعلينا أن نعي كسعوديين بأن هناك من سيهاجم مشروعاتنا ويشيطنها وينتقص منها لأن كثيرين يخشون من نهوض بلادنا لأنها ستقضي على كل أحلامهم، لذلك تمسكوا بحلمكم أيها السعوديون ورحبوا بمن يريد أن يشاركنا حلمنا ليصبح جزءاً من عالمه وعليكم بكل من يريد تدمير أحلامنا أو النيل منها لأنه يعلم بأن نهوضنا نحو المستقبل سيغيّر مجرى تاريخ العالم لا خط ملاحياً في الخليج العربي.