جهاد الخازن

ما هو سجل الرئيس دونالد ترامب بعد تسعة أشهر له في البيت الأبيض؟ سأتجاوز فشله في مواجهة كوريا الشمالية أو إيران، وسأتجاوز ادعاءه إنجازات لم تحدث إلا في مخيلته، لأركز على قضايا أخرى.

هو هاجم الأقليات، ويريد طرد اللاجئين، كما انتقد أعضاء جمهوريين في الكونغرس وخلافه مع السيناتور جون ماكين مستمر ومتفاقم، وقد انتقده جورج بوش الابن وباراك أوباما وبيل كلينتون. هو هاجم رؤساء شركات وصحافيين اتهمهم بنشر أخبار كاذبة عنه وهي صحيحة مئة في المئة، وقضاة وموظفين يعملون له اختارهم بنفسه، ورجال الاستخبارات والتحقيق في علاقته مع روسيا وتدخلها في انتخابات الرئاسة سنة 2016.

الآن هو يهاجم عضو ديموقراطية في الكونغرس هي فرديريكا ولسون التي استمعت إلى اتصاله الهاتفي مع أرملة الجندي لا ديفيد جونسون، وقوله لها إن زوجها كان يجب أن يتوقع ما سيحدث وهو ينضم إلى القوات المسلحة. الجنرال جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض، أساء إلى نفسه وهو يدافع عن الرئيس الثرثار، فالجنرال له سجل عسكري ناصع بمقدار ما إن السجل السياسي لترامب ملوث.

أفضل رد على ترامب جاء من أنا نافارو، وهي خبيرة استراتيجية للحزب الجمهوري في فلوريدا وصديقة للسيدة ولسون. هي قالت: «الجاويش لا ديفيد جونسون يتم دفنه وهذا هو العذر الأعرج الذي ركز عليه القائد الأعلى (صفة للرئيس الأميركي). هذا مقزز».

قرأت في «نيويورك تايمز» مقالاً عن شعر أوحى به ترامب لشعراء محترفين أو هواة أميركيين. كنت أتمنى لو أنني أستطيع نقل بعضه إلى العربية شعراً، ولكن لا أستطيع، فأترجم ثلاثة أبيات فقط:

أيها الجنرالات الثلاثة الأعزاء

إذا طلب (ترامب) كرة القدم

تشابكوا بأيديكم واركعوا

ما سبق إشارة إلى حملة الرئيس ترامب على لاعبي كرة قدم أميركية من السود يركعون أثناء عزف النشيد الوطني الأميركي احتجاجاً على معاملة السود، أو تسجيلاً لما يلقون من صعوبات.

ترامب ما زال يعارض ركوع لاعبين سود، ويهدد برفع قضية على لجنة كرة القدم الوطنية، مع أن الموضوع كله احتجاج سلمي يضمنه الدستور الأميركي وتعديلاته، وليس تخريباً كما يفعل «الفوقيون» البيض الذين يؤيدون الرئيس.

ترامب دافع عن أنصاره في شارلوتسفيل، حتى بعد قتل امرأة معارضة لهم، وهو امتدح كثيراً القوات المسلحة، وبعض أهم أعضاء حكومته جنرالات سابقون. إلا أنه ينسى أحياناً، فقد هاجم الجنرال كولن باول الذي كان قائد القوات المسلحة سنة 1991 أثناء تحرير الكويت، كما هاجم الجنرال في مشاة البحرية (المارينز) جون ألِن الذي احتج على تأييد ترامب تعذيب السجناء في غوانتانامو وأماكن أخرى لانتزاع اعترافات منهم. وهو انتقد الجنرال مارتن ديمبسي الذي كان رئيس الأركان المشتركة أيام إدارة باراك أوباما، وكان ترامب قال إنه يريد توجيه ضربة عسكرية ضد سورية، محدودة الحجم والوقت، عقاباً لها على استخدام الأسلحة الكيماوية. كل ما فعل الجنرال ديمبسي أنه أرسل رسالة إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، حذّر فيها من أن القيام بعمل عسكري يتطلب أخذ احتياطات لما سيتبعه من ردود فعل.

أخيراً، ترامب قال إن المهاجرين في الولايات المتحدة واللاجئين غير الشرعيين يأخذون وظائف عمل الأميركيين، غير أن أكاديميات أميركية نشرت أرقاماً تثبت خطأه. هو قال أيضاً إن اللاجئين يزيدون عدد الجرائم المرتكبة، ومرة أخرى نُشرت أرقام تثبت أن اللاجئين يرتكبون جرائم قليلة جداً ولا تقارن بجرائم المواطنين الأميركيين. ما هي كذبة الرئيس غداً؟ ننتظر لنرى.