ريهام مازن

يبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد بدأ يُظهر شخصيته وتوجهاته من خلال عدة قرارات يتخذها ولم تكن في حسبان الكثيرين، وأول هذه القرارات الجريئة جداً كان حظر دخول مواطني 7 دول إلى الولايات المتحدة.

وأثارت الابنة الأولى إيفانكا ترامب، في لقطة سيسجلها التاريخ، موجة من الانتقادات على تويتر بنشرها صورة تجمعها مع زوجها، غير مناسبة للوقت الذي يحتشد فيه المحتجون لإدانة قرار الحظر الذي فرضه ترامب على بعض الدول العربية المسلمة.

وقد توجه الثنائي، إيفانكا ترامب وزوجها جارد كوشنر، إلى حفل عشاء في نادي ألفالفا السنوي ليلة السبت 28 يناير الماضي، مما أثار عاصفة من الاستنكار، حيث أشار المنتقدون إلى أولئك المتأثرين بالقرار التنفيذي الذي أصدره ترامب بحظر دخول مواطني 7 دول إلى الولايات المتحدة.

يذكر أن دونالد ترامب فضل عدم حضور هذا العشاء في ظل الاحتجاجات القائمة في مطارات البلاد.

وارتدى كوشنر بدلة رسمية، في حين ارتدت إيفانكا ثوباً فضياً (على شكل ورق القصدير) من الجاكار من تصميم بيت الأزياء العالمي، كارولينا هيريرا، ويبلغ ثمنه وفقاً لما نُشر 4990 دولارا، ما أثار سخرية مستخدمي تويتر من مظهرها.

وكان ترامب قد وقّع أمراً تنفيذياً يوم الجمعة 27 يناير يحظر دخول أي مواطن من العراق وسوريا وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن، إلى الولايات المتحدة مدة 90 يوما.

وتسببت هذه الخطوة التي شملت أيضا المقيمين بشكل قانوني والحاصلين على تأشيرات الدخول من تلك البلدان السبعة، في إثارة موجة من الغضب العارم على الرغم من فوز الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية بمعركة قانونية مؤقتة تمنع ترحيل المعتقلين.

وعلى أثر ذلك، تجمع آلاف المتظاهرين في مطارات الولايات المتحدة في الوقت الذي توجهت فيه إيفانكا وكوشنر لحضور الحدث الرسمي.

وكانت بعض التغريدات على إيفانكا وفستانها كالتالي: غرد كريستوفر إيلارز قائلاً: "يا له من أمر جيد، العالم يحترق والأسر تتمزق وأنت ترتدين رقائق الفويل، إنه لأمر رائع". كما كتب مستخدم آخر: "إن التفاخر بمظاهر الثروة الفاحشة يمثل انعزالاً تاماً عن الواقع".

وقام أحد المنتقدين بنشر صورة لفتاة لاجئة عبرت بحر إيجة من تركيا إلى اليونان وهي ملتفة بغطاء الطوارئ الذي يشبه ورق القصدير مثل إيفانكا، وكتب قائلاً: "إنها ترتديه بشكل أفضل".

وأثارت الصورة التي نشرتها إيفانكا على إنستجرام وتويتر العديد من الانتقادات، حيث أهان البعض تصرف إيفانكا غير المسئول، في حين قام البعض الآخر بتشويهها لعدم إدراكها للوضع الراهن.

وكتبت كيلي أكسفورد، أحد الكاتبات: "دعهم يتناولون البسكويت"، وهو اقتباس غالباً ما يُعزى إلى ماري أنطوانيت في الوقت الذي عانى خلاله الفرنسيون من الجوع في أثناء الثورة الفرنسية الكبرى.

يذكر أن عشاء نادي ألفالفا، يستقطب كبار المسئولين ونخبة المجتمع إضافة إلى كبار المتبرعين، وقد حضر جميع الرؤساء منذ عهد رونالد ريجان هذا الحدث، ولكن يُقال إن دونالد ترامب الذي تحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدة ساعة يوم السبت الماضي، تجاهل هذا الحدث.

من قلبي: الولايات المتحدة اتخذت قرارا من القرارات السيادية، إلا أن هناك محاولات لإعطاء انطباع بأن هذا القرار موجه ضد ديانة معينة.. وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يحظر سفر مواطني سبع دول إسلامية نعتبره قرار سيادي وليس موجها ضد الإسلام.

من كل قلبي: نطلب التروي قليلاً وعدم التسرع في إصدار الأحكام المتهورة، حتى نرى ما تخبئه الأيام، وحتى لا ننساق وراء الآخرين، فما يهُمنا نحن، أن مصر ليست ضمن هذه الدول المذكورة، كما سيتضح موقف ترامب من مصر، خاصة أن هناك لقاء سيجمع الرئيس المصري والأمريكي قريباً.. وإن غداً لناظره لقريب!!!