عادت شمس دبي لتشرق من جديد بعد أسبوع مملوء بالتحديات، وتابع العالم بكثير من الاهتمام الأمطار الغزيرة التي أغلقت الطرقات مؤقتاً.

صور الفيضانات أصبحت اعتيادية في عصر التغير المناخي، ولو أنها جديدة على إمارة دبي، والإمارات والخليج العربي عموماً، وإنما المختلف في دبي التي تواجه المرة الأولى تحدياً مماثلاً، هو كيفية إدارة الأزمة وحماية المواطنين في وبعد العاصفة.

فعلى الرغم من الأمطار الغزيرة التي سجلت مستويات عام كامل في 24 ساعة، فإنه لم تسجل أي حالة وفاة بين سكان الإمارة البالغ عددهم 3.5 ملايين نسمة.

وتضع حكومة دبي دائماً الإنسان في مقدمة اهتماماتها ونجاحها في حماية كل السكان على الرغم من حدة العاصفة، لذلك سارعت الإمارة إلى حماية الحقوق المادية للمقيمين أيضاً، حيث أعلن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن الإمارة على استعداد دائم للاستجابة بفعالية لأي تحدٍّ انطلاقاً من القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

ولمواجهة الخسائر المادية، وجه سمو الشيخ حمدان بن محمد بتوفير البدائل والحلول السريعة واللازمة للسكان والمقيمين، ما دفع شركات إدارة العقارات ومطوري العقارات إلى المسارعة ومن دون فرض أي رسوم إضافية إلى توفير مسكن بديل للمقيمين المتأثرين بالطقس والبدء بالمسح وإصلاح الأضرار التي خلفتها العاصفة لتستجيب شركة «إعمار» المطور العقاري الأكبر في دبي عبر إطلاق مبادرة لترميم جميع المساكن ضمن مجتمعاتها ومن دون أي تكاليف.

كما حرصت حكومة دبي على احتواء الأزمة إنسانياً ومادياً ومعنوياً حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، وهنا تتكشف ملامح قطاع اقتصادي جديد قد يشهد تطوراً ملحوظاً في المرحلة المقبلة وهو «قطاع التأمين»، فلم تكد تمر العاصفة حتى ارتفعت الطلبات على تأمين المنازل والسيارات عشرات الأضعاف، في مؤشر حيوي، يثبت مرة جديدة قدرة دبي بقيادتها الحكيمة على إدارة حتى أصعب الكوارث الطبيعية وجعل أي أزمة محطةً، ليس فقط لتفادي الأزمات مستقبلاً، وإنما أيضاً محطة لتحويل السلبية إلى إيجابية تولد نمواً اقتصادياً، بينما الأمن والأمان والراحة والثقة عناوين ثابثة لدى الشعب، فلا تسألونا بعد اليوم لمَ نختار دبي ونحب دبي ولمَ تتربع دبي على عرش أفضل المدن عالمياً.