خلال حضوري افتتاح منتدى المحميات الطبيعية في المملكة «حمى ٢٤»، الذي نظمه المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أمس، كان لافتاً تلخيص أهداف المنتدى في لوحة مسرحية فنية إبداعية، كما برز أثر التحول الذي تقوده إصلاحات الرؤية في المجال البيئي من خلال التشريعات وتعديلات الأنظمة وإنشاء المراكز الوطنية المتخصصة في حماية البيئة !

خلال الجولة في المعرض المصاحب حرصت على التوقف عند منصتي القوات الخاصة للأمن البيئي وهيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز، سألت الضابط المختص عن اللبس الحاصل عند كثيرين في تعريف الغطاء النباتي في مخالفات إشعال النار، فكان جوابه قاطعاً أن إشعال النار على الأرض في الصحراء ممنوع في كل الأحوال ويستلزم استخدام وعاء فاصل أو «منقد»، وأشار إلى أن النظام واحد والهدف واحد هو حماية الغطاء النباتي واستعادته !

في منصة هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز قلت لإبراهيم الفيصل إن قطع مسافة طويلة تستغرق ساعات عديدة من الرياض للوصول إلى محمية الصمان ثم الخروج منها قبل الساعة السادسة مساء يبدو غير واقعي خاصة لمن اعتادوا قضاء بضعة أيام فيها خلال مواسم الأمطار والربيع، فسألني متى زرت الصمان آخر مرة فأجبته قبل عدة سنوات، فطلب مني مشاهدة لقطات من عرض مرئي توضح سوء حال فياض الصمان بعد أن دمرها بعض المتنزهين غير الملتزمين بالحفاظ على البيئة. وأضاف بأن الهدف هو الحفاظ على المحمية واستعادة بريقها، والحقيقة أن المشاهد كانت صادمة خاصة وأنني أحمل ذكريات جميلة عن الصمان وطبيعتها الساحرة، لكن يبدو أن سهولة الوصول إليها بعد انتشار استخدام أجهزة وتطبيقات الخرائط سهل الضغط على بيئتها !

في كل الأحوال فهمت أن إجراءات حماية المحميات والمواقع والمنتزهات الطبيعية تتخذ وفق الحالة الراهنة وحسب استعادة الطبيعة لعافيتها، ولا ننسى أنها إجراءات تسعى لإصلاح ضرر تراكم عبر سنوات طويلة !

المبشر أن الأرض تتعافى سريعاً والعمل المحترف للجهات المختصة بحماية البيئة وتطبيق أنظمة أمنها واستخداماتها يؤتي ثماره، وما كان يبدو مستحيلاً يتحقق بالفعل على أرض الواقع !