لدينا شهر آيار ، عيد العمال وموسم الورود والحدائق الغناء.. شعبيته الدولية طاغية .. وهناك شهر كانون الأول ، يوم ميلاد السيد المسيح، ومئات الملايين تحتفل به. وللصين يومها الخاص في المناسبة. ولدينا تموز شهر الثورة الفرنسية الكبرى، ورموزها فولتير وكتاّب الانسكلوبيديا، وروبيسبير، وبعدهم نابليون الأول... وعراقياً هو شهر ثورة 14 تموز 1958 التي فجرتها سياسات نوري السعيد القمعية، وما تلت يوم الثورة من أحداث مأساوية وتخبطاتسياسية وصراعات دموية الى جانب منجزات هامة في مختلف الميادين ، ومن ذلك وصول أول امرأة (نزيهة الدليمي) الى الوزارة، وقانون الأحوالالشخصية المدنية المتطور، الذي تحاول قوى الإسلام السياسي الالتفاف عليه وتصفيته.... ثم انقلاب 8 شباط الفاشي ، وتداعياته على كل الأصعدة... وهناك عيد ثورة أكتوبر الروسية التي لا يزال لها عشاقها ومن يقابلهم من قوى تدين جرائم ستالين، وترحب بخطوات غورباتشيف، وتأسف لكيفية تفكك الاتحاد السوفيتي... وفي العراق لدينا كانون الثاني ، شهر الوثبة الكبرى ضد معاهدة بورتسموث . وأما شباط الذي يحل اليوم ، فهو بالنسبة للعراقيين شهر الدم والدموع وتصفيات القيادات الشعبية ، مرة عام 1949 ولا سيماعام 1963، حين فقدت الحركة اليسارية قادة لامعين، ومناضلين مضحين، يمجدهم تاريخ العراق الحديث ... وهذا من دون ما جرى اقترافه من أخطاءوتجاوزات وانحرافات.... ويمر اليوم شباط في عراق مضطرب وسط أزماتعارمة في المنطقة لها تأثيراتها على الوضع العراقي. وموضوع الانتخابات هو مدار ضجيج اليوم ، وأخر ذلك من يطالبون بان يكون المرشح ذا شهادة أكاديمية عليا، وهو اشتراط غريب. نعم يجب ان يتمتع النائب بثقافة ومراس سياسيين لحد معين ، وهذا لا يعني بالضرورة شهادة جامعية عليا، فهناك من حملة الشهادات من يفتقدون لأوليات البصيرة والمراس السياسيين ، وفي الحركة السياسية العراقية برز مناضلون أكفاء لم يكونوا من حملة الشهادات العليا.فماذا نأمل من شهر شباط في خضم الأزمات الكبرى ، وتراجع مبدأ المواطنة وانتشار الفساد وطغيان الطائفية والهوس الفئوي؟؟؟