نبيل شرف الدين من القاهرة : في الوقت الذي أعلن فيه سبعة من نشطاء الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) الانسحاب منها، فقد اعتبر مراقبون للشأن المصري الداخلي أن انسحاب هؤلاء المحسوبين على حزب العمل الإسلامي المجمد، يعكس رغبتهم في اختطاف الحركة من خلال فرض أجندتهم الأيديولوجية على أنشطتها، واستخدامها كأداة ضغط بيد جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; المحظورة التي كانت تتحالف مع الحزب المجمدة أنشطته، خاصة وأن المنسحبين اتهموا قيادات (كفاية) بما أسماه أحدهم quot;الحقد على الإسلامquot;، وهي ـ كما هو واضح ـ لغة لم تكن ضمن أدبيات الحركة الاحتجاجية من قبل .

وبينما تحدثت مصادر صحافية عن اعتزام المنسحبين من الحركة تأسيس (كفاية إسلامية)، فقد أصدر هؤلاء بيانا برروا فيه موقفهم بأن البعض من مؤسسي الحركة يقوم بإدارتها منذ تأسيسها بشكل غير مؤسسي، وأن الحركة اقتصر تمثيلها في المؤتمرات الجماهيرية والأحاديث التلفزيونية والصحافية في ظل حبس الحركة داخل مقرهاquot;، وفق ما ورد في بيان المنسحبين .

توابع أزمة الحجاب

وقد كشف بيان المنسحبين عن السبب الحقيقي وراء قرارهم الذي يهدد بتمزيق صفوف أولى وكبرى الحركات الاحتجاجية في مصر بل والمنطقة مشيرين إلى موقف الحركة من أزمة تصريحات وزير الثقافة فاروق حسني حول الحجاب، حين وصفت الحركة موقف المتحرشين بالوزير بأنه يشكل quot;مكارثية جديدة باسم الدينquot;، وهو الموقف الذي أثار ـ في ما يبدو ـ حفيظة المحسوبين على التيار الإسلامي وهو ما تحدث عنه المنسحبون في بيانهم بقولهم إنه كان بمثابة quot;القشة التي قصمت ظهر البعير، حين صدر بيان صادم للشعب في موضوع بعيد عن أولويات الحركة، وبمضمون بعيد عن أولويات الحركة ويتعارض مع رأي قطاع كبير من بين أعضائها، والأهم أنه قد صدر دون الرجوع للجنة التنسيقية للحركةquot; .

وعبر موقعها على الإنترنت أصدرت (كفاية) بياناً قالت فيه : quot;في هذه اللحظة الحرجة التي تشن فيها صحف النظام وأجهزة اعلامه حملة تشويه للحركة، تستهدف النيل منها وهز صمودها في مواجهة الفساد والاستبداد ومخطط التوريث، تتوجه الحركة الى كل المخلصين من ابنائها ,على امتداد الارض المصرية, ولكل اصدقائها, ومحبيها بالنداء للاحتشاد في مظاهرة الاحزاب والحركات الوطنية, في الذكرى الثانية لانطلاقة الحركة ,أمام دار القضاء العالي .يوم الثلاثاء القادم الموافق 12-12-2006 الثانية ظهراً.

هذا وقد وقع بيان المنسحبين كل من: جمال أسعد عبد الملاك (وهو ناشط قبطي سبق له التحالف مع الإخوان المسلمين وخوض الانتخابات على قائمتهم)، ومجدي أحمد حسين، ومجدي قرقر، (وهما من قادة حزب العمل الإسلامي المجمد)، ومحسن درديري، وعبدالجليل مصطفى، ومحمد شرف، ويحيى القزاز .

كفاية وأخواتها

ويأتي هذا الانشقاق في أعقاب اتهامات حادة وجهها إسلاميون، وراديكاليون يساريون، إلى منسق الحركة جورج اسحق قائلين إنه شارك في عدة مؤتمرات دولية حضرها إسرائيليون، ومع ذلك فقد نفى اسحق وجود انشقاقات في الحركة وقال إن هذه أمور طبيعية داخل حركة سياسية معارضة وكل ما يطرح من آراء موضع احترام وتقدير، غير أنه أكد نبأ استقالة سبعة من قيادات الحركة الفاعلين، لافتا إلى أن الاستقالات سوف تعرض على المؤتمر العام للحركة .

وفي معرض تعقيبه على اتهامات المنسحبين بشأن موقف (كفاية) من أزمة الحجاب الأخيرة، قال اسحق إن اللجنة التنسيقية للحركة سبق وأكدت ضوابط هامة، منها أن البيان تحت عنوان : quot;حركة كفاية تحذر من مكارثية جديدة باسم الدينquot; هو مشروع بيان سيعرض على اللجنة التنسيقية في اجتماعها المقبل، ولم تتم الموافقة عليه بعد، وحدث خطأ في تحديد وقت عرضه. وعرضت اللجنة التنسيقية اقتراحا بتقليص عدد أعضائها إلى النصف من الأعضاء الذين يملكون الوقت والطاقة للعمل على أن تتشكل quot;لجنة استشاريةquot; من الشخصيات العامة تجتمع كل ستة شهور للتداول حول نشاط الحركة وبرنامج العمل، والتفعيل الفوري لدور اللجنة المالية .

تجدر الإشارة إلى أن حركة كفاية تأسست في أيلول (سبتمبر) من العام 2004، ونشأت كمظلة أو ائتلاف بين أشخاص ينتمون إلى شتى تيارات الفكر والسياسية في مصر، وأسسها نشطاء ومفكرون ينتمون لتيار اليسار الناصري والماركسي، والتيار الديمقراطي الاجتماعي والليبرالي التقدمي، وحركة الإخوان المسلمين، وتمكنت منذ ظهورها على مسرح الأحداث الداخلية في مصر، تحريك ركود الحياة السياسية عبر تبنيها قضية رفض التمديد لرئاسة حسني مبارك، وتوريث الحكم لابنه جمال