أميركا: لم نعط فرنسا الضوء الأخضر لرعاية عملية السلام
القمة الرباعية تنهي أعمالها والأسد يعلن تأجيل المحادثات مع إسرائيل

ساركوزي سيسلم الاسد رسالة من والد شاليط لايصالها لابنه

القمة الرباعية تترجم طموح فرنسا إلى دور في الشرق
ساركوزي في دمشق بأعين مفتوحة على الأسد

الرئيس ساركوزي يصل الى دمشق

إسرائيل تدعو أوروبا الى توخي الحذر الشديد مع سوريا
الاسد: القمة الرباعية تصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة

المطالبة بقضية المعتقلين لن يسمعها ساركوزي في دمشق

دمشق، وكالات:غادر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ظهر الخميس دمشق إثر إنتهاء أعمال القمة الرباعية التي ضمته الى نظيره السوري بشار الأسد وأمير قطر ورئيس وزراء تركيا كما افاد مصدر من الوفد الفرنسي الموافق له.وكان أكد الأسد أكد ان العمل جار لوضع quot;ورقة مبادئquot; تكون اساسًا لمفاوضات مباشرة مع اسرائيل وقال الرئيس السوري quot;نبحث عن صيغة ورقة مبادئ عامة لعملية السلام تكون اساسًا للمفاوضات المباشرة مع اسرائيلquot;. واضاف quot;حددنا ست نقاط ووضعناها وديعة عند الجانب التركيquot; بانتظار ان تسلمه اسرائيل نقاطها. وقال quot;سيكون ردنا الايجابي على النقاط التي تطرحها اسرائيل (...) وننتقل مباشرة الى المفاوضات المباشرةquot;. واوضح الرئيس السوري أن هذا الانتقال سيجري quot;بعد قيام ادارة اميركية جديدة مقتنعة بعملية السلامquot;.

وقال quot;نتحدث عن دور اميركي ضروري في عملية السلامquot; الى جانب الدور الفرنسي مشددًا على quot;ان تركيا ستبقى الشريك الاساسي في عملية السلام في هذه المرحلة (المفاوضات غير المباشرة) والمرحلة المقبلة (المفاوضات المباشرة)quot;. وقال quot;ننتظر الانتخابات الاسرائيلية لكي تحدد مستقبل المرحلة لكي نطمئن. نريد الدعم من كل الدول واساسا من فرنسا وقطر وتركيا لكي نطمئن الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المقبل سيسير في نفس اتجاه اولمرت (ايهود) من خلال استعداده للانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة لكي يتحقق السلامquot;.

واشار الاسد الى ان جولة المفاوضات غير المباشرة الخامسة التي ارجئت كانت ستمثل quot;مرحلة حساسةquot; وقال quot;سنتمكن حسب ما نأمل في الجولة الخامسة من تحقيق شيء واضحquot;.

لبنان وفلسطين

وتطرق الاسد الى المسارين الفلسطيني واللبناني في هذه العملية. وقال quot;المسار الفلسطيني حيوي بالنسبة للمسار السوري. لا نريد ان نحقق اتفاقية سلام انما نريد السلامquot; معربا عن تمنيه بان تدعم كل الدول المسار الفلسطيني quot;ليكون داعما لا معرقلا للمسار السوريquot; مؤكدا quot;الاتفاقquot; مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ذلك.

وبشان المسار اللبناني اكد الاسد ان الرئيس ميشال سليمان وافق على الانضمام الى المفاوضات عندما تنتقل الى مرحتلها المباشرة. وقال quot;خلال زيارة سليمان دمشق (13 آب/اغسطس) تحدثنا عن ضرورة دخول لبنان في هذه العملية لكن في مرحلتها المباشرةquot;. واضاف quot;الرئيس سليمان موافق ومتفق معي على هذه النقطةquot;.

وقالأن لا عودة للإستقرار في لبنان بدون القضاء على quot;مشكلة التطرف في شمال لبنانquot; الذي تدعمه quot;دولquot; لم يسمها. وقال في كلمة ألقاها في إفتتاح القمة quot;أي شيء إيجابي في لبنان لا قيمة له دون حل مشكلة التطرف في شمال لبنان الذي تدعمه دولquot;. وتابع ان quot;الوضع في لبنان ما زال هشًا (...) نحن قلقون مما يحصل في طرابلسquot;. وتشهد طرابلس منذ اشهر اشتباكات تندلع من حين لآخر بين ابناء الطائفة العلوية ومجموعات سنية ادت الى وقوع قتلى وجرحى.

ساركوزي: ايران تجازف كثيرا

بدوره اعتبرالرئيس الفرنسي نيكولاساركوزي ان ايران quot;تجازف كثيراquot; عبر محاولتها امتلاك السلاح النووي لان اسرائيل يمكن ان توجه quot;ضربةquot; اليها وستحل عندها quot;الكارثةquot;. وقال ساركوزي quot;ايران تجازف كثيرا عبر استمرارها في عملية الحصول على القدرة النووية العسكرية اذ يوما ما ومهما كانت الحكومة الاسرائيلية قد توجه اسرائيل ضربةquot; الى ايران. واضاف quot;الامر لا يتعلق بمعرفة ما اذا كان الامر مشروعا او ذكيا ام لا. ماذا نفعل عندها؟ ستحل كارثة ويجب تجنب حلول هذه الكارثةquot;.

وكانت نقلت الفضائية السورية مباشرة وصول كلا من ساركوزي الذي ترئس بلاده حاليا الإتحاد الأوروبي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي ترئس بلاده مجلس التعاون الخليجي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى القصر الرئاسي. ويجري البلدان منذ أيار/مايو مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية بعد توقف إستمر ثماني سنوات. وتعقد هذه القمة quot;بمبادرة من سورياquot; كما سبق لقصر الإليزيه (الرئاسة الفرنسية) أن أعلن.

ووعد ساركوزي الذي وصل إلى سورية في 3 سبتمبر بأنه سيساعد نظيره السوري على عقد اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي. وأشارت صحف فرنسية إلى أن الهدف الذي يصبو إليه ساركوزي هو quot;فصل سورية عن إيرانquot;.

المفاوضات السورية الاسرائيلية

وكان أبلغ الأسد نظيره الفرنسي أن جولة خامسة من المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل كانت مقررة في السابع من سبتمبر/أيلول في اسطنبول قد ألغيت بسبب الوضع الداخلي في إسرائيل. وقال مصدر فرنسي إن سبب إلغاء هذه الجولة هو استقالة المفاوض الإسرائيلي يورام توروبيوتز. وأشار المصدر إلى شعور السوريين بالإحباط لأن هذه الجولة كانت ستكون مهمة وستتناول ترسيم الحدود بين إسرائيل وسوريا عند بحيرة طبريا. وأوضح المصدر أن ساركوزي قال للرئيس السوري إن فرنسا تدعو إلى ضرورة مواصلة المحاولة للبقاء على وتيرة المحادثات.

وكان الرئيس الأسد قد أعلن أنه طلب من فرنسا أن تشكل دورًا في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي تتم حتى الآن برعاية تركيا وحدها، وقد أكد ساركوزي استعداد بلاده لأداء هذا الدور. وردًا على سؤال عن موعد بدء المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وشروط الإنتقال إلى هذه المرحلة، شبه الرئيس السوري المفاوضات بعملية تشييد بناء لا يمكن إقامته بدون أساسات قوية.

وقال إننا في مرحلة وضع الأساس، يعني بناء الثقة بين أطراف عملية السلام، ثم علينا تحديد الأسس والمرجعيات التي ستعتمد عليها المفاوضات المباشرة، مشيرًا إلى ضرورة وجود هذه العناصر كي يستطيع الجانبان الإنتقال إلى المفاوضات المباشرة، مؤكدًا أن هذه المرحلة بحاجة إلى وجود الولايات المتحدة مع مشاركين آخرين في رعاية عملية السلام.

من جهته، قال ساركوزي إن المحادثات التي أجراها مساء الأربعاء مع نظيره السوري بشار الأسد في دمشق كانت صريحة. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الأسد في ختام القمة الثنائية إن سوريا أوفت بما تعهدت بتنفيذه بشأن الملف اللبناني، في إشارة إلى تسهيلها انتخاب رئيس للجمهورية وموافقتها على التبادل الدبلوماسي، داعيا الجانب السوري إلى مواصلة ما وصفه بالتطور الإيجابي. وأضاف ساركوزي أنه تطرق مع نظيره السوري إلى المحكمة الدولية المعنية بمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وقضايا حقوق الإنسان ومواضيع أخرى، من دون أن يعطي تفاصيل إضافية.

المعتقلون السياسيون

زتزامنت زيارة الرئيس الفرنسي مع محاكمة سورية 12 ناشطًا، من معتقلي quot;المجلس الوطني لإعلان دمشقquot;، ومن بينهم عضو البرلمان السابق، رياض سيف، وفق المنظمة. ويواجه المعتقلون تهماً بدوافع سياسي، مثل إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية بالإضافة إلى نشر أخبار مضللة، ومن المقرر أن تعقد المحكمة جلستها التالية في 26 سبتمبر/أيلول الجاري، طبقاً لـquot;هيومان رايتس ووتش.quot; وتعتقل سلطات دمشق كذلك الناشطين، ميشيل كيلو ومحمود عيسى، اللذين يقضيان عقوبة بالسجن إثر دعوتهما لإصلاح العلاقات بين لبنان وسوريا.

وتعرض كيلو، 68 عاماً، للتوقيف في 14 أيار/مايو 2006 إثر توقيعه إعلان quot;بيروت - دمشق، دمشق - بيروتquot; الداعي إلى إصلاح العلاقات بين البلدين، ذلك أن السلطات السورية انتقدت هذه المبادرة وأدانت موقعيها الأساسيين بتهمة quot;إضعاف الشعور القوميquot;، وحكم على كيلو بالسجن لمدة ثلاثة أعوام. وأضافت وايتسون: quot;ميشيل كيلو ومحمود عيسى سجنا لمطالبتهما بنفس مطلب ساركوزي من الأسد.quot;

وفي ما يتعلق بقانون الأحكام العرفية، الذي فرض منذ الثامن مارس/آذار عام 1963، فإنه ما زال ساريًا على الرغم من مضي 45 عامًا، وامتدت آثار قانون الطوارئ لتشمل كافة ميادين الحياة، بما في ذلك فرض الرقابة على وسائل الإعلام، وتعرض الصحفيين للاعتقال والسجن. وقالت المنظمة الحقوقية إن هيمنة النظام السوري على المعلومة انعكس بشكل واضح في انعدام معلومات بشأن أحداث quot;صيدياناquot; في يوليو/تموز، حيث فتحت الشرطة العسكرية نيرانها أسلحتها لإخماد التمرد في السجن العسكري.

ورغم مرور شهر على الأحداث، إلا أن الحكومة تتكتم تماماً بشأن كيفية إنهاء التمرد، ولم تكشف حتى اللحظة عن أعداد أو أسماء الضحايا الذين سقطوا ما بين قتيل وجريح، وفق المنظمة. وتحصلت quot;هيومان رايتس ووتشquot; على أسماء تسعة ضحايا، فيما أشارت منظمات حقوق الإنسان السورية إلى سقوط 25 قتيلاً. ولفتت المنظمة أن عائلات المعتقلين أخفقت في الحصول على معلومات تحدد مصيرهم.

أميركا: لم نعط فرنسا الضوء الأخضر

في المقابل أشار رئيس قسم الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الاميركية جون سوليفان الى ان الحديث حول ضوء أخضر من أميركا لفرنسا لتكون راعيا مباشرا في عملية السلام بين سوريا واسرائيل quot;شائعة لا أساس لها من الصحةquot;.

وفي حديث الى صحيفة quot;الشرق الأوسطquot;، شدد سوليفان على أن quot;الولايات المتحدة الاميركية لم تعط ضوءا اخضر لأحد، كما لم يسألنا احد ان نعطي له الضوء الاخضر. ولم تسألنا فرنسا ان تتحرك وتأخذ المبادرة وترعى مفاوضات السلام، ولا ادري من اين أتت هذه التقاريرquot;. وقال: quot;نشجع المفاوضات طالما ان هدفها تحقيق السلام، وبناء علاقات ثقة بين اسرائيل وجيرانهاquot;.

وعما إذا كانت واشنطن تؤيد ان تشاركها فرنسا جهودها للرعاية المباشرة لمباحثات السلام في المنطقة، قال سوليفان: quot;لم يسألنا احد بعد حول رعاية المباحثات معنا، ويجب ان نناقش هذا مستقبلا إذا طرحquot;.