إعتقال إنتحارية والحكيم تحدث بالحشود عن تزوير في الإنتخابات
ملايين أحيوا زيارة أربعين الحسين وتعزيزات عسكرية حمت أمنهم
طالباني يقود مفاوضات لحل أزمة استقالات قياديي حزبه
أسامة مهدي من لندن: فيما قال مسؤولون عراقيون إن عددهم وصل إلى الأربعة ملايين زائر فقد شارك هؤلاء في مدينة كربلاء بإحياء مراسم أربعينية الإمام الحسين بحماية 30 ألف عسكري تم تعزيزهم بقوات من محافظات أخرى وبطائرات ورجال قناصة، فيما بدأت مئات الحافلات التي خصصتها الدولة بإعادة المشاركين إلى محافظاتهم مع إنتهاء المراسم ظهر أمس. فقد وصلت إحتفالات أربعينية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ثالث الأئمة لدى المسلمين الشيعة ذروتها اليوم بعد عشرة أيام من بدء زحف مئات الآلاف من مختلف المدن العراقية نحو مدينة كربلاء (110 كم جنوب غرب بغداد) التي وصلها معظمهم سيرًا على الأقدام قطع بعضهم مئات الكيلومترات، وذلك على الرغم من تعرضهم لأربع عمليات تفجير إنتحارية حصدت أرواح العشرات منهم خلال الأيام القلية الماضية. كما وصلت إلى كربلاء وفود من الزائرين من أوروبا وبريطانيا وإيران وباكستان ودول عربية عدة منها البحرين ومصر والإمارات وإفريقية كتنزانيا وجزر القمر حيث وصل عدد الزائرين الأجانب الى 120 ألفًا.
وقد خاطب عمار الحكيم نجل زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي حشود المشاركين في الزيارة بكلمة اشار فيها الى الاهداف التي استشهد من اجلها الامام الحسين لاعلاء كلمة الاسلام، داعيًا الى التمسك بهذه الاهداف . وانتقد في كلمته الليلة الماضية أداء مفوضية الانتخابات العراقية مطالبًا إياها بالتعاطي بجدية مع الطعون التي قدمتها كيانات سياسية حول نتائج الانتخابات. وأكد حدوث عمليات تزوير من قبل أطراف نافذة في المفوضية لم يسمها . واضاف أن النتائج المحلية لم تكن بتلك الدقة المطلوبة، مشيرًا إلى مشكلة واجهها المئات من الناخبين ممن لم يجدوا أسمائهم في سجلات الناخبين.
وعن تعرض الزوار لتفجيرات عدة قال وزير الداخلية جواد البولاني خلال تفقده للاجراءات الامنية في كربلاء امس أن أي جهاز أمني في العالم لا يمكن له توفير الحماية الأمنية بنسبة 100% إلى ملايين الزوار خصوصًا أن اغلبهم يسلكون مناطق صحراوية ووعرة لسهولة وصولهم إلى كربلاء . واضاف ان وزارة الداخلية بحاجة إلى وضع آلية لتحديد حركة هذه الحشود المليونية وقال إن جزءًا من هذه الآلية يحتاج إلى جهد استخباري كبير باعتبار أن الساحة الأمنية العراقية تشهد انتشار العديد من القوات الأمنية ومن مختلف الأجهزة .
وأدت اربع هجمات ضد الزوار المتوجهين الى مدينة كربلاء مؤخرًا الى مقتل 46 شخصًا واصابة عشرات اخرين بجروح بينها مقتل ثمانية اشخاص واصيب 56 اخرين بانفجار قنبلة الخميس الماضي في وسط كربلاء. وقد عززت السلطات العراقية الاجراءات الامنية في كربلاء حيث تم نشر اكثر من 30 الف عسكري في انحاء المدينة وحولها ووضعت قوات الجيش والشرطة في حالة استنفار قصوى .
واليوم قام ثلاثون الف عنصر من الجيش والشرطة وعدد من رجال الاستخبارات والقناصة، اضافة الى الكلاب البوليسية في المدينة التي قسمت الى ثمانية قواطع وفرضت ثلاثة اطواق امنية حولها بحماية الزوار الذين بلغ عددهم الاربعة ملايين. كما انتشرت قوة خاصة مكونة من فوج لمكافحة الشغب في المنطقة القريبة من العتبات المقدسة مزودة بهراوات صاعقة وغازات مسيلة للدموع للتدخل في حالة حصول فوضى وشغب فيما تم نشر كاميرات مراقبة في عموم المحافظة إضافة إلى إشراك مفارز الكلاب البوليسية و1500 عنصر من الشرطة النسوية تم توزيعهن في جميع المناطق التي يتطلب فيها تفتيش النساء. وتم كذلك تهيئة خمسة آلاف من العناصر الأمنية كقوة للتدخل السريع عند الحالات الطارئة على 10 مواقع استراتيجية اضافة لثلاثة أفواج مختصة بمكافحة الشغب.
واشتركت طائرات عراقية في تامين المناطق الصحراوية والمسطحات المائية والبساتين ومسالك الطرق التي سلكها الزائرون الى كربلاء والذين قدم معظمهم سيرًا على الاقدام من مختلف محافظات البلاد . ومنعت السلطات المحلية دخول العجلات والدراجات النارية إلى مركز المدينة القديمة المحيطة بمرقدي الإمامين الحسين واخيه العباس وحددت الدخول بالعجلات التابعة للأجهزة الأمنية والخدمية .
واضافة الى ذلك نفذت دائرة صحة كربلاء خطة طوارئ مستنفرة جميع ملاكاتها الطبية والصحية والخدمية من خلال استخدام 124 سيارة منها 57 للاسعاف و67 اخرى خدمية تابعة إلى دائرة الصحة مقامت بتقديم الخدمات الصحية والعلاجية للزائرين.
وتعتبر زيارة الأربعين من أبرز المناسبات الدينية لدى المسلمين الشيعة وتأتي بعد مرور أربعين يوما على ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب ثالث الائمة لدى الشيعة في معركة الطف في العاشر من محرم عام 61 للهجرة (680 للميلاد) حيث يتوافد مئات الآلاف منهم في كل عام لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء ويصل معظمهم سيرًا على الأقدام وهو ما يتطلب استنفار الدوائر الأمنية والخدمية في المحافظة لتوفير الأمن والخدمات لهذا العدد الكبير من الزائرين.
التعليقات