أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في عددها الصادر الجمعة عن أن المترجمين العراقيين الذين يعملون مع الجيش الأميركي في بغداد قد ٌسمح لهم مرة أخرى بأن يخفوا هويتهم أثناء القيام ببعض المهمات، وذلك بعد أن أصدر البنتاغون قرارا ً بمنح قادة الكتائب سلطة تقدير الأمور من أجل تجاهل السياسة التي كانت تتبع من قبل، وبموجبها كان يحظر على المترجمين ارتداء أقنعة وجه للتخفي وحماية أنفسهم من خطر فقدان أرواحهم خلال القيام ببعض المهام شديدة المخاطر.

وقالت الصحيفة أن الأميرال مايكل مولين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، كان قد كشف الشهر الماضي عن حدوث تراجع في خطاب قام بإرساله إلى السيناتور رون وايدين. لكن عدد كبير من المترجمين والجنود الأميركيين في بغداد قالوا أنهم لم يكونوا على دراية بأن قادة الكتائب كان بإمكانهم رفع الحظر عن ارتداء الأقنعة خلال القيام بـ quot;مهام عالية الخطورةquot;. وقال بايدن في بيان صحافي له مشيرا لمرونة السياسة الجديدة التي تم منحها للقادة :quot; من الواضح ان الوضع في العراق سائل للغاية ما يحول الأمر لأمر شبه مستحيل فيما يتعلق بإمكانية اتخاذ قرارات مؤكدة في هذا الشأن. وقد منحتنا تلك السلطة الجديدة فرصة كبيرة من أجل المساعدة في إنقاذ حياة الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم لمساعدة قواتنا وبلادناquot;.

وقالت الصحيفة أنه بعد إقرار الجيش الأميركي لحظر استخدام الأقنعة في شهر سبتمبر الماضي، قال بعض الضباط أن السياسة الجديدة تعكس تقييم ذو نظرة تفاؤلية شاملة للوضع الأمني في العراق. وأشارت الصحيفة إلى أن موجات العنف شهدت تراجعا ملحوظا في البلاد خلال الأشهر الأخيرة، لكن التفجيرات والاغتيالات لا زالت تحدث بصفة يومية. كما أكدت الصحيفة على أن قادة الكتائب ، الذين يشرفون على عدد جنود يتراوح ما بين 500 إلى 800 ، لا يمكنهم تفويض عملية رفع الحظر على الضباط الصغار.

وقال بعض الجنود الأميركان أنهم يفرضون الحظر بشكل رخو أو لا يفرضونه على الإطلاق. وقال قائد بالجيش الأميركي متواجد في بغداد، بعد أن رفض الإفصاح عن هويته :quot; إن إخبار المترجم بأن بلاده آمنة عندما لا يشعر بأنها كذلك هو مجرد أمر طنان، ليس أكثر أو أقل quot;. وقال كيرك جونسون، مدير منظمة المشاريع القائمة لإعادة توطين العراقيين الحلفاء التي تساعد العراقيين الذين يعملون لصالح الحكومة الأميركية، أن السياسة الجديدة لا توفر الحماية للمترجمين. وقال :quot; إذا كنت تعمل كمترجم عراقي جنبا الي جنب مع جنودنا، فلا يوجد ما يقال عنه أنه مهمة شديدة المخاطر، فكل مهمة يتم القيام بها هناك هي مهمة شديدة المخاطرquot;.