تشييع كبير ولحظات من التأثر لاتنسى
عمو بابا يعود الى ملعب الشعب محمولا على آلة حدباء

عبد الجبار العتابي من بغداد :ودع العراقيون صباح الجمعة ابن العراق البار وشيخ المدربين العراقيين عمو بابا ، في تشييع رسمي وشعبي كبير جرى في ملعب الشعب الدولي ببغداد ، انسكبت خلاله المشاعر ساخنة وعلت الملامح علامات الحزن والاسى ، واغرورقت العيون بدموع الفقد والالم ، كان هناك لاعبون من مختلف الاجيال ، سواء الذين لعب معهم او الذين دربهم عبر العقود الثلاثة المنصرمة بالاضافة الى تلاميذ مدرسته الكروية الذي حضروا رافعين احزانهم على يافطات صغيرة مع صورالراحل ، وكان هناك مسؤولون حكوميون مدنيون وعسكريون ، كلهم جاءوا للاقتراب من عمو بابا وبث عواطفهم ومحبتهم او تصفح ذكرياتهم معه ، وينعونه مواطنا ولاعبا ومدربا ، ويؤكدون على سيرته الوطنية النظيفة واخلاصه لوطنه ولعمله .

كان التشييع مثيرا في تفاصيله التي بدأت منذ وقت مبكر في المنطقة الخلفية للملعب الذي شهد مراحل عديدة من مسيرته وعلاقته مع كرة القدم ، والذي اوصى الراحل ان يدفن فيه كي يسمع اصوات اللاعبين ونداءات الجمهور ، حيث يمكن ملاحظة التأثر واضحا على الملعب ذاته الذي اكتسى بالصمت والسكون ، وعلى وجه كل من حضر ، هازين الرؤوس حزنا واسفا على الفقدان ، ومعبرين بالصمت والكلام عن الخسارة التي لحقت بالرياضة العراقية بغيابه الابدي ، وكان الصورة الاكثر اثارة هي لحظة دخول الجثمان محمولا على الاكف من بوابة الملعب الرئيسية ، مع نداءات (الله اكبر .. ، لا اله الى الله) ، وتدافعت الاجساد نحوه كل يريد ان يشارك في حمل النعش كأنهم يستذكرون تلك اللحظات التي كانوا يحملون عمو بابا فيها على الاكتاف حين يحقق انجازا ، هكذا كانت الصور تتراءى ، ومر الموكب تحت الزحام ليطرح الجثمان امام المنصة التي وقف فيها ممثلو الحكومة والمؤسسات الرياضية وغير الرياضية ، يتقدمهم نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي وممثل عن رئيس الوزراء ، ورئيس لجنة الرياضة والشباب في مجلس النواب العراقي اللاعب الدولي السابق احمد راضي وعصام الديوان وكيل وزارة الشباب والرياضة وقائد عمليات بغداد الفريق اول الركن عبود كنبر والناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا ، ولانه ضابط في الجيش العراقي فقد عزفت له فرقة الجيش موسيقى جنائزية ، ثم القى عادل عبد المهدي كلمة قال فيها : باسم فخامة رئيس الجمهورية والحكومة العراقية والشعب العراقي نعزي عائلة الفقيد ، هذا البطل الذي رفع اسم العراق في هذا الملعب وفي ملعب (الكشافة) وملاعب العراق كافة ، على مدى مسيرة نصف قرن لاعبا ومدربا ومدرسا وانسانا واخا وابا ، عمو بابا لن ينساه الشعب العراقي وسيبقى اسمه عاليا لانه قدم للعراق ما لم يقدمه الكثيرون ، قدم للعراق انتصارات رائعة طالما صفق لها العراقيون ، واضاف : احببناه من القلب ، ونحبه اليوم ونحن نودعه من القلب ، نقول له وداعا يل عمو بابا بأسم الشعب العراقي وبأسم الحكومة العراقية وباسم اخوانك الرياضيين الذين سيواصلون رسالتك ايفاء منهم لك وستبقى في قله دائما عزيزا كريما ، اسكنك الله فسيح جناته ، ثم قرأ الدكتور عبد المهدي سورة الفاتحة على روح الراحل العزيز .

ثم حمل جثمانه في موكب مهيب ، لينقل الى مثواه الاخير الذي كان بالقرب من (نصب الاسياد ) مجاور قاعة الشعب للالعاب الرياضية ، المقابلة من ملعب الشعب ، حيث ووري الثرى ، في مشهد حزين لايوصف ، ثم قام احد تلاميذ مدرسته الكروية بوضع كرة قدم مع وردة في القبر الذي اهيل التراب عليه معلنا اسدال الستار على حياة الرجل الذي اتفق العراقيون في محبته.

الجميع في وداع عمو بابا

جثمان عمو بابا ملفوف بالعلم العراقي

حشود المشيعين

علم العراق و صورة عمو بابا في الجنازة