بطولة قارات بألوان الحلم الأميركي
عصام سحمراني
تستحق الولايات المتحدة الأميركية هذا العام أن تسجل إسمها إلى جانب المكسيك كبطلة من الكونكاكاف لكأس القارات وعلى حساب البرازيل أيضا.
وكأن الظروف والأخطاء التحكيمية التي يعاني منها المنتخب الأميركي كل مرة تتعمد إخراجه باكرا من كل بطولة عالمية يشارك بها. الظلم الحديث بدأ مع كأس العالم 2006 في ألمانيا أمام إيطاليا عبر الهدف الذي سجله جيلاردينو بعدما خطف الكرة بيده قبل أن يودعها الشباك وعبر الطردين للاعبين الأميركيين ماستروني وبوب.
وكذلك في المباراة الأخيرة حيث ركلة الجزاء المشكوك بصحتها لغانا والتي تأهلت من خلالها إلى الدور الثاني. هذه المرة كان الأميركيون أيضا على موعد مع الظلم التحكيمي أمام إيطاليا بالذات في افتتاح مبارياتهم في كأس القارات، فقد نال اللاعب الأميركي ريكاردو كلارك بطاقة حمراء ظالمة على عرقلة غير مؤثرة ضد جينارو غاتوزو في منتصف الملعب لا يمكن أن تنال بطاقة صفراء حتى في الدقيقة 35. ولم يعامل الإيطاليون بالمثل في الدقيقة 41 حين نال الأميركيون ركلة جزاء بعد عرقلة على لاعبهم التيندور حيث لم يطرد اللاعب الإيطالي كيلليني.
فاز الإيطاليون بالمباراة في الشوط الثاني حيث أظهر الفارق العددي عدم قدرة الأميركيين على مجاراتهم.
في المباراة الثانية تسيدت البرازيل أرض الملعب منذ البداية ونجحت في تسجيل ثلاثة أهداف، إثنان منها قبل الدقيقة العشرين من عمر المباراة. لكن المنتخب الأميركي تعرض مجددا للظلم عبر طرد مباشر للاعبه كليستين في الدقيقة 57.
وفي المباراة الثالثة أمام مصر التي لم يتوقع أي شخص أن تكون الولايات المتحدة مستمرة في دائرة المنافسة فقد كانت الغلبة للأقوى. والأقوى هم من تسيد المباراة وفرض أسلوبه وأقفل الدفاع وأثقل شباك عصام الحضري بأهداف ثلاثة. وللمرة الثالثة على التوالي يظلم المنتخب الأميركي لكنه هذه المرة لم يكن عبر الطرد بل حرم من ركلة جزاء وطرد للاعب مصري صد الكرة بيده من على خط المرمى، ومع ذلك سجل الأميركيون الأهداف الكافية لتأهلهم.
من تابع جيدا مباراة الولايات المتحدة ومصر والطريقة الهادئة التي أنجز الأميركيون فيها تأهلهم كان سيتوقع فعلا ان شأنا كبيرا سيكون لهم أمام الإسبان في نصف النهائي مهما علا صيتهم كأبطال لأوروبا. فالمباراة التي نزل إلى ميدانها الأميركيون غير آبهين إلا بالفوز عبر التسديدات والمحاولات على مرمى كاسياس أنجزت بالفعل ما أرادوه فحققوا هدفين ليكونوا اول الواصلين إلى نهائي البطولة الثانية من حيث الأهمية بين مسابقات الفيفا.
ومجددا تعرض المنتخب الأميركي للظلم عبر طرد اللاعب المميز برادلي نجل مدرب المنتخب الأميركي بشكل مباشر بعدما عرقل لاعبا إسبانيا يجري في الإتجاه المعاكس للمرمى قبل انتهاء المباراة بثلاث دقائق. طرد قد يسهل مهمة البرازيل النهائية لكنه لن يؤثر في روح المجموعة الأميركية المتكاتفة. وقد سجل اللاعب ديمبسي رقما مميزا عبر الهدف الثاني في مرمى إسبانيا فأصبح صاحب الهدف رقم 300 في تاريخ كأس القارات.
النهائي الحلم بالنسبة للفريقين سيكون مناسبة للولايات المتحدة مجددا لفرض إحترامها على الجميع من خلال كرة قدم جماعية لا مكان فيها لليأس. وإذا انهزم الأميركيون في الدور الأول بثلاثة للا شيء من البرازيل فالفرصة أمامهم الآن سانحة خاصة بعد التأهل الوضيع للبرازيل أمام جنوب أفريقيا وتأهلهم الصارخ أمام إسبانيا.
ننتظر مباراة حافلة.
التعليقات