يحل المنتخب البرازيلي الثلاثاء في ملعب "ويمبلي" اللندني، ضيفا على المنتخب الانكليزي في آخر مبارياته الودية في 2017، وسط جدل يحيط بنجمه نيمار وعلاقته بزملائه ومدربه في نادي باريس سان جرمان الفرنسي.

وعلى رغم تسجيله 11 هدفا في 12 مباراة بقميص النادي الباريسي الذي انتقل اليه هذا الصيف من برشلونة الإسباني في صفقة قياسية بلغت 222 ميلون يورو، أفردت وسائل الاعلام في الآونة الأخيرة مساحات للحديث عن توتر العلاقة بين نيمار من جهة، وزملائه في نادي العاصمة والمدرب الاسباني أوناي ايمري من جهة أخرى.

وبدا نيمار في وضع نفسي هش بعد فوز البرازيل على اليابان وديا الجمعة (3-1) في مدينة ليل الفرنسية. فخلال المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة، بكى أثناء إشادة مدرب المنتخب البرازيلي تيتي به ودفاعه عنه، قبل ان يحضنه ويغادر القاعة مسرعا.

وفي تصريحات سبقت هذه الواقعة خلال المؤتمر نفسه، قال نيمار "عندما تكون معبود الجماهير، مثالا أعلى في أعين الكثير من الناس، يتوجب عليك أن تكون مثاليا، وأنا لست كذلك في أغلب الأحيان".

أضاف "أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري وأمامي الكثير لأتعلمه في كرة القدم".

وكثر الحديث مؤخرا عن شرخ في سان جرمان، لاسيما بعد الأداء المتأرجح للنجم البرازيلي في مبارياته الأخيرة مع النادي الباريسي، وخاصة بعد طرده أمام مرسيليا (2-2) لحصوله على انذار ثان بعدما رد بغضب على خطأ ارتكبه ضده الأرجنتيني لوكاس كامبوس.

ويأتي ذلك بعد أسابيع أيضا من تقارير صحافية على نطاق واسع، عن خلاف بين نيمار وزميله الأوروغواياني إدينسون كافاني، حول أي منهما يتولى تسديد ركلات الجزاء التي يحصل عليها الفريق الفرنسي.

وعلى رغم تسجيله هدفا في المباراة الودية ضد اليابان والتي أضاع خلالها ركلة جزاء أيضا، بدت العصبية على النجم البرازيلي، اذ تلقى إنذارا لضربه هيروكي ساكاي لاعب مرسيليا الفرنسي، على رأسه.

وما يثير قلق جماهير سان جرمان بشكل إضافي، هو تواتر أخبار من البرازيل عن شعور نيمار بالندم لتركه برشلونة والانتقال الى سان جرمان. وعاد نيمار الى المدينة الكاتالونية مرتين على الأقل منذ انتقاله الى باريس، ونشرت له صور على مواقع التواصل مع زميليه السابقين الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز.

كما ان وسائل إعلام أشارت الى انه طرح على زميليه السابقين عن شعورهما في حال عاد الى برشلونة وبقي هناك.

- "شخص عادي"-

لكن بالنسبة الى زميل نيمار الجديد في سان جرمان كيليان مبابي، المنتقل أيضا هذا الصيف في صفقة ضخمة من موناكو، فالظهور المؤثر للبرازيلي في المؤتمر الصحافي هو مجرد تذكير بأن اللاعب السابق لنادي سانتوس هو انسان بالدرجة الأولى.

وتابع في هذا الصدد لقناة "تي اف 1" الفرنسية الأحد "هذا الأمر يثبت وحسب أنه انسان كأي شخص آخر. إنه مثلنا - يملك ذراعين، ساقين وقلبا واحدا. بإمكانه أن يتأثر بكل الانتقادات التي تنال منه".

وأكد "إذ نظرت اليه من الخارج، يعطي الانطباع بأنه غير متأثر (بما يدور حوله)، حتى وإن عبر هناك (في ليل) عن مشاعره. عندما تكون مقربا منه فهو ينفتح عليك ويظهر لك بأنه شخص عادي".

وبعيدا عن مسألة نيمار الذي طالب أيضا في المؤتمر الصحافي بـ "التوقف عن اختلاق الحكايات" وأكد "بأن كل الامور تسير على ما يرام"، تبدو البرازيل في أفضل حالاتها بعدما أنهت التصفيات الأميركية الجنوبية المؤهلة الى مونديال روسيا 2018 بفارق 10 نقاط عن أقرب ملاحقيها، بفضل الروح التي بثها المدرب الجديد تيتي.

ومن المتوقع أن يخوض تيتي لقاء ويمبلي بتشكيلة مغايرة لمباراة اليابان، حيث من المتوقع أن يبدأ بنيمار وزميليه في سان جرمان داني ألفيش وماركينيوس، وفيليبي كوتينيو ودييغو.

وبدورها، تقارب انكلترا المباراة بروح معنوية جيدة بعد تعادلها سلبا الجمعة ضد بطلة العالم ألمانيا، في مباراة خاضها منتخب "الأسود الثلاثة" بغياب عدد من لاعبيه الأساسيين بسبب الاصابة، ودفع فيها المدرب غاريث ساوثغيت بلاعبين جدد تنقصهم الخبرة الدولية.

وقدم كل من حارس ايفرتون جوردان بيكفورد ولاعب وسط تشلسي روبن لوفتوس-تشيك، المعار الى كريستال بالاس، أداء واعدا ضد الألمان في مباراتهما الدولية الأولى.

وكما في المباراة ضد اليابان، ستتجه الأنظار الى نيمار عندما يخوض منتخب بلاده مباراته الودية الأولى ضد انكلترا على أرضها منذ شباط/فبراير 2013 (خسر "السلساو" بنتيجة 1-2).

وقال نيمار الجمعة "أريد ان أكون أفضل وأتحسن كل مرة، أكان ذلك مع السلساو أو في منزلي الجديد"، في إشارة لسان جرمان.