كشف تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية عن الفوارق التي تشهدها مباريات تصفيات أوروبا وأميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2018 بروسيا ، خاصة المنتخبات الكبيرة في كل قارة وما تواجهه من خطورة الإقصاء وتلاشي حلمها في التأهل لنهائيات كأس العالم .

وتعيش منتخبات عريقة ظروفاً عسيرة قد تحرمها من تحقيق حلم التأهل للمونديال، على غرار المنتخب الهولندي الذي يحتل المركز الرابع في مجموعته، وهو مركز لا يؤهله لبلوغ المونديال الروسي، فيما يحتل المنتخب التشيلي (بطل كوبا أمريكا في آخر نسختيها) مركزاً غير مؤهل للنهائيات بحلوله في المركز السادس في جدول الترتيب عن تصفيات القارة .

وبحسب التقرير، فإن التصفيات الأوروبية أصعب بكثير من التصفيات الأميركية الجنوبية ، لأن نظام التصفيات يمنح المنتخبات الكبيرة في القارة اللاتينية فرصة أفضل من نظرائها في القارة العجوز خاصة في حال تعثرها في بدايات التصفيات .

ففي قارة أميركا الجنوبية، فإن سباق التأهل للمونديال ينحصر بين 10 منتخبات من أجل خطف أربع تأشيرات مباشرة لأصحاب المراكز الأربعة الأولى في الترتيب النهائي، بينما يخوض المنتخب صاحب المركز الخامس مباراة فاصلة سهلة إلى حد كبير كونها تجمعه ببطل تصفيات أوقيانوسيا المنطقة التي تضم منتخبات متواضعة يسهل تجاوزها .

وفي المقابل، فإن النظام المعمول به في أوروبا يقضي بتوزيع المنتخبات الـ 54 على 9 مجموعات ، تضم كل مجموعة 6 منتخبات تتنافس على خطف 14 تأشيرة، منها 9 تأشيرات لأبطال المجموعات التسع، وتأشيرة عاشرة لأفضل وصيف، فضلاً عن أربع تأشيرات يحددها الملحق الأخير بين بقية أصحاب المراكز الثانية في المجموعات الثمانية.

هذا وتكمن صعوبة التصفيات الأوروبية في تقارب مستويات منتخبات القارة، حتى أن كل مجموعة قد تضم منتخبين أو ثلاثة مرشحين للمنافسة على خطف تأشيرة واحدة فقط، مما يقلص من فرص الجميع على التأهل للنهائيات ، على غرار ما هو موجود في المجموعة الرابعة بين منتخبي إيطاليا وإسبانيا، أو المجموعة الأولى التي تضم منتخبات هولندا و فرنسا و السويد .

و بإجراء مقارنة بسيطة بين وضعية منتخب تشيلي في أميركا الجنوبية ووضعية هولندا في أوروبا ، فإن المهمة تكون صعبة على الأوروبيين لبلوغ النهائيات المونديالية.

وتحتل تشيلي المركز السادس برصيد 20 نقطة وبفارق الأهداف فقط عن منتخب الإكوادور صاحب المركز الخامس، أي المركز الذي يمنح صاحبه فرصة التأهل للنهائيات عبر خوض ملحق فاصل، فيما يبتعد "التشيليون" بفارق ثلاث نقاط فقط عن صاحب المركز الثاني وعلى بعد خمس جولات من نهاية التصفيات، أي انه لا تزال هناك 15 نقطة كاملة ممكنة تمنح فرصة التأهل حتى لصاحب المركز الثامن.

وفي المقابل، فإن منتخب هولندا وبعد خسارته أمام المنتخب البلغاري، فإن فرصته ببلوغ النهائيات قد تقلصت كثيراً، لكونه يحتل المركز الرابع برصيد 7 نقاط فقط ، اي بفارق 6 نقاط عن المتصدر فرنسا وعلى بعد خمس جولات من ختام مباريات التصفيات، إذ يسبقه في ترتيب المجموعة كل من فرنسا والسويد وبلغاريا أي أن منتخب "الطاحونات الهوائية" أصبح في خطر حقيقي، حتى من اجل ضمان خوضه للملحق بإنهائه التصفيات وصيفًا بالنظر إلى نتائجه.

هذا واستفادت منتخبات أميركا الجنوبية كثيراً من تعديل صيغة النهائيات في دورة 1998 ، حيث منحها الاتحاد الدولي لكرة القدم أربعة مقاعد ونصف المقعد لـ 10 منتخبات عكس المنتخبات الأوروبية التي رغم رفع عدد مقاعدها إلى 14 مقعداً، إلا أن كثرة المنتخبات المتنافسة في التصفيات بفعل تفكك الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا و تشيكوسلوفاكيا جعل تلك المقاعد غير كافية.

ولا تزال الحصيلة الفنية لأوروبا أفضل من حصيلة أميركا الجنوبية في نهائيات المونديال، بعدما نجحت منتخبات القارة العجوز بالفوز باللقب 11 مرة بفضل منتخبات ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإنكلترا وإسبانيا مقابل 9 مرات لمنتخبات أميركا الجنوبية، بفضل البرازيل والأرجنتين و الأوروغواي.

يشار إلى المنتخبات الأوروبية تواجدت في النهائي 26 مرة ، مقابل 14 مرة لأميركا اللاتينية ، و 58 مرة في المربع الذهبي مقابل 21 مرة، و 232 مشاركة أوروبية في النهائيات مقابل 117 لأميركا الجنوبية.