احتشدت قارة أفريقيا خلف فريق ليفربول الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا، يوم السبت 26 مايو/آيار، وذلك بفضل اللاعب المصري محمد صلاح، المحترف في صفوف النادي الإنجليزي والذي أصبح أحد أبرز اللاعبين الأفارقة في العالم.

وأشعل محمد صلاح مواقع التواصل الاجتماعي في أفريقيا والتي تضج باسمه حاليا، وحتى بعض من عشاق ريال مدريد الأسباني أصبحوا ممزقين ومنقسمين حول تشجيع ناديهم أو تشجيع ليفربول من أجل صلاح.

ولا يقتصر الأمر على جمهور الريال فقط فجمهور الأندية الإنجليزية الأخرى يشجعون ليفربول الآن.

وكان أمينو ماي-أنغوا محمد، من أبرز مشجعي تشيلسي الإنجليزي، ومعروف بين أصدقائه بلقب أمينو ماي-أنغوا تشيلسي، لكنه اليوم من جمهور ليفربول وصلاح.

وقال لبي بي سي :"أنا أؤمن بصلاح، سينجح فريقه (ليفربول) في الفوز بكأس أبطال أوروبا".

هل يحسم نهائي ليفربول وريال جائزة أفضل لاعب في العالم؟

حذاء محمد صلاح في قسم المصريات بالمتحف البريطاني

هل يصبح محمد صلاح أفضل لاعب في العالم؟

وأضاف :"أعتقد أنه (صلاح) أفضل من ميسي ورونالدو مجتمعين، وسأظل أشجعه حتى لو كان فريقه سيواجه تشيلسي".

الكرة الذهبية

وتسبب محمد صلاح في أزمة لجماهير كرة القدم الأفريقية التي أصيبت بالارتباك حول الولاء لناديها الأسباني، حتى عشاق اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، يميلون الآن للاعب المصري.

واعتبر ليفو ماهليلو، من جنوب أفريقيا، أن صلاح أفضل لاعب في تاريخ أفريقيا، وقال على تويتر إنه رغم عشقه الكبير لرونالدو، إلا أنه يتمنى أن يفوز صلاح بالكرة الذهبية كأحسن لاعب في العالم.

بينما وصفت شازيا سليم، نفسها على تويتر بأنها مغرمة بنادي نيوكاسل، لكن محمد صلاح جعلها تغير رأيها في النادي الذي عشقته منذ طفولتها.

وقالت شازيا عن صلاح لبي بي سي :" أعتقد أنه من حين لآخر يوجد لاعب كرة قدم عظيم تحترمه وتقدره بغض النظر عن الفريق".

وأضافت :"محمد صلاح لاعب رائع وإنسان مذهل. أتمنى أن يحقق الفوز".

"ليفربول يفوز بثلاثة أهداف"

بينما توقع أحد عشاق ليفربول من نيجيريا بأن يفوز الفريق الإنجليزي بالكأس، وقال لبي بي سي :"متأكد من أن ليفربول سيحمل الكأس، وسيفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف".

وتابع :"محمد صلاح سيسجل هدفا في الشوط الأول وكذلك البرازيلي فيرمينو، وفي الشوط الثاني سيسجل السنغالي ساديو ماني الهدف الثالث".

وراهن نانجوي إسحاق ادوين، على محمد صلاح وليفربول، رغم أنه يشجع منافسه التقليدي مانشستر يونايتد.

وغرد على تويتر :"محمد صلاح يمثل أفريقيا، لا أحد يشك في هذا، لكن من الصعب توقع من سيفوز بهذه الكأس".

وقال ادوين لبي بي سي :"محمد صلاح هو الوحيد القادر على وقف ريال مدريد وحرمانه من الفوز بالكأس الثالثة على التوالي".

ومع هذا كان هناك من رفض التخلي عن ريال مدريد، رغم أنه يحب محمد صلاح، لكنه يريد للنادي الملكي الفوز بالبطولة.

وقال أحد عشاق ريال مدريد لبي بي سي :"رونالدو لن يترك الملعب أبدا خالي الوفاض. فهو في أفضل حالاته في هذه الأوقات، لذلك مقتنع بفوز ريال مدريد بالكأس."

لكن محمد صلاح كلاعب يحظى بدعم وتشجيع غالبية الأفارقة، والذين يرونه منارة للأمل وقدوة ساطعة للشباب في مختلف أنحاء القارة.

إنه "الملك المصري" كما يلقبه جمهور ليفربول ويتغنون باسمه في الملعب، صاحب 44 هدفا حتى الآن في مختلف المسابقات.

الخبراء الكبار في كرة القدم يقارنون صلاح الآن بالأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يعتبره البعض أفضل لاعب كرة قدم على الإطلاق.

وسيكون نهائي أبطال أوروبا، يوم السبت، حاسما بالنسبة لصلاح فالفوز يعني الاقتراب من اقتناص الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم.

ولم تكن مهارات صلاح في كرة القدم هي السبب الوحيد لشهرته وعشق الأفارقة له.

ويقول ساليسو موسى، محلل كرة القدم النيجيري لبي بي سي إن صلاح كان اللاعب الذي تتطلع له أفريقيا.

 

صلاح
BBC
البعض يرى محمد صلاح أفضل من رونالدو وميسي مجتمعين

 

وأضاف :"صلاح لاعب استثنائي ويمثل أفريقيا، ورغم أنه ليس اللاعب الأفريقي الوحيد في النهائي إلا أنه الأبرز وطغى على الجميع حتى زميله ساديو ماني".

تاثير إيجابي على الإسلام

وهناك من يرى أن صلاح ساهم في تغيير صورة الإسلام بشكل إيجابي.

وغرد داني داني فليكسن على تويتر :"تأثير محمد صلاح يحارب الإسلاموفوبيا".

وفي مصر تسمى الشوارع والمدارس باسمه، في مسقط رأسه بمدينة بسيون بمحافظة الغربية، وسط دلتا مصر.

واستقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في يناير/كانون الثاني الماضي

ويبدو أن حب محمد صلاح، جمع المختلفين والمعارضين لبعضهم في مصر.

فلأول مرة يحظى شخص بإجماع التيارات المختلفة في مصر، فمؤيدو الدولة المصرية وكذلك أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اتفقوا على تشجيع صلاح بعد قيادته مصر للوصول إلى نهائي كأس العالم في روسيا، لأول مرة منذ 1990.

وأيا كانت نتائج مباراة، يوم السبت، ومن سيحمل كأس أبطال أوروبا، فإن صلاح ترك انطباعا وتأثيرا على القارة الأفريقية، ونحت لنفسه مكانة بارزة داخل وخارج ملاعب كرة القدم.