إعداد فيفيان عقيقي وتصوير شمعون ضاهر
بيروت: في كنيسة مار ضومط في منطقة زوق مخايل إجتمع المشيعون لوداع رجل أحبوه وفارقهم دون تمهيد، تاركاًوراءه حسرة كبيرة في قلب كل من عرفه عن قرب أو أحبه عبر أعماله على الشاشة، رحل سعادة بزفة بيضاء الى مثواه الأخير، وسط موسيقى ورقص والعاب نارية.... ودموع ولوعة، كان يرقب كل شيء عبر صوره الكبيرة المعلقة على جدران الكنيسة بإبتسامته المعهودة، quot;هو معنا وسيبقى معنا ولم يمتquot;،هذا ما قالته شقيقته نضال في كلمتها، أما ممثل نادي معجبيه فقال: quot;يحيا أسس مدرسة، وهذه المدرسة ستستمر، سنعمل كل ما في وسعنا لنشر رسالته الى العالمquot;.
وكان جثمانه قد وصل فجر أمس بتمام الساعة الواحدة والنصف إلى بيروت، الذي قضى بعيد تعرضه لصعقة كهربائيَّة في تركيا تُرافقه شقيقته إيمان والفنانة مايا دياب وزوجها رجل الأعمال عباس ناصر، بعد أنّْ تمَّ تداول معلومات مفادها بأنَّ الطائرة ستصل عند الحادية عشر من مساء أمس، وغصَّ المطار بحشد من أهل الإعلام والفن كما المحبين والأصدقاء الذين إتشحوا باللون الأبيض، وهذا ما طلبته إيمان شقيقة يحيا لإستقباله، وحضر كل من المخرجين فادي حداد، وعادل سرحان، والإعلامية نضال الأحمديَّة، والفنانة أمل حجازي، والصحافيَّة ديانا وهبي، ومصممي الأزياء روني عيد، ونيكولا جبران، وخبير التجميل فادي قطايا، والإعلاميين وسام حنا، وعماد هواري، والفنانة فيفيان عازار، والفنان فادي حرب، وتعهد الحفلات عماد قانصوه، وطني سمعان وهادي حجَّار، وحشد كبير من وسائل الإعلام والمصورين، إضافةً إلى أهله وأصدقائه ومحبيه الذين تداعوا إستقبلوه باللباس الأبيض.
وفيما كانت التحضيرات مستمرة لإستقبال المخرج الشاب الذي صدم الوسط الفني برحيله المفجع، وهو الذي كان صدم الوسط الشعبي بأعماله المصوَّرة quot;المثيرة للجدلquot;، استحضرت بيروت مجموعة quot;مفارقاتquot; سبقت مقتل سعادة، ومن هذه المفارقات وفاة صديقه عارض الأزياء، سامر الياس، في يناير 2010 جرَّاء تناوله جرعة زائدة من المنشطات وهو الحادث الذي آلمه كثيرًا، كون الياس يعتبر من أعز أصدقائه، ومقتل المخرج، محمود المقداد، قبل أشهر في جريمة مروِّعة هزَّت سعادة الذي كانت تربطه صداقة متينة بالراحل الذي كان يشكّل مع يحيا وسامر الياس quot;حلقةquot; من رفقة درب فرَّقها الموت تباعًا وكان quot;آخر عنقودهاquot; يحيى الذي التحق بصديقيه في السنة نفسها ليكتمل quot;مسلسل الموتquot;.
لم يكن يستشعر سعادة بأي quot;خطرquot; يكمن له، وهو كان يعدُّ مشاريع لأكثر من فيديو كليب مع أكثر من فنانة، حتَّى أنَّهأعلن عن ذلك لأصدقائه ومحبيه في إطلالة تلفزيونيَّة قال فيها: quot;كليبي المقبل مع مايا دياب ومن ثم آمال ماهر، وتكون السنة 2010 قد انتهت ونباشر سنة جديدة، ينعاد على الجميعquot;.
إلى ذلك روت الفنانة مايا دياب تفاصيل مقتل يحيا وفقالت: quot;ما جرى صعبٌ للغاية، يحيى سبقني لإجراء التحضيرات الفنيَّة، حصل كلّ شيء بثوانٍ، فعندما وصل الى محطة القطار، لاحظ أنَّ هناك سلكًا كهربائيًّا ظاهرًا ومشحونًا فنبَّه فريق العمل وشقيقته من عدم الاقتراب منه، وبما انني كنت سأصوّر احدى اللقطات على القطار، طلب من شقيقته ايمان قطع التيار الكهربائي عن كل المحطة، وبعدها، ولا تسألوني لماذا، صعد يحيا على سطح القطار للتأكد من أنَّ السلك لم يعد مشحونًا فخبأ يده بأحد كمّيْ قميصه وما إنّْ لمس السلك حتى وقعت الكارثة، صرخ يحيا لشقيقته الَّتي لفظ أنفاسه بين يديها قائلاً: quot;لا تتركينيquot;.
وإستعادت مايا quot;إشارة سلبيَّةquot; تلقاها يحيا في 28 نوفمبر الماضي: quot;حين تبلغنا ان محطة القطار التي كان يفترض ان نصوّر فيها الفيديو كليب في اسطنبول احترقت بكاملهاquot;، وقالت: quot;أبلغت يحيا ان هذه ربما تكون اشارة سلبية، فلنغيّر عن السيناريو الموضوع ويمكن ان نصوّر الفيديو كليب في لبنان، الا انه اصرّ على التصوير في تركيا. وعندما أبلغني بوجود محطة في أزمير، قلت له ان المكان بعيد جدًّا ولماذا انت مستعجل، فقال لي لا تهتمي كل الامور جاهزة في ازمير ولن تشعروا بأي تعب، حتى انه يوم الثلاثاء الماضي حصلت مشكلة صغيرة فقلت له تعبت ولم اعد اريد السفر لنرجئ التصوير الى ما بعد الاعياد، الا انه بقي متمسكًا بالذهاب الى تركيا التي قصدها قبل يومين من الموعد المحدد، وعندما وصلنا توجهت الى الفندق ريثما يصل زوجي وفيما كنت انتظره توجه يحيا الى حتفهquot;.
وكان يحيا سعادة عاش طفولته في جزيرة قبرص بسبب الحرب اللبنانية الا انه عاد الى لبنان في الثمانينات من القرن الماضي، حيث كان من المفترض ان يتخصص في الهندسة الداخلية الا انه اتجه لتعلّم الرقص حيث قضى 9 سنوات في هذا المجال، وعمل كمساعد مخرج لفترة من الوقت، وبعدها أخرج العديد من الكيبات الَّتي أثارت الجدل للعديد من الفنانات أمثال نوال الزغبي، ونجوى كرم، وهيفاء وهبي، وميريام فارس، وامل حجازي،وشذى حسون...
يُذكر بأنَّ ذويه سيتقبلون التعازي في كنيسة مار ضومط في منطقة زوق مكايل شمال بيروت،اليوم الثلاثاء من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة السابعة مساءً.
التعليقات