يتساءل صحافي بريطاني عن سبب يدفع رؤساء التحرير المدافعين عن حرية المعلومات مهاجمة موقع laquo;ويكيليكسraquo;.


لندن: يتساءل روي غرينسديل، بروفيسير الصحافة في جامعة laquo;سيتيraquo; اللندنية ورئيس تحرير laquo;ديلي ميرورraquo; (1990 - 1991)، على مدونته في صحيفة laquo;أوبزيرفرraquo; عن السبب الذي يحدو برؤساء التحرير المدافعين بشراسة عادة عن حرية الصحافة والمعلومات مهاجمة موقع laquo;ويكيليكسraquo;، بينما هو يرفع لواء laquo;الحقيقة وحرية المعلوماتraquo;.

وأشار إلى أن إحدى المفارقات تمثلت في تسريب الحكومة الأميركية خبر التسريب نفسه، مستخلصًا إنها سعت إلى الانتقام حتى قبل تعرضها للهجوم. وقال إن غرض وزارة الخارجية الأميركية يوم الأربعاء الماضي كان هو تحذير الحكومات من laquo;كشف حقائق محرجة تحملها وثائق ويكيليكسraquo;.

ولاحظ أيضاً أن الحكومة البريطانية حاولت يوم الجمعة تعبئة رؤساء تحرير الصحف إلى جانبها عبر مذكرة تنبههم إلى laquo;توخّي المسؤوليةraquo; في حال قرروا تناول محتويات الوثائق المسربة. فكيف استجاب هؤلاء؟. يقول غرينسديل laquo;للأسف فإن الصحف خرجت بشكل عام، وهي تتناول الأمر من زاوية الهجوم على الموقع الإلكتروني وصاحبه جوليان أسانجraquo;.

وقال إن أفضل نموذج لهذا هو عنوان laquo;الصنraquo; الرئيس، الذي وصف التسريبات بأنها laquo;خطر على أمن المملكة المتحدةraquo;، وأن نسختها ليوم الأحد laquo;نيوز أوف ذي ويرلدraquo; أبرزت أن طالبان تهدد باغتيال المخبرين الذين تكشف عنهم التسريبات.

والمحبط أكثر من هذا، تبعًا له، يتمثل في أعمدة الكتّاب الذي يهاجمون ويكيليكس. وأضاف إن laquo;كبار دعاة حرية الصحافة المهللين أبدًا لحق الشعوب في معرفة ما يدور حولها يبدون غير قادرين الآن على هضم فكرة أن جهة أخرى تقوم بهذه المهمة بدلاً منهمraquo;.

وأوضح أن افتتاحية laquo;نيوز أوف ذي ويرلدraquo; هاجمت أسانج على ما وصفته بأنه laquo;تسريبات شريرةraquo;، بينما قالت laquo;صنداي إكسبريسraquo; إن الوقت قد حان لتكميم ويكيليكس. وأشار إلى أن افتتاحية laquo;ميل اون صندايraquo; بدت وكأنها مذكرة صادرة من مستشار أمني حكومي. فدعت إلى اتخاذ خطوات تضمن ألا تخزن الحكومات الحديثة (أي الغربية) أسرارها في خزائن المعلومات.

ويتساءل غرينسديل laquo;أليست مهمتنا هي تصيّد المعلومات وتقديمها للقارئ - الناخب فيحيط علمًا بما تفعله حكومته المنتخبة باسمه؟، أليست هذه هي مهمة الصحافة التي تؤديها ويكيليكس؟. فلماذا تحذّر laquo;صنداي تليغرافraquo; من أن التسريبات ستضيف مزيدًا من التوتر إلى العلاقات البريطانية - الأميركيةraquo;؟.

ويلفت إلى أن laquo;صنداي إكسبريسraquo; توقعت أن يشعر (رئيس الوزراء البريطاني) ديفيد كامرون بالحرج بتقييم أميركي صريح يقلل من شأن مقدراته السياسية، وفي هذا الصدد تنبأت laquo;أندبندانت أون صندايraquo; بأن التسريبات ستوضح laquo;رأي واشنطن الحقيقي في رئيس وزرائناraquo;.

ولاحظنا، يقول غرينسديل، أن laquo;أوبزيرفرraquo; امتنعت عن تناول المسألة لإفساح المجال على الأرجح لشقيقتها laquo;غارديانraquo; للانفراد بهذا، ولإتاحة الفرصة لسايمون هوغارت (أحد أبرز كُتّابها) للتنبؤ بما تحويه.

وقد قال هذا الأخير في لقاء مع إذاعة laquo;بي بي سيraquo; إن وثائق ويكيليكس laquo;قد تكون محرجة بالنسبة إلى غوردون براون (رئيس الوزراء السابق)، لكنها ستكون محرجة بقدر أعلى كثيرًا بالنسبة إلى كاميرون. فهذا الأخير لا ينال الاحترام الكافي، سواء من إدارة الرئيس اوباما أو من السفير الأميركي في لندنraquo;.

ويختتم غرينسديل بالقول laquo;أراهن على أن المنتقصين من قدر جوليان أسانج هم الأكثر تطلعًا الآن إلى محتويات وثائقه، وهي تكتمل تسريبًاraquo;.